رام الله - النجاح الإخباري - قال مراقب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور في إحاطة أمام مجلس الأمن، اليوم الأربعاء، إن أبناء الشعب الفلسطيني صامدون وسيواصلون الكفاح المشروع من أجل نيل الحرية والحفاظ على الكرامة.
ويأتي اجتماع مجلس الأمن في الوقت الذي تستمر فيه إسرائيل بشن هجماتها الشرسة على حقوق الشعب الفلسطيني، وتكفل قوانينها ومحاكمها العنصرية الإفلات من العقاب للمستوطنين الإسرائيليين وقوات الاحتلال، مع تجريم وجود الفلسطينيين في أرضهم وكفاحهم المشروع من أجل الحرية.
ومن داخل قاعة مجلس الأمن، قال السفير الفلسطيني لأعضاء المجلس الخمسة عشر وهو يرتدي (كمامة) كتب عليها "إنهاء الابرتهايد": "تطبّق إسرائيل قوانين مختلفة على المستوطنين الإسرائيليين، والفلسطينيين الخاضعين للاحتلال، وتمنح الامتيازات الصريحة لأولئك الموجودين بشكل غير قانوني في أرضنا وتميّز ضد سكانها الشرعيين. هذا هو الاستعمار الاستيطاني..والفصل العنصري".
كما عدّد أوجه الفصل العنصري (الأبرتهايد) الذي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، من إقرار حق عودة لليهود لم يلغيه مرور آلاف السنين وحرمان الفلسطينيين من العودة إلى أراضيهم ومنازلهم التي هُجروا منها قبل 70 عامًا، إلى حق إسرائيل في تقرير المصير وإنكار هذا حقوق الفلسطينيين في العودة إلى أرض أجدادهم. وعلاوة على ذلك، تضمن سياسات التخطيط والتقسيم التي تنتهجها إسرائيل عزل الفلسطينيين بهدف الاستيلاء على أكبر عدد من الأراضي بأقل عدد ممكن من الفلسطينيين.
وذكّر منصور أعضاء مجلس الأمن أنه في القدس الشرقية المحتلة، يُسمح للفلسطينيين بالبناء في حدود 13% فقط من المدينة وهي المساحة المأهولة بالسكان عندما احتلتها إسرائيل، كما أنهم يرون منازلهم تُهدم بينما تكبر المستوطنات وتنمو من حولهم. وفي المنطقة المسماه "ج" في الضفة الغربية المحتلة، ينحصر الفلسطينيون في 1% من الأرض، في حين أن ثلثي تلك المساحة، بما في ذلك غور الأردن وموارده، مصادرة ومخصصة للمستوطنات الإسرائيلية. وفي غزة، عانى مليونا فلسطيني خلال 15 عامًا من الحصار، ومن عدوان تلو الآخر، استهدف الجميع دون استثناء.
وقال السفير الفلسطيني للدول الأعضاء: "أعلنت إسرائيل أن الأفعال التي يجب إدانتها بموجب القانون الدولي تصبح مقبولة إذا ارتكبتها إسرائيل، معلنة بصوت عالٍ أن أي شيء آخر سيكون معاداة خالصة للسامية".
وأشار إلى أنها تعتبر إدانة مجلس الأمن للمستوطنات معاداة للسامية، ودعوة الجمعية العامة إلى إعمال حقوق الفلسطينيين وتحقيق سلام عادل ودائم على أساس القانون الدولي – تعتبرها معاداة للسامية، ودعوة مجلس حقوق الإنسان إلى وقف انتهاكات حقوق الإنسان – أيضا معاداة للسامية.
ومضى قائلا: "قد لا يكون هذا المجلس جاهزًا لاستخدام الكلمة، لكن الأبرتهايد كان منذ فترة، ولا يزال، هو واقعنا. قد تغضب إسرائيل من كلمة أبرتهايد. يجب أن يغضب كل شخص آخر من الفعل".
وفي جلسة مجلس الأمن الشهر الماضي، عرض المندوب الإسرائيلي أمام الأعضاء "حجرًا" كدليل على ما وصفه بـ "عنف" الفلسطينيين. وتعقيبًا على ذلك، قال منصور: "أنا آسف، لكنّ أبواب هذه القاعة لا تتسع لجلب طائرات الإف 16 ولا الدبابات والسفن الحربية والمدرعات العسكرية والطائرات بدون طيار والقنابل والصواريخ".
وفي ختام كلمته، أكد السفير الفلسطيني أن شعوب العالم تقف إلى جانبنا، والجميع هنا يدين السياسات والإجراءات غير القانونية التي تقوم بها إسرائيل.
وأضاف يقول: "لكن الإدانات وحدها لا تكفي لردع إسرائيل. حان الوقت لترجمة أقوالكم إلى أفعال. واتخاذ إجراءات لتوفير الحماية لشعبنا الذي طالت معاناته".
وأشار إلى أن الإجراءات يجب أن تهدف لإنهاء الاحتلال غير الشرعي ووضع حد للأبرتهايد.