رام الله - النجاح الإخباري - قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إن القيادة الفلسطينية تتحرك على كافة المستويات التزاما بمسؤولياتها الوطنية وستواصل القيام بكل ما هو ممكن للدفاع عن أبناء شعبنا، وكف يد الاحتلال والمستوطنين عن المقدسات وسائر الأراضي الفلسطينية.
وأضاف الرئيس، في كلمته بمستهل اجتماع القيادة الذي عقد في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، مساء اليوم الأربعاء لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على شعبنا، أن عدوان الاحتلال المتواصل على شعبنا في كل مكان بما في ذلك العدوان على قطاع غزة الصامد، تجاوز كل الحدود، ضاربا بعرض الحائط كل الأعراف والمواثيق الدولية، الأمر الذي يضعنا أمام خيارات شديدة الصعوبة يفرضها الواجب الوطني دفاعا عن مقدساتنا وحقوقنا وأبناء شعبنا ونحن لها بحول الله.
وقال الرئيس إن القدس خط أحمر وقلب فلسطين وروحها وعاصمتها الأبدية، ولا سلام ولا أمن ولا استقرار إلا بتحريرها الكامل، مشيداً في السياق بالشباب المرابط في القدس وأكنافها الذي تصدى عبر المقاومة الشعبية الباسلة لمخططات الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية والتهويدية في باب العامود وحي الشيخ والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وأثبت للقاصي والداني أن الشعب الفلسطيني رقم صعب، وأن القدس ستبقى عربية إسلامية وأن نداءها يوحد العالم ويوحدنا كفلسطينيين.
وأكد أننا لن نقبل بالأمر الواقع الذي يريد أن يفرضه الاحتلال في القدس من خلال استهداف الوجود الفلسطيني.
وفي كلمة وجهها للولايات المتحدة وإسرائيل، طالب الرئيس بإنهاء الاحتلال اليوم وليس غدا، مؤكدا أن الفلسطينيين لن يرحلوا وسيبقون شوكة في عيون الاحتلال، ولن يغادروا وطنهم، ولن يقترفوا جريمة اللجوء والنزوح عامي 1948 و1967.
وشدد الرئيس على أن العائلات المقدسية في حي الشيخ جراح لن ترحل ولن تستكين، مؤكدا أن الأمن والأمان لا يتأتيان بقوة السلاح والقهر.
وبدأ اجتماع القيادة بقراءة الفاتحة على أراوح أكثر من 60 شهيدا ارتقوا في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس خلال الأيام الماضية جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس:
بسم الله الرحمن الرحيم
"أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق" صدق الله العظيم.
أيتها الأخوات أيها الأخوة يا أبناء شعبنا في كل مكان، أيها الصامدون والصابرون في قطاع غزة القدس والضفة وكل مكان.
إن القدس خط أحمر، إن القدس قلب فلسطين وروحها لا سلام ولا أمن ولا استقرار إلا بتحريرها الكامل من الاحتلال، وبعودتها إلى حضن شعبها الفلسطيني وأمتها العربية والإسلامية.
القدس هي عاصمة دولة فلسطين الأبدية التي لن نرضى عنها بديلا، نحيي أهلها المرابطين فيها، نحيي شباب فلسطين الأبطال الذين هم فخر الوطن والشعب بل فخر الوطن كله.
هؤلاء الذين نعتز بهم ونقف احتراما لنضالهم وهم يجودون عن القدس والأقصى والقيامة وكل فلسطين وبالذات أيضا غزة، بصدورهم العارية وقلوبهم التي تنبض بحب القدس وفلسطين والانتماء الصادق لها.
هؤلاء الذين خرجوا ليسمعوا العالم أجمع أن كفى احتلالا وكفى عدوانا، كفى عنصرية وكفى ظلما.
نجتمع اليوم وعنواننا القدس والأقصى وفلسطين، فلسطين الواحدة الموحدة التي تفرض علينا متابعة العمل ومواصلة التحرك من أجل وقف العدوان الإسرائيلي الهمجي على شعبنا الصابر الصامد المرابط في أرضنا المقدسة المباركة، في القدس عاصمتنا الأبدية، وفي قطاع غزة الصابر المصابر، وفي الضفة الغربية الأبية الصامدة.
لقد قال شعبنا كلمته ونحن معه، نريد مستقبلا بلا احتلال بلا عدوان بلا استيطان وبلا مستوطنين، لقد تجاوز العدوان الإسرائيلي كل الحدود ضاربا بعرض الحائط كل الأعراف كل المواثيق الدولية، الأمر الذي يضعنا أمام خيارات شديدة الصعوبة يفرضها علينا، والتزاماتنا الوطنية والأخلاقية، دفاعا عن مقدساتنا وحقوقنا وأبناء شعبنا ونحن لها بحول الله.
تريد دولة الاحتلال أن تفرض أمرا واقعا استعماريا في مدينة القدس وكل أرض وطننا وتمارس من أجل ذلك حربا مسعورة وجرائم حرب وتطهيرا عرقيا يستهدف الوجود الفلسطيني والهوية العربية الإسلامية لعاصمتنا القدس، عبر سرقة البيوت والعقارات وإطلاق العنان لقطعان المستوطنين ومجموعاتهم الإرهابية ليعيثوا في الأرض فسادا ويدنسوا المقدسات الدينية.
لكن شعبنا البطل الأبي وشبابنا المرابط في بيت المقدس، وفي أكناف بيت المقدس، وفي كل مكان يتواجد فيه عربي أو مسلم أو إنسان حر تصدى بكل بسالة عبر مقاومته الشعبية الباسلة لهذا العدوان الاحتلالي على باب العامود وحي الشيخ جراح والمسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة وفرض إرادته على الجميع، وأثبت للقاصي والداني أن شعبنا الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه، وأن القدس كانت ولا زالت وستبقى فلسطينية عربية إسلامية، وأن نداءها يوحد العالم، ولقد توحد العالم، ويوحدنا أن نضع كل خلافتنا جانبا فالقدس وفلسطين وحدتنا، فالقدس وفلسطين وحدتنا، فلا يفرقنا شيء ولا يجوز أن يفرقنا شيء فتعالوا إلى كلمة سواء.
ها هو الاحتلال الباغي يواصل العدوان على شعبنا في كل مكان بما في ذلك العدوان على شعبنا في قطاع غزة الصامد البطل، بينما يقف هذا الشعب موحدا في مواجهة هذا العدوان في الدفاع عن نفسه وحقوقه وسوف يواصل هذا الحق حتى ينال ما يريد من الحرية والاستقلال وإزالة الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
لقد تحركنا على كل المستويات التزاما بمسؤولياتنا الوطنية، وسوف نواصل القيام بكل ما هو ممكنوكف يد هذا الاحتلال العدواني عن بلادنا ومقدساتنا، وسوف نتدارس اليوم كل خيارتنا التي تضمن ذلك، وعندما أقول اتصالات مع الجميع أي اتصالات بما في ذلك أميركا، يعني أميركا، كل يوم تجري اتصالات بيننا وبينهم لنقول لهم كفى.
تحية لشعبنا ولجماهير شعبنا العظيم في الوطن كله والشتات على وقفتهم التاريخية في وجه العدوان، تحية لأبناء أمتنا العربية والإسلامية الذين يقفون مع شعبنا، تحية لكل أحرار العالم الذي يقفون معنا في دفاعنا عن أنفسنا، الرحمة لشهدائنا الأبطال والشفاء لجرحانا الأبطال، ولأسرانا البواسل الحرية، وموعدنا النصر والعزة والدولة بإذن الله.
واخيرا أوجه كلمتي بالذات لأميركا وإسرائيل: لقد طفح الكيل ارحلو عنا، حلو عن صدورنا، حلو عن صدورنا حلو عن صدورنا، سنبقى شوكة في عيونكم، لن نغادر وطننا، لن نغادر بلادنا، أنهوا احتلالكم لبلادنا اليوم، اليوم وليس غدا.
لن نرتكب جريمة 48 ولا جريمة 67، الشيخ جراح لن يرحل ولن يستكين ولن يسكت، وغيره الجميع، الكل لن يهدأ ولن يسكت ولن يغادر.
إذا أردتم السلام، إذا أردتم الأمن، إذا أردتم والأمان لا يأتي بقوة السلاح ولا بالقهر، لا يأتي بهذه الأساليب، تعالوا إلى كلمة سواء، لن نتحمل أكثر مما تحملنا ولن نصبر أكثر مما صبرنا، ولكننا سنصمد أكثر وأكثر وأكثر مما صمدنا، حتى نحقق النصر والتحرير، وحتى نحقق إنهاء الاحتلال من كل أراضينا المحتلة وعلى رأسها القدس الشريف.