نابلس - النجاح الإخباري - أفاد معهد الأبحاث التطبيقية "أريج" في تقرير له أن المخطط الاستيطاني الذي اعلن الاحتلال المصادقة عليه ويستهدف مساحات شاسعة من اراضي بيت لحم والخليل، يشمل في الجزء الأكبر منه المناطق المصنفة A في محافظتي الخليل وبيت لحم.
وأوضح مركز اريج ان بدايات المخطط الاستيطاني رقم 21/51، تعود للعام 1983، وانه تم تجميده، ولكن اعيد في هذه المرحلة توسيعه والاعلان عن البدء بتنفيذه، حيث أعلنت المصادقة على المخطط وقام ما یسمى "ضابط الإدارة لشؤون حمایة البیئة في الإدارة المدنية الإسرائیلیة" بطلب إعلان ما مساحته 48700 دونما من الأراضي الفلسطينية التابعة لمحافظتي بیت لحم والخليل "كمحمیة طبیعیة"، وبالتحدید أراضي بلدات سعیر والشیوخ في محافظة الخلیل، وبریة محافظة بيت لحم الشرقیة.
وأوضح "أريج" في تقريره انه ومنذ ذلك الحین ولغایة الیوم تم تصنیف ھذه الأراضي في جمیع الخرائط التي یستخدمها الاحتلال على أنھا محمیة طبیعیة، ولكن، تحلیل خرائط المخطط الإسرائیلي رقم 21/51 وإسقاط إحداثیاته على ما تم الاتفاق علیه في اتفاقیة أوسلو الثانیة عام 1995، (التي تم بموجبھا تقسیم الأراضي الفلسطینیة إلى مناطق A و B و C)، أظهر أن حوالي 28300 دونما، أي ما نسبته 58% من المساحة الإجمالیة لھذا المخطط تقع في المنطقة المصنفة A بحسب اتفاقیة أوسلو الثانیة للعام 1995، أي انها تقع ضمن الصلاحیات والسیطرة الكاملة للفلسطینیین.
ھذا بالإضافة إلى أن ھناك ما یقارب 10700 دونم، أي حوالي 22% من المساحة الإجمالیة لھذا المخطط تقع ضمن ما یسمى "بالمحمیة الطبیعة" التي تم تسلیمھا للفلسطینیین ضمن اتفاقیة “واي ریفیر” عام 1998، ما یعني أن تسعة آلاف دونم فقط، 19% من إجمالي مساحة المخطط تقع في المنطقة المصنف C التي تخضع لسيطرة الاحتلال الإدارية والأمنية الكاملة حسب اتفاقات أوسلو.
وبكلمات أخرى فان هذا المخطط يشمل نحو 40 الف دونم من المناطق المصنفة A وفقا الخاضعة بالكامل للسلطة الفلسطينية حسب اتفاقات أوسلو.
وتم تصنيف جزء من هذا المخطط الاستيطاني بالمسمیات الإسرائیلیة "كمناطق نفوذ مستوطنات" ويشمل هذا التصنيف 11041 دونما، أي حوالي 23% من إجمالي مساحة المخطط، ما يثير تساؤلات كثيرة حول ما ینوي الاحتلال تنفيذه على الأرض من خلال ھذا المخطط، حيث أن ما یسمى "بمساحة نفوذ المستوطنات" في الضفة الغربیة المحتلة تتخطى مساحة المخططات الھیكلیة الإسرائيلية الصادرة في العام 1991 للمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وجاءت ھذه الزیادة من خلال أوامر عسكرية إسرائیلیة تم إصدارھا والمصادقة علیھا خلال سنوات الاحتلال الإسرائیلي، والتي منحت في مضمونھا المجالس الإقلیمیة والمحلیة التي تتبع لها المستوطنات الإسرائیلیة السیطرة على مساحات جدیدة من الأراضي الفلسطینیة، إلى جانب تلك التي تحتلھا المستوطنات الیوم.
ھذا بالإضافة إلى العدید من الأوامر العسكرية الإسرائیلیة التي لم یتم الاعلان عنها بتاتًا من الجهات الإسرائیلیة المختصة، والتي تصادر بمضمونها المزید من الأراضي الفلسطینیة المحتلة لأغراض أمنیة وغیرھا من الذرائع الواھیة حتى بلغت المساحة التي تندرج ضمن مناطق نفوذ المستوطنات 542 كم مربع (%6.9 من مساحة الضفة الغربیة المحتلة)، أي بزیادة مقدارھا 56 كم مربع عن مساحة المخططات الهیكلیة الإسرائیلیة الصادرة في العام 1991 والبالغة 1.486 كم مربع.
وعلى ضوء ما سلف، تساءل مركز "أريج" عبر تقريره عما إذا كانت سلطات الاحتلال الإسرائیلی تسعى لتوسیع منطقة السیطرة الإداریة في كتلة مستوطنات غوش عتصیون، مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال يبدو أنها تخطط لدمج ما یسمى “بكتلة مستوطنات غوش عتصیون الشرقیة” -التي تضم المستوطنات الإسرائیلیة غیر القانونیة في نیكودیم وتیكواع وكفر إلداد ومعالیه عاموس وعسفر متساد وابي ناحال- بكتلة مستوطنات “غوش عتصیون غرب”، من خلال تخصیص مساحات خاصة لھا للتوسع في المستقبل على حساب الأراضي الفلسطينية المحیطة، بصرف النظر عن آلة الاستلاء على ھذه الأراضي، كما وتخطط سلطات الاحتلال لشق طرق استيطانية التفافية جدیدة في المنطقة التي من شأنها أن تخلق ترابطًا جغرافیًا ودیموغرافیًا بین الكتلتین الاستيطانيتين، دون الاكتراث بالعواقب السلبیة التي یترتب علیها ذلك فیما یخص التجمعات الفلسطینیة المحیطة والقاطنین فیها.
وتخطط سلطات الاحتلال الإسرائیلي إلى شق الطریق الالتفافي رقم 912/2 إلى الشرق من المخطط 21/51 بهدف ربط التكتل الاستیطاني "غوش عتصیون شرق" بالمستوطنات الإسرائیلیة جنوبا، المقامة على أراضي محافظة الخلیل، وربطه بطریق التفافي آخر مخطط أقامته إلى الشمال من المخطط، ویحمل رقم 912/3 لیربط بالمستوطنات الإسرائيلية شرق القدس، وعلى وجه الخصوص تجمع "معالیه أدومیم" الاستبطاني.
أما من الجهة الغربیة للمخطط الاستیطاني رقم 21/51، فإن سلطات الاحتلال الإسرائیلي تخطط لإقامة طریق التفافي آخر یربط التكتل الاستبطاني شرق "غوش عتصیون" بالمستوطنات الإسرائيلية في قلب مدینة الخلیل.
ویبلغ تعداد المستوطنین في كتلة مستوطنات "غوش عتصیون" الشرقیة مجتمعة ما یزید عن 8700 مستوطن، بحسب آخر إحصائیة لوزارة الداخلیة الإسرائیلیة للعام 2021، ھذا بالإضافة إلى ما یزید عن 90 ألف مستوطن یقطنون في كتلة مستوطنات "غوش عتصیون" غرب، الأمر الذي ینذر بخطورة المخططات الاستیطانیة المطروحة، التي سوف تمكن سلطات الاحتلال من الاستیلاء على المنطقة برمتھا.
ويشير مركز أريج إلى أن دولة الاحتلال الاسرائیلي تستغل الأراضي التي تخضع لتصنیف "محمیات طبیعیة" في الضفة الغربیة المحتلة للبناء الاستیطاني بمختلف أنواعه وأھدافه، في الوقت الذي تحظر فيه على الفلسطینیین استخدام ھذه الأراضي بذریعة أنھا "محمیات طبیعیة".