نابلس - النجاح الإخباري - حمل مسؤولون إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استمرار مسلسل الإهمال الطبي بحق الأسرى، وطالبوا كافة المؤسسات الدولية، ومؤسسات حقوق الإنسان، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالقيام بدورها اللازم تجاه قضية الأسرى، بما تضمنته اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة والعهد الدولي لحقوق الإنسان، والاتفاقيات الدولية ذات العلاقة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الخميس، في مقر وزارة الإعلام بمدينة رام الله.
وقالت وزيرة الصحة مي الكيلة، إن الأسير رائد ريان (28 عاما) من بلدة بيت دقو شمال غرب القدس المحتلة، ما زال يخوض معركة الإضراب عن الطعام، احتجاجا على اعتقاله الإداري، ويقبع حاليا داخل "عيادة سجن الرملة"، بأوضاع صعبة مقلقة بعد مرور 76 يوما على إضرابه، حيث يعاني من أوجاع بكافة أنحاء جسده، ومن تعب وهزال مستمر، ولا يستطيع تحريك أطرافه بشكل طبيعي، ويتنقل على كرسي متحرك، علما أنه معتقل منذ الـ3 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، وتم تحويله للاعتقال الإداري لمدة 6 أشهر، إلا أنه وبعد قرب انتهاء مدة الأمر تم تحديده إداريا لمدة 6 أشهر إضافية، وهو معتقل إداري سابق، قضى ما يقارب 21 شهرا بالاعتقال الإداري وبعد أن الفرج عنه بـ7 أشهر، أعيد اعتقاله مرة أخرى.
وتابعت أن الأسير محمد نوارة (38 عاما) من المزرعة الغربية شمال غرب رام الله، ويخوض إضرابا منذ 8 أيام رفضا لاستمرار عزله المتواصل منذ (11) شهرا، في زنازين سجن "ريمون"، وهو معتقل منذ عام 2001، وكان يبلغ من العمر حينها 15 عاما ونصف العام، وحكم عليه بالسجن المؤيد مدى الحياة.
وأوضحت أن عدد الأسرى المرضى داخل سجون الاحتلال، وصل إلى أكثر من سجون 500 أسير، بينهم 23 أسيرا مصابا بالسرطان، و11 أسيرا يعانون من أمراض الكلى، إضافة إلى 8 أسرى مقعدين، والعشرات من الأسرى المصابين بالأمراض المزمنة والسكري والضغط.
وتطرقت الكيلة إلى أوضاع عدد من الأسرى المرضى ومنهم الأسير ناصر أبو حميد، المصاب بالسرطان، والذي انتشر الورم بشكل كبير عنده في منطقة الرئة، ولا يقوى على الحركة إلا بواسطة كرسي متحرك، حيث تلازمه اسطوانة الأكسجين بشكل دائم، عدا عن الأسيرة إسراء الجعابيص، التي أصيبت بحروق شديدة التهمت أكثر من 60% من جسدها، والأسير فؤاد الشوبكي، وهو مصاب بمرض سرطان البروستات، ويعاني من عدة أمراض في القلب والمعدة والعيون، والأسير منصور موقدي، المصاب بالشلل في الأطراف السفلية ولا يقوى على الحركة، والأسير خالد الشاويش، وهو مشلول بحاجة لإجراء عملية إخراج للشظايا من جسده، نتيجة اصابته من قبل جيش الاحتلال، والأسير محمد ابراش، الذي فقد عينه نتيجة الإهمال الطبي، وعدم توفر الأدوية، ويعاني من السكري وارتفاع ضغط الدم.
وأردفت أن الأسير موفق العروق (79 عاما) من بلدة يافة الناصرة، ويقبع بمعتقل عسقلان منذ عام 2003، يعاني من ضعف كبير بالنظر في عينه اليمنى، ويشتكي من تعب دائم ودوخة مستمرة، وفقد الكثير من وزنه، إلى جانب معاناته من مرض السرطان في الكبد والمعدة، وكذلك الأسير ناهض الأقرع (52 عاما) من مخيم الأمعري بمدينة رام الله، والمعتقل منذ عام 2007، ومحكوم بالسجن المؤبد، ويرقد بشكل دائم داخل "عيادة سجن الرملة"، مبتور القدمين، ويعاني من أوجاع حادة فيهما، وفي كافة أنحاء جسده، وأُجريت له عدة عمليات جراحية، كان آخرها بتر القدم اليسرى في مستشفى "أساف هاروفيه" الإسرائيلي.
وطالبت الكيلة بالسماح للأطباء الفلسطينيين بالكشف الطبي على الأسرى داخل سجون الاحتلال، والعمل على توفير الأدوية اللازمة لهم وعلاجهم، وبالإفراج الفوري عن الأسرى المرضى للسماح لهم بتلقي العلاج المناسب في مستشفيات متخصصة، محملة سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياتهم.
من جانبه، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر إن سلطات الاحتلال تتبع أكثر من وسيلة للتنكيل بالأسرى، منها التنقلات بين الأقسام ومن سجن إلى آخر عبر "البوسطة"، والاقتحامات والتفتيشات المستمرة، والضرب، وتخريب مقتنياتهم، وإتلاف المواد الغذائية، وتقليص مواد "الكنتينا"، وتكسير الأبواب، وسياسة العزل الانفرادي في زنازين تفتقر لأدنى مقومات الحياة، ويمضي الكثير من الأسرى في هذه الزنازين، ما يتسبب بسوء حالتهم النفسية.
وأضاف أن التعامل مع الأسرى المرضى سيئ جدا، وأن إدارة السجون تماطل في علاجهم، وأكبر دليل على ذلك الأسير المريض ناصر أبو حميد، منوها إلى أن كثيرا من الأسرى استشهدوا نتيجة الأمراض، وما زالوا محتجزين في ثلاجات الاحتلال ومقابر الأرقام، فضلا عن أنهم يعيشون على نفقتهم الخاصة، ما يتنافى مع ما منصوص عليه في المواثيق الدولية.
بدوره، قال رئيس نادي الأسير قدورة فارس إن الاحتلال يمارس عملية قتل متعمدة، فهناك عدد من الأطباء الذين يتم إرسالهم للأسرى لم يحصلوا على إذن المزاولة، حتى أن تشخيص الأسير المريض لا تكون وفق المعايير الطبية، إذ إن هناك كثيرا من الحالات التي عانت من أمراض كان يمكن أن تكون أمراض عابرة تحولت إلى مرض عضال، بفعل الإهمال الطبي.
وبين أنه يتم تقليص الموازنة المخصصة للعلاج بشكل مستمر، بالرغم من أن عدد الأسرى المرضى في ازدياد، مشيرا إلى أن هناك سلسلة من التشريعات، تنص على أن يتعالج الأسير على حسابه الشخصي، وهذا ما يظهر عنصرية الاحتلال، مطالبا الحركة الوطنية ببلورة استراتيجية عمل توفر مظلة لحماية الأسرة.
يذكر أن عدد الأسرى المرضى بلغ مع نهاية شهر أيار الماضي قرابة الـ500 أسير، من بينهم (70) حالة مرضية مستعصية، بحاجة للعلاج الدائم والمتابعة والرعاية الصحية، لا سيما الأسرى المصابين بمرض السرطان والأورام وعددهم (22) أسيرا، في حين بلغ عدد الأسرى الذين يعانون من أمراض الكلى (11) أسيرا، إلى جانب (38) أسيرا من ذوي الإعاقة الجسدية والنفسية والبصرية، منهم 8 أسرى يعانون من شلل نصفي وإعاقات حركية، كالأسير محمد براش، وناهض الأقرع، ومنصور موقدة، وخالد الشاويش، والمرضى كبار السن أبرزهم موفق العروق، وفؤاد الشوبكي، وسمير أبو نعمة، ووليد دقة.