القدس - النجاح الإخباري - اكد الامين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس اللواء بلال النتشة،انه ليس منا او فينا من يفرط بذرة تراب من تراب المدينة المقدسة غير القابلة للبيع او المساومة او التفريط، مشددا على ان ما تقوم به اسرائيل من عدوان على البشر والحجر والشجر وحتى الموتى في قبورهم، يعبر عن حقد دفين على كل ما هو فلسطيني وينطق بالعربية في مدينة الانبياء والسلام والتي حولتها دولة الاحتلال الى ساحة حرب من جانب واحد تشنها على اناس عزل ومرابطين بهدف اجبارهم على الرحيل وترك المجال واسعا لاحلال المستوطنين والغرباء القادمين من شتى بقاع الارض بحثا عن هوية ووطن مخترعين .
واضاف النتشة في رسائل عاجلة بعثها امس الاحد، الى اكثر من مؤسسة ومنظمة خارجية، ان ما تمارسه اسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال، يرقى الى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية ، متسائلا : ما معنى ان تنبش قوات الاحتلال مقابر الاموات في المقبرة اليوسفية وتنثر عظام الموتى دون ادنى تقدير لحرمتهم من جانب ولمشاعر اقربائهم وذويهم من جانب آخر؟ معتبرا ذلك عدوانا استثنائيا وعملية تكسير لعظام المقدسيين أحياء وأمواتا، داعيا المجتمع الدولي والعالمين العربي والاسلامي للتحرك العاجل لصد هذا العدوان ووقفه ومنع تكراره حتى لا تنفلت الامور من عقالها .
وشدد الامين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس في رسائله، على ان ما تمارسه اسرائيل في المدينة المقدسة اشبه بمن يروج البضاعة الفاسدة التي لا يمكن شراؤها، وقال ان المجتمع الدولي حدد موقفه من ذلك بالتأكيد عبر بيان للاتحاد الاوروبي خلال الايام القليلة الماضية، بأنه لا يعترف بأي تغيير في حدود العام 1967 ، وهو ما يعني بطلان ما تقوم به اسرائيل من اجراءات تكرس الامر الواقع على الارض سواء في الضفة الغربية والاغوار الشمالية او القدس الشرقية كمدينة محتلة في عدوان الرابع من حزيران في العام 67 .
وتابع النتشة : “القيادة الفلسطينية لا تعترف بأي تغيير في الطابع التاريخي والقانوني لمدينة القدس،سواء فوق الارض او تحتها، ولذلك لن تتوقف عن تحركها ونضالها على جميع المستويات من اجل وضع حد لاجراءات الاحتلال التي تدفع بالشارع الى الانفجار لتحقيق مكاسب سياسية من جانب وللخروج من الازمة الحزبية الداخلية من جانب آخر على حساب الدم الفلسطيني.”
واكد ان حسم مصير القدس لا يتم الا عبر مفاوضات مباشرة وبرعاية دولية على ان تكون المملكة الاردنية الهاشمية جزء اصيلا من هذه المفاوضات كونها صاحبة الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، مؤكدا على ان اي حل سياسي لا يفضي الى ان تكون القدس الشرقية عاصمة ابدية لدولة فلسطين العتيدة لن يقبل به اي فلسطيني في الوطن او الشتات، رافضا جميع الاجراءات الاسرائيلية في المدينة المقدسة وقال انها باطلة قانوينا، رغم ان الاحتلال يرمي من وراء ذلك الى فرض حقائق على الارض حتى تصبح امرا وقعا في اي مفاوضات قادمة .
وطالب النتشة اخيرا، العالم الحر والعرب والمسلمين والاردن على وجه الخصوص والمملكة العربية السعودية قائدة العالم السني ،بالتدخل الفوري والتحرك العاجل لوقف ما وصفه ب” الجريمة النكراء ” التي تنفذ في المقبرة اليوسفية لليوم السابع على التوالي ، حيث تم تركيب كاميرات مراقبة، لرصد اي تحرك فلسطيني مناهض لهذه الحرب على الاموات والشهداء في اضرحتهم ، مؤكدا ان غض الطرف عما يجري من انتهاك لحرمات المسلمين من قبل دولة الاحتلال واذرعها العسكرية المختلفة سيؤدي الى خلط الاوراق في المنطقة وجرها مرة اخرى الى مربع العنف الذي ستكون نتائجه وخيمة على كلا الجانبين .