نابلس - النجاح الإخباري -  احتفلت وزارة شؤون المرأة، وعلى شرف الثامن من آذار، بيوم المرأة العالمي بفعالية جماهيرية وطنية، استضافتها جامعة فلسطين التقنية خضوري في طولكرم، تهدف إلى تسليط الضوء على العدالة البيئية والمناخية من منظور النوع الاجتماعي، وأثر الاحتلال على ذلك.

ونقل محافظ طولكرم عصام أبو بكر، خلال الفعالية التي أقيمت بالتعاون مع حركة فتح اقليم طولكرم ووزارة التربية والتعليم، وجامعة خصوري، تحيات ومباركة الرئيس محمود عباس الذي وصف النساء بأجمل الأوصاف، مستذكرا الموقف الدائم والأبدي لكنز الشعب الفلسطيني المتجدد فينا دائما الشهيد ياسر عرفات لمواقفه العظيمة تجاه المرأة النصف العظيم داخل الشعب الفلسطيني.

وترحم على أرواح الشهداء والشهيدات، وآخرهم فارس من فرسان فلسطين في برقة الصمود الشهيد أحمد سيف.

وتقدم أبو بكر بالشكر والتقدير لكل المؤسسات والوزارات المتعاقبة للموقف الدائم باتخاذ العديد من القرارات بتحسين دور المرأة وتمكينها، ولوزيرة شؤون المرأة آمال حمد لاختيارها هذا المكان لتنظيم الفعالية، لما له من خصوصية تتعلق بالبيئة التي تلوثها مصانع غاشوري الإسرائيلية الكيماوية المقامة على أراضي طولكرم، والمسببة لنقل الأمراض وتشويه البيئة داخل المحافظة.

وتوجه بتحية إكبار وإجلال إلى المرأة الفلسطينية التي تقوم بواجباتها على أكمل وجه، سواء بالتحديات الوطنية أو الاجتماعية، مشيرا إلى ما تعرض له الشعب الفلسطيني من مؤامرات على مدى سنوات طويلة انبثق منها وعد بلفور الذي كان سبب معاناة شعبنا الفلسطيني، الذي سطر شعبنا برجاله ونسائه المواقف البطولية والعظيمة في التضحيات والمقاومة وفي كل المجالات، من أجل الحرية والخلاص من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف.

 

وتقدم وزير التربية والتعليم العالي والبحث العلمي محمود أبو مويس، بالتهنئة إلى المرأة الفلسطينية في هذا اليوم في كل مواقعها على أرض فلسطين، وفي مقدمتها الشهيدة والأسيرة والجريحة وعائلاتهن جميعا، مؤكدا المضي على العهد رئيسا وحكومة وشعبا من أجل فلسطين.

وقال: "في وزارة التعليم والبحث العلمي لنا ثلاثة أهداف أولها فرص التعليم الأكاديمي والتقني للمرأة، وفرص العمل والمساهمة في التنمية المستدامة والمساهمة في البحث العلمي والتميز البحثي".

وأشار إلى أن الوزارة أقامت 26 ورشة عمل في العام الماضي في النوع الاجتماعي وتمكين المرأة، كان أهمها مشروع "أمل" بالتعاون مع الإيطاليين ودعمهم لست مشاريع نسوية صغيرة، مقدما الشكر لهم حكومة وشعبا، وبالتعاون مع وزارة شؤون المرأة على رأسها برنامج القيادات الشابة مع الدكتورة آمال حمد للتمكين السياسي ونشاطات لامنهجية عديدة في كافة مؤسسات التعليم العالي.

وقالت وزيرة شؤون المرأة آمال حمد، إن يوم المرأة هو تأكيد على الحقوق والواجبات والمسؤوليات، جاء هذا اليوم في آذار المرأة والأم والأرض والعطاء، نأمل كما يتساوى الليل والنهار في هذا الشهر، أن تتساوي الحقوق بين النساء والرجال، موجهة التحية للأسيرات وتحديدا إسراء جعابيص وأخواتها، وللأسيرة عطاف جرادات التي هدم الاحتلال منزلها في سيلة الحارثية، وللشهيدات والشهداء الذين شقوا طريق الكرامة والحرية.

وبينت أن اختيار لجامعة خضوري لاحتفال بيوم المرأة، نظرا لمكانتها ودورها التاريخي في رفد القطاع الزراعي بكفاءات رسخت حب الأرض وساهمت بالمحافظة عليها وزراعتها، وخرجت قادة بمختلف المجالات وخاصة الكهربائية والتكنولوجية.

وأضافت حمد: أن عام 2022، دولياً يركز على العدالة البيئة والتغيير المناخي من منظور نوع اجتماعي، وسنشهد عدة برامج ومشاريع تتحدث عن الاقتصاد الأخضر والأزرق والطاقة النظيفة والتحول الرقمي، مشيرة إلى أن الحكومة استبقت التوجه الدولي لهذا العام بإقرار العنقود الزراعي والتركيز على الزراعة في منطقة شمال الضفة الغربية وصيد السمك بقطاع غزة، وإن الوزارة ستنفذ عدد من التدخلات لرفع كفاءة الجمعيات النسوية المنتجة وإدخال عنصر التكنولوجيا بكافة سلسلة الإنتاج بالشراكة مع الجهات ذات العلاقة بالقريب العاجل وبتمويل من الحكومة الايطالية.

وقالت: "إن وزارة شؤون المرأة، تعمل على قضايا المساواة بكافة الميادين على مدار العام، وتطرح الخطوات التصحيحية بالقوانين والتشريعات واللوائح والأنظمــة لتحقيق المساواة، ويأتي يوم الثامن من آذار لقطف ثمار العام وحصر ما تم إنجازه وما الواجب العمل عليه بالسنة المقبلة".

وأضافت: "إننا نعيش بحالة استثنائية ولا يمكننا عزل أنفسنا من الأوبئة التي تعصف بنا، فالوباء الصحي منتشر منذ عامين، وألقى بظلاله علينا وأثر على جميع مناحي الحياة، وكان أبرزها ارتفاع نسب البطالة، والفقر، مما يحتم علينا التركيز على المشاريع المدرة للدخل وإشراك الشباب بالقطاعات الواعدة".

وتطرقت حمد إلى انتهاكات الاحتلال منذ 70 عاما، الذي استباح الأرض والإنسان، فلا يخلو يوم من انتهاك، وقالت: "إذا تحدثنا فقط عن الانتهاكات البيئة، فإنها لا تعد ولا تحصى، من دفن النفايات الطبية والكيماوية بأرضنا، ومصادرة مواردنا الطبيعية من مياه، ورش المبيدات الحشرية على أراضينا الزراعية، ومصادر وسائط الطاقة الشمسية بمناطق (ج)، وعربدة المستوطنين واقتلاع أشجار الزيتون، والاستيلاء على الأراضي لتوسعة الطرق الواصلة بين مدن الضفة لصالح المستوطنات، والقائمة تطول وبحكم تواجد النساء بشكل مركز بالقطاع الزراعي وخاصة المرأة الريفية، فإن أكثر المتأثرين من هذه الانتهاكات هم النساء".

وأعربت عن أملها أن يمارس العالم العدل للشعب الفلسطيني ولو لمرة واحدة وان ينفذ ما التزمت به الأمم المتحدة والجمعية العامة وكل الخيارات المنبثقة عن حقوق الإنسان وأن نحتكم للقانون الدولي الإنساني، مشددة أننا أقوياء بإرادة شعبنا وجماهيرنا وأقوياء بجيل المستقبل القادر على حماية المشروع الوطني وتحمل المسؤولية.

وفي كلمته الترحيبية، هنأ رئيس جامعة خضوري نور الدين أبو الرب المرأة الفلسطينية بيوم المرأة العالمي، مؤكدا أن جامعة الدولة والتي تقدم تعليم نوعي ميسر، حيث تبلغ نسبة الفتيات فيها 55%، تأخذ فيها الطالبات الفتيات حظا أوفر من المنح الجامعية والتشجيعية، وصناديق مساعدة الطلبة التي تصيب 80% منهن، وتسعى إلى تحقيق تطلعات دولة فلسطين للنهوض بواقع المرأة وتمكينها، معرفياً واقتصادياً، وإلى استثمار قدراتها وإشراكها في الإدارة العليا وفي صنع القرار.

وعبر عن امتنانه، لكل المؤسسات الوطنية والدولية الأهلية والرسمية التي تسعى إلى تمكين المرأة، ولمجلس اتحاد الطلبة في الجامعة، ولكل من يساهم في بناء هذا الوطن، وتعظيم إمكانياته، وخاصة لمن خصوا جامعة الدولة بهذه الاحتفالية السنوية.

وقدم أبو الرب نبذة عن دور الجامعة الريادي، إذ تمكنت من تحوير دور الجامعات السائد في العالم العربي، من جامعات بحثية والتعليمية إلى جامعات تساهم في الصناعات الدقيقة العالمية ـبل تضاهيها وتنافسها وتتميز عنها، فسجلت اختراعا لجهاز خضوري للتنفس الصناعي، وحاز هذا الجهاز مطلع الأسبوع الماضي على جائزة أفضل مشروع ريادي إبداعي في المؤتمر العربي للإبداع والابتكار الثالث الذي عقد في دولة الإمارات العربية الشقيقة.

وتخلل الحفل عدداً من الفقرات الفنية والوطنية من كورال ودبكات شعبية، بالإضافة إلى لوحة جدارية قدمتها فرق جامعتي خضوري والقدس المفتوحة وعدد من مدارس المحافظة، وإطلاق بالونات غازية تحمل رسائل حول تلوث البيئة.