رام الله - النجاح الإخباري - شاركت جماهير غفيرة من أبناء شعبنا، اليوم الثلاثاء، في تشييع جثمان الشابة سهى جرار، ابنة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المناضلة الأسيرة خالدة جرار، التي وافتها المنية مساء يوم الأحد الماضي.
وانطلق موكب التشييع بعد الصلاة على جثمان الفقيدة من مسجد العين بمدينة البيرة، وصولاً إلى مقبرة رام الله الجديدة حيث ووري الجثمان الثرى.
وبجوار الضريح، أقيمت منصة لإلقاء كلمات الوداع والرثاء للراحلة، ومشاطرة عائلتها مشاعر الحزن، فيما بث تلفزيون فلسطين بشكل استثنائي جنازة الشابة جرار، بعد رفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي طلبا بالإفراج عن والدتها خالدة جرار، لتتمكن من إلقاء النظرة الأخيرة على جثمانها.
وأعربت خالدة جرار، في كلمة لها نقلها المحامون وألقتها شقيقتها سلام، عن عميق حزنها وألمها على رحيل ابنتها، ولعجزها عن المشاركة في الجنازة وتقبيل جبين سهى بسبب اعتقالها في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت جرار "أنا موجوعة لأني مشتاقة لضم سهى، ومن قوة هذا الوجع عانقت سماء الوطن، من خلال نافذة زنزانتي في قلعة الدامون في حيفا. أنا أم شامخة وصابرة رغم القيد والسجان، ولكني أيضاً أنا موجوعة من الاشتياق. لا يحصل كل هذا إلا في فلسطين، فقد أردت أن أودع ابنتي بقبلة على جبينها وأقول لها: احبك بحجم حبي لفلسطين. ولكن اعذريني يا ابنتي لأنني لم أكن في عرسك هذا".
وأكدت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، أنها ستبقى قوية بقوة جبال فلسطين رغم ألم الفراق، وأن إكليل الورود الذي أرسلته ليوضع على ضريح ابنتها سهى، سيشكل قبلة تطبعها على جبين الراحلة رغماً عن سجاني "الدامون".
من جانبها، قالت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، إن وداع سهى جرار جمع كل الأطياف الفلسطينية في مشهد يجدد التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية.
وأضافت: "وحدتنا يجب أن تشكل البوصلة التي تهدينا الطريق الطويلة لإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، تحت علم فلسطين الذي دفع شبابنا وصباينا دماءهم من أجله، ويجب أن نخجل من أنفسنا حين نرى عذابات الأسرى والأسيرات".
وأشارت غنام إلى أن بكاء المناضلة خالدة جرار على فراق ابنتها لن يقلل من شموخها، بل سيخفف عن قلبها المكلوم ويعكس جانبا إنسانيا يفتقده الاحتلال الفاشي.
وفي كلمة العائلة، قال سهيل جرار عم الفقيدة، إن سهى كانت محبوبة من الجميع، وشرّفت عائلتها بالأخلاق والعلم والإنجازات على الصعيدين المهني والمجتمعي.
وأكد أن الراحلة التي فتحت عينيها على الحس الوطني، كانت من أوائل المبادرين لحملات مقاطعة الاحتلال ومشاريعه وبضائعه منذ كانت على مقاعد الدراسة وفي الجامعة، كما أنها مثلت فلسطين في العديد من المحافل والمؤتمرات الدولية، وكانت خير سفير بشهادة من عرفوها.
وفي كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قال رزق البرغوثي، إن خبر رحيل سهى جرار كان صاعقاً وترك حزنا وألما كبيرين، ضاعفهما رفض سلطات الاحتلال لمحاولات إطلاق سراح الأسيرة خالدة جرار من خلف القضبان، لتشارك في وداع فلذة كبدها.
ونيابة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قال مدير عام العلاقات العامة والإعلام في الهيئة ثائر شريتح، إن قدر الفلسطينيين أن يعيشوا في ظل مجتمع دولي كاذب وغير قادر على الافراج عن أم تتألم لوداع ابنتها، ومؤسسات دولية غير قادرة على الوفاء لرسالتها الإنسانية
واستهجن عدم تجاوب الاحتلال الإسرائيلي مع كل المساعي والجهود التي بذلت للإفراج عن الأسيرة خالدة جرار، وإصراره على حرمانها من المشاركة في تشييع ابنتها وتقبيلها للمرة الأخيرة.
وأضاف شريتح: "إن هذه جريمة يتحمل الاحتلال مسؤوليتها بالشراكة مع المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن الراحلة استقت من أمها الأسيرة وأبيها المعتقل المحرر معنى النضال والصبر والتضحية والفداء، ولامست النضال منذ اليوم الأول في حياتها.