نابلس - النجاح الإخباري - أطلق مركز التعليم البيئي التابع للكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، اليوم الأحد، مسابقة لتوثيق هجرة الطيور الخريفية.
وتًكرس المنافسة لتوثيق أسراب الطيور المهاجرة في سماء فلسطين، خاصة أنها تشهد وفق تقديرات علمية عبور نحو 500 مليون طائر سنويًا، فيما تُعد فلسطين أهم ثاني موقع عالمي لهجرة الطيور المُحلّقة خلال الموسمين الخريفي (يبدأ في 15 آب وينتهي أواخر تشرين الثاني) والربيعي (ينطلق منتصف شباط سنويًا وحتى نهاية أيار).
ودعا المركز، في بيان صحفي، المصورين المحترفين والهواة وطلبة الجامعات والمدارس إلى المشاركة في أكبر حملة لتوثيق تلون سماء فلسطين بأسراب الطيور المهاجرة، وتتبع أنواعها خلال وجودها في مناطق التنوع الحيوي والمحميات ومختلف البيئات، والتركيز على الطيور المهددة بالانقراض أو النادرة.
وبين أن المسابقة ستبدأ في 15 آب الحالي وحتى 15 تشرين الثاني 2022، عبر إرسال الصور إلى صفحة "فيسبوك" التابعة له، موضحا أنه بوسع المشاركين استخدام آلات التصوير بأنواعها، والهواتف المحمولة، شريطة عدم التلاعب بها، أو تغيير ألوانها، أو وضع التوقيع عليها، أو الكتابة فوقها.
وأوضح أهمية الطيور المهاجرة في التوازن البيئي، ومساعدتها في السيطرة على أعداد القوارض والأفاعي والحشرات التي تهدد المزارع، ومساهمتها في المكافحة العضوية للآفات، كما أنها أحد أهم المؤشرات للتنوع الحيوي، وجزء حيوي من صناعة السياحة البيئية.
ودعا المركز إلى التوقف عن استخدام الكيماويات، وتدمير موائل الطيور، والإقلاع عن إلقاء النفايات العشوائية، وخاصة البلاستيكية، التي يحول تراكمها إلى وباء عالمي، وتهديد حقيقي للطيور حال تناولتها.
كما شدد على ضرورة التوقف عن حرق الأعشاب الجافة خاصة في الأوقات شديدة الحرارة؛ حرصا على عدم التسبب بحرق الأشجار والغابات، الذي يؤدي إلى خسارة التنوع الحيوي، ويدمر موائل الطيور.
ودعا إلى الكف عن الصيد الجائر للطيور والحيوانات البرية خاصة غزال الجبل الفلسطيني، وحظر الاتجار غير المشروع بالطيور، ومنع الاحتجاز الذي يهدد الطيور.
وكرر حث المواطنين على وضع أوعية للمياه في المناطق الجافة وعلى شرفاتهم؛ لتوفير مصادر شرب للطيور، التي يهددها خطر النقوق من شدة الحر، الذي بات يسجل درجات أعلى من المعدل.
وذكر المركز أن الطيور التي تعبر سماء فلسطين خلال الهجرة الخريفية إما مغردة صغيرة كأبو قلنسوة، أو كبيرة كاللقلق الأبيض، أو النسور الكبيرة المهددة بالانقراض.
وأشار إلى قائمة طيور فلسطين، والدراسة التي نفذها المركز عام 2015، وحصرت 373 نوعًا من الطيور، تشمل 22 رتبة و64 عائلة أساسية، و30 عائلة فرعية، و186 جنسًا، والتي جرى تحجيلها ورصدها ومراقبتها وتوثيقها في الضفة الغربية وغزة فيما كانت التقديرات السابقة تشير لعدد أقل.
وفي سياق متصل، أعلن المركز نتائج حملة لتوثيق الطيور وهجرتها في سماء فلسطين، التي أطلقها بالتزامن مع بدء موسم الهجرة الربيعية، ونشرت عبر صفحته على "فيسبوك" خلال اليوم العالمي لحماية التنوع الحيوي ويوم البيئة العالمي.
وشارك في المسابقة مصورون محترفون وهواة من محافظات الوطن، بالإضافة إلى مساهمات وتفاعلات من الأردن والداخل والولايات المتحدة.
ونشر المركز صور المشاركين بالتقاط الذعرة البيضاء، والزرزور الأسود، والحميراء السوداء، والحوام الشائع، وصياد السمك، والحسون التفاحي، واليمام القمري، والقليعي أسود الذيل، وأسراب طيور مهاجرة، والحميراء، واللقلق الأبيض، والقبرة المتوجة.
وفاز بأكثر الصور تفاعلًا حمزة راشد بصورة للحوام الشائع، تلاه كفاح صّباح، ويعقوب معمر فيما نال جائزة الجمهور الأكثر تفاعلًا خلود محمد غريّب.
وأشاد المركز بالمصورين المحترفين والهواة: حمزة راشد، ومحمد دراغمة، وحمزة عبيد، وسعود عوض، وكفاح صبّاح، وريم خليلية، ويعقوب معمر، وجين سلمان، وعمار العمري.
وأعلن عن تكريم كل المصورين المشاركين، خلال المؤتمر الفلسطيني الثالث عشر للتوعية والتعليم البيئي، المقرر في 29 و30 تشرين الثاني 2022.
وأوضح أن هدف اليوم التوثيقي المساهمة في تسليط الضوء على التنوع الحيوي وجماله، وإبراز الخطر الذي يتهدد الطيور، وتسبب بانقراض أنواع متعددة منها كالنعامة وبومة السمك البنية، ومن المتوقع انقراض أنواع أخرى منها القرن المقبل، بفعل الصيد الجائر وتدمير موائل الطيور، ما يدق جرس إنذار لمراجعة سلوكنا ووقف ممارساتنا الجائرة بحق الطيور وحماية موائلها.