نابلس - النجاح الإخباري - احتفت وزارة التربية والتعليم، اليوم الثلاثاء، بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، باليوم العالمي للمعلمين، إذ حمل هذا العام شعار "المعلمون: القيادة في أوقات الأزمات وإعادة تصوُّر المستقبل".
جاء ذلك خلال فعالية نظمتها "التربية" عن بُعد، بمشاركة وكيل الوزارة بصري صالح ممثلاً عن وزير التربية مروان عورتاني، ورئيس مكتب "يونسكو" في فلسطين نهى بوازير، ورئيس برنامج التعليم في وكالة الغوث معاوية إعمر، ورئيس منظمة العمل الدولية في فلسطين منير قليبو، بحضور ممثلين عن الأسرة التربوية من معلمين ومديري مدارس وكوادر وشركاء.
ويأتي تنظيم اليوم العالمي للمعلمين، الذي يصادف الخامس من الشهر الحالي، في ظل تحديات غير مسبوقة فرضتها جائحة كورونا على المنظومة التربوية برمتها، وتأكيداً على دور المعلمين في مجابهة الجائحة، وضرورة توفير متطلبات التعلم عن بُعد، والقدرة على الاستجابة للظروف والتحديات الماثلة.
وأكد صالح مركزية دور المعلم ورسالته السامية، مشيداً بروح التفاني التي يتحلى بها المعلم، وتأديته لرسالته رغم الظروف الراهنة والتحديات التي يواجهها بفعل الاحتلال وممارساته المجحفة، وما نتج عن الجائحة من آثار طالت مختلف القطاعات ومنها التعليم.
وحيا المعلم الفلسطيني على جهوده المبذولة خلال الجائحة ومساهماته الفاعلة في سبيل حماية الأجيال ورفدها بالقيم والمعارف، معبراً عن شكره وتقديره باسم القيادة التربوية وكافة الأسرة التعليمية للمعلمين ولجميع الشركاء من المؤسسات الرسمية والأهلية على المسؤولية العالية التي جسدوها بكل إيجابية، لمجابهة الجائحة وضمان وصول الطلبة إلى تعليم آمن.
وتحدث صالح عن حالة الاستجابة والجهوزية للعودة إلى المدارس في ظل الجائحة وأبرز الإنجازات والتدخلات على صعيد توفير الكوادر التربوية، وإطلاق فضائية فلسطين التعليمية، وإثراء المحتوى التعليمي، وتعزيز التمكين التكنولوجي، وغيرها.
بدورها، حيت بوازير المعلمين على التزامهم وتفانيهم في سبيل نقل المعرفة لطلبتهم على الرغم من كل التحديات، مؤكدة على دورهم القيادي في ظل هذه المرحلة، والتأكيد على تأثيرهم في حياة طلبتهم الأمر الذي يتطلب توفير تعليم أكثر جودة ومستقبل أفضل للجميع.
ولفتت إلى ضرورة العمل على تحسين واقع المعلمين وتطوير قدراتهم، والمضي قدماً في دعم فلسطين ومعلميها، لضمان حق الوصول المتكافئ إلى التعليم لجميع الطلبة.
من جهته، أشاد إعمر بجهود كافة الشركاء في هذه المرحلة التي عكست معاني التكامل والعمل المشترك، لدعم التعليم وضمان ديمومة مسيرته، معبراً عن حرص وكالة الغوث على توفير التعليم في كافة أماكن تواجدها، واعتزازها بالمعلم الفلسطيني الذي سطر أبهى معاني الانتماء لمهنته ولرسالته النبيلة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أبرز مكونات خطة الوكالة للعودة إلى المدارس واستجابتها للجائحة وتنفيذها لفعاليات ترجمت مساعيها الجادة بهذا الخصوص.
بدوره، أكد قليبو أن منظمة العمل الدولية لن تتوانى في تقديم كافة الدعم للمعلمين بما ينسجم مع مبدأ العدالة الاجتماعية، مثمناً عطاء المعلمين وإصرارهم على العمل رغم التحديات والصعوبات وحرصهم على استمرار المسيرة التعليمية في ظل استمرار الجائحة وغيرها من الظروف الصعبة.
من ناحيته، تحدث رئيس الائتلاف التربوي الفلسطيني رفعت الصباح عن مساهمة المجتمع المحلي والأهالي في ظل الجائحة لدعم وإسناد التعليم والمعلمين ضمن تدخلات عدة تمحورت، حول التوعية والإرشاد الصحي والمجتمعي، والتأثير في السياسات على المستويين الوطني والإقليمي، وإصدار بيانات ودراسات حول واقع الجائحة ودعم مبادرات تعليمية نفذها المعلمون.
وتخلل الفعالية عدة عروض من الميدان تحت عنوان "مدراء ومعلمون - مبادرات قيادية خلال الجائحة" قدمها كل من المعلمة عبير قنيبي، والمعلمة نسرين قطينة، ومدير مدرسة عزون الثانوية للبنين عبد اللطيف رضوان، ومديرة مدرسة بنات العودة سهى عواد، إذ تحدثوا عن تجاربهم ومدارسهم والصعوبات التي واجهتهم خلال الجائحة وسبل التعاطي معها.
كما تضمنت الفعالية جلسة حوارية نتج عنها توصيات ركزت على أهمية الاهتمام بمرتكزات التعليم عن بُعد بالتوازي مع التعليم الوجاهي، والارتقاء بواقع المعلمين خاصة في ظل المتغيرات الراهنة التي فرضتها الجائحة.