النجاح الإخباري - يحاول الاسير أيهم كممجي أن يقدم المزيد للوطن من داخل زنزانته، وهذه المرة بقصيدة للقدس العاصمة، حملت عنوان" القدس تعرف من أتاها -عشق اليبوس".
وفيها يتحدث عن هذه المدينة التي ترافقنا كفلسطينيين في كل حياتنا، نطق أيهم بكلماته الصادقة فقال - كما ورد من هيئة الأسرى والمحررين -:
القدس بوصلة السماء وبابها عنوان كل التائهين قبابها
بالقدس آيات الكتاب وسورة وبها رجال الله تحمي ترابها
بالقدس قبلة عاكفين لربهم ودمائهم ضيئت بها اسراجها
بالقدس مسجدها القديم وصخرة بالقدس معراج الحبيب لربها
بالقدس سر لم تقله لكائنٍ لكن من يعرفه هم احبابها
ومفاده ان العدو لطهرها ستجده يحرق حين يدخل بابها
القدس تعرف من اتاها طامعا ستراه تاه من الطريق بدربها
فالقدس طهر مائها وحجارة السور القديم تحيطها كحجابها
بالقدس جمع القائمين مرابطين وساجدين وراكعين بساحها
القدس ملهمة الكفاح وثورة وشعار من رفض الهوان وبيعها
القدس تعرف من اتاها عاشقا وبلهفة ستضمه احضانها
ستجد بان هوائها في جوها او قطر ماء في ثنايا صخرها
وترابها اعشابها صوانها وطيورها اشجارها أزهارها
او شارع في سوقها او كعك قدس قد تسمسم جنبها او سورها
او صوت أجراس الكنائس او اّذان قبابها قد رحبوا بحبيبها
ستجده يشعر انه في داره وكأن اهله أصبحوا هم أهلها
ستراه قد ألف القعود بظلها او حرها وتراه يشعر حبها
ستراه ينظر خلفه بعد الفراق مودعا في حسرة اطلالها
ستراه يرقب من بعيد قبة صفراء زادت من بهاء جمالها
حتى توارت في الحجاب كأنها شمس تتوق لنور من سيزورها
فاذا بنسمة صيف قدس قد أتت لتجفف الدمعات بعد نزولها
وإذا بها همسا تبوح بسره وتقول لا تبكي فيكفي بكائها
فالقدس تبكي مذ رحلت كأنها ولهى تنوح على فراق عشيقها
والحال فيكم واحد فعيونكم كشفت سرائر قلبكم بدموعها
قد جئت انشد عندك الحل الذي سيخفف الدمعات في اناتها
فرأيت أنك في الغرام كمثلها فالدمع في عينيك فسر دمعها
لا تعجبن هيام قلبك قلبها فالطهر في قلب الحبيب كطهرها
فانت ممن يسمعون ندائها او حين تبكي اغضبتك دموعها
كم كنت تفرح حين تشعر سعدها قد كنت ممن يحزنون لحزنها
قد كنت ممن يحرسون قبابها ويشم مسك نبيها وترابها
قد امنتك لسرها ولأنها رات الذي حبته فيك وحبها
فهنئت يا عشق اليبوس بحبها وشهادة لله كانت مهرها
فالان انت عريسها وحبيبها فاهنأ بجنات الخلود وسعدها