نابلس - النجاح الإخباري - قال مهند العكلوك، السفير المناوب لفلسطين في جامعة الدول العربية، إن زيارة بومبيو لمستوطنة إسرائيلية استعمارية غير قانونية مُقامة على الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، وأيضا زيارته للجولان العربي السوري المحتل، تأتي في إطار محاولة يائسة من الإدارة الأمريكية -المنتهية ولايتها- للاستمرار في النهج غير القانوني لهذا الإدارة نحو شرعنة الاستيطان.
وأضاف السفير العكلوك في تصريحات صحفية، أن هذا الاستيطان غير شرعي وهو ما أكدته ذلك القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة واتفاقية جنيف الرابعة، واتفاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية عام 2004، كل هذه القاعدة القانونية العريضة والواسعة والمتينة تعتبر أن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي العربية المحتلة عام 1976- هو غير قانوني ولا يمكن الاعتراف به بل إن الميثاق الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية يعتبره جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.
وأوضح أن زيارة بومبيو إلى مثل هذه المستعمرة غير القانونية أيضًا تعتبر انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة في الاستيطان، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية في لحظاتها الأخيرة، وفي أيامها وأسابيعها الأخيرة، تحاول أن تستمر على الطريق غير القانوني وطريق الاستعلاء وطريق خرق القانون الدولي وقرارات الأممم المتحدة لمحاولة شرعنة الاستيطان.
وقال: إنه في شهر نوفمبر 2019 أصدرت الإدارة الأمريكية ذاتها قرارًا يعتبر أن الاستيطان قانوني وأن الاستيطان الإِسرائيلي لا يخالف القانون الدولي، هذا القرار هو الذي مهد لصفقة القرن وصفقة القرن التي مهدت لنوايا وخطط الضم الإسرائيلي لـ33% من الضفة الغربية، كل هذا أصبح واضحًا للعالم وللشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية بأنه مخططات وممارسات عدوانية دأبت عليها الإدارة الأمريكية على مدى السنوات الماضية.
وأكد أن هذه الزيارة لن تُكرس واقع الاستيطان، ولن تشرعنه، بل إنها تنزع الشرعية عن من قام بهذه الزيارة، مضيفًا بقوله: هذا أمر أصبح واضحًا في القانون الدولي وفي السياسة الدولية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس حقوق الإنسان في جنيف، ولدى المحكمة الجنائية الدولية التي تنظر الآن في احتمال فتح تحقيق بجريمة الاستيطان على أساس أنها جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب، نحن نأمل ومتأكدون أن صفقة القرن قد انتهت إلى الأبد.
وتابع أن صفقة القرن التي أطلقتها الإدارة الأمريكية في 28 يناير 2020، في البيت الأبيض، قد انتهت وأصبحت وراء ظهورنا، خاصة مع ترقب العالم وانتظاره لإدارة أمريكية جديدة، وقد أعلن الرئيس المنتخب بايدن خلال حملته الانتخابية والحزب الديمقراطي الذي نجح مرشحه في الانتخابات الأمريكية أنهم ضد صفقة القرن، وأنهم ضد انتهاك القانون الدولي، وأنهم ضد ضم غير قانوني وغير شرعي للأرض الفلسطينية المحتلة والتمدد الاستيطاني الإسرائيلي.
واختتم بقوله: نحن ننتظر الإدارة الأمريكية الجديدة لتغير هذا النهج غير القانوني، الذي انتهجته إدارة ترامب، لكن بكل حال من الأحوال فإن الشعب الفلسطيني صامد على أرضه، والقيادة الفلسطينية على أساس صمود الشعب الفلسطيني، وعلى أساس الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، لن تقبل بأي صفقة أو أي ممارسة، سواء كان الاستيطان أو محاولات يائسة لشرعنة الاستيطان، لن نقبل بها كأساس لعملية السلام، ولا لتكريس الواقع الاستيطاني، أو محاولة شرعنته، وستذهب المحاولة إلى مكان مظلم من التاريخ.