النجاح الإخباري -  أعلن الاتحاد الاوروبي عن تقليصات في تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بعد ضغوطات وتحريض إسرائيلي متواصل بشأن المناهج الفلسطينية.

ووفقاً لصحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، فإن الاتحاد الأوروبي أعلن الأسبوع الماضي أن ميزانية تمويل الأونروا، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى، ستبلغ 82 مليون دولار سنوياً بين عامي 2022 و 2024.

ويمثل هذا المبلغ انخفاضاً كبيراً بنحو 40٪ مقارنة بميزانية التمويل للسنوات الثلاث السابقة (2021-2019)، لذا خصصت ميزانية الاتحاد للأونروا نحو 135 مليون دولار سنوياً في المتوسط، وفقاً لجداول التبرعات التابعة للأونروا.

ويأتي الخفض وسط ضغوطات شديدة وحملات تحريض شديدة ضد الأونروا العام الماضي قامت بها مؤسسات إسرائيلية، مما أدى الى إدانة الاتحاد الأوربي استخدام ” الأونروا” مواد تعليمية تحرض على الكراهية والعنف ضد إسرائيل وضد اليهود – حسب وصف البيان- في مدارسها في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يدين فيها الاتحاد الأوروبي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) بسبب مناهجها الدراسية.

وكجزء من الإدانة طالب الاتحاد الأوروبي الأونروا “فوراً” بإزالة المواد التحريضية، مشيراً إلى أن تمويل الاتحاد الأوروبي “يجب أن يكون مشروطاً” بتكييف المواد التعليمية مع قيم الأمم المتحدة، التي تعزز السلام والتسامح.

وتحصل هذه الضغوطات والتحريض بشكل مستمر وواضح منذ العام 2017 على الأقل، وإحدى أدوات هذا الضغط إصدار سلسلة تقارير مقدمة إلى الاتحاد الأوروبي، وإلى هيئات اتخاذ القرار فيه، وفي الدول العضو في الاتحاد، وكان آخرها التقرير الصادر عن مؤسسة “جورج إيكرت” الألمانية، التي تعرَّف عن نفسها بأنها عضو في معهد “لايبنيز” للتاريخ والثقافة اليهودية – ومؤسسة “سيمون دوبنو” الألمانية.

كما قام معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي، والمعروف سابقاً باسم مركز مراقبة تأثير السلام، (IMPACT-se) هو منظمة صهيونية، بنشر تقريرين زعمت فيهما وجود تجاوزات تحريضية في المناهج الدراسية الفلسطينية للمرحلة الابتدائية والإعدادية في مدارس الأونروا.

وقد أرجأ “الاتحاد الأوروبي تحويل 214 مليون يورو كمساعدات سنوية للسلطة الفلسطينية، حيث أيد أعضاؤه شرط المجر بتغيير المناهج الدراسية في مدارس الضفة الغربية”.

وفي أبريل 2021، تبنت لجنة مراجعة الميزانية في البرلمان الأوروبي موقف المجر، واشترطت تحويل تلك المساعدات البالغة 214 مليون يورو، بتغيير المناهج الدراسية على أساس أنها تتضمن مواد تحريضية ضد إسرائيل "ومحتوى لا سامي" وفق زعمهم.

في السنوات الأخيرة، قامت المزيد من الدول بتخفيض دعمها للأونروا، ففي تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، خفضت المملكة المتحدة تمويلها للأونروا بأكثر من النصف، بينما لم تدخل المملكة العربية السعودية، التي ساهمت بنحو 29 مليون دولار في عام 2020، في قائمة الدول التي ساهمت بأكثر من 8 ملايين دولار في عام 2021.

كما خفضت الإمارات تمويلها في عام 2020 إلى مليون دولار فقط، مقارنة بـ 51 مليون دولار في عام 2019.