نابلس - النجاح الإخباري - أشاد الاحتلال الاسرائيلي، اليوم الخميس، باتفاق السلام الذي جرى مع الإمارات بوساطة أمريكية، ووصف حدث توقيعه بأنه كان "يومًا عظيمًا للسلام"، في المقابل رفض الفلسطينيون هذا الاتفاق واعتبره طعنة من الامارات للقضية الفلسطينية، وأنه مخالف القمم العربية ولمبادة السلام العربية.
وقال رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو في أول تعليق له على الاتفاق: إنه "يوم تاريخي لإسرائيل"، على حد تعبيره. ومن المقرر أن يعقد نتنياهو مؤتمرًا صحفيًا الليلة، للإدلاء بالمزيد من التصريحات عن الاتفاق.
وترك "نتنياهو" فجأة مناقشة يعقدها مجلس الوزراء بشأن أزمة فيروس كورونا المستجد، وقال إنه يجب أن يهتم بمسألة بالغة الأهمية للمصلحة الوطنية قبل نحو ساعة من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الاتفاق.
وقال رون ديرمر السفير الإسرائيلي في واشنطن على "تويتر": "يوم عظيم للسلام! تثني "إسرائيل" على شجاعة محمد بن زايد آل نهيان في اتخاذ قرار تاريخي لانضمام الإمارات إلى مصر 1979 والأردن 1994 في صنع السلام مع إسرائيل".
وأضاف: "إسرائيل ممتنة بعمق لكل ما فعله ترامب ليجعل تلك الانفراجة ممكنة". توصلت دولة الإمارات والاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، لاتفاق بوساطة أمريكية، بموجبه توقف "إسرائيل" ضم أراض فلسطينية، إضافة إلى وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك بين البلدين وصولا الى علاقات ثنائية.
وقال ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان، في تغريدة على حسابه بتويتر: "في اتصالي هاتفي اليوم مع الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس الوزراءالإسرائيلي نتنياهو، تم الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية".
وأضاف بن زايد: "كما اتفقت الإمارات وإسرائيل على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولا الى علاقات ثنائية.
ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفاق السلام بأنه "انفراجة كبيرة".
ونشر تغريدة كتب فيها: "انفراجة ضخمة اليوم! اتفاقية سلام تاريخية بين صديقينا العظيمين، إسرائيل والإمارات العربية المتحدة".
رفض فلسطيني من جانبها، أعلنت القيادة الفلسطينية رفضها واستنكارها الشديدين للإعلان الثلاثي الأمريكي، الإسرائيلي، الإماراتي، المفاجئ، حول تطبيع كامل للعلاقات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي ودولة الإمارات العربية المتحدة، مقابل ادعاء تعليق مؤقت لمخطط ضم الأراضي الفلسطينية وبسط السيادة الإسرائيلية عليها، وفي ظل إصرار دولة الاحتلال على تكريس احتلال وضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية وبالذات مدينة القدس وانتهاك حرمة المقدسات الدينية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.
واعتبرت القيادة الفلسطينية في بيان لها، مساء اليوم الخميس، هذه الخطوة نسفا للمبادرة العربية للسلام وقرارات القمم العربية، والإسلامية، والشرعية الدولية، وعدوانا على الشعب الفلسطيني، وتفريطا بالحقوق الفلسطينية والمقدسات، وعلى رأسها القدس والدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران للعام 1967.
وقالت في بيانها: " ترفض القيادة الفلسطينية ما قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة باعتباره خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية، واعترافا بالقدس عاصمة لإسرائيل"، مطالبة الامارات بالتراجع الفوري عن هذا الإعلان المشين.
واعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، د.صائب عريقات، أن اعلان الامارات التوصل لاتفاق مع الاحتلال الإسرائيلي، إلغاء لمبادرة السلام العربية.
وطالب عريقات، الامارات مراجعة شاملة لما قامت به، مشيرا الى أن خطوة الامارات لا تخلق الحق ولا تنشئ اي إلتزام.
ووصف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي، مساء اليوم الخميس، الاتفاق الاماراتي الإسرائيلي، بأنه طعنة للقمم العربية أجمع التي أكدت على مبادرة السلام العربية.
وقال زكي في تصريحات خاصة لـ"النجاح": إن هذا الاتفاق طعنة نزلاء للقمم العربية كلها التي أكدت على مبادرة السلام العربية والتي تقول أن السلام الفلسطيني قبل السلام والتطبيع مع العرب، وأيضاً طعنة نزلاء للقضية الفلسطينية ولمقدساتها وإدارة الظهر تجاهل المآسي التي تمر بها الامة العربية".
من جانبها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الخميس، أن الاتفاق الاماراتي الإسرائيلي هو بمثابة إعلان مكافأة مجانية من قبل الامارات للاحتلال الإسرائيلي على جرائمه وانتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني.
وقال المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم: إن "التطبيع يمثل طعنة في خاصرة القضية الفلسطينية، والمستفيد منه هو الاحتلال الإسرائيلي، وسيشجعه على مزيد من الانتهاكات والعدوان على شعبنا.
اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم الخميس، الإعلان الاماراتي الإسرائيلي عن توصلهما إلى اتفاق مقابل تأجيل خطة الضم الإسرائيلية للضفة الغربية، شرعنة للاحتلال وانقاذا لحكومة نتنياهو.
وقال داود شهاب مسؤول المكتب الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي، في تصريحات صحافية: "نشجب الاتفاق الاماراتي الإسرائيلي ونعتبره شرعنة للاحتلال وإنقاذا لحكومة بنيامين نتنياهو من مأزقها وأزماتها.
وأضاف شهاب، أن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي هو بمثابة استسلام وخنوع، ولن يغير من حقائق الصراع شيئاً بل سيجعل الاحتلال أكثر إرهابا ضد الفلسطينيين. في السياق ذاته، اعتبر المختص بالشأن الإسرائيلي حمدالله عفانة، أن التوصل لاتفاق بين الامارات والاحتلال الإسرائيلي برعاية أمريكية، ينطوي تحت عنوان "القيادات تتاجر بمبادئها مقابل الكرسي".
وقال عفانة في تصريحٍ خاص لفضائية "النجاح"، مساء اليوم الخميس: إن هذا الاتفاق وبهذا التوقيت جعل من قيادات الدول المتفقة تتاجر بمبادئها، مثلاً اختيار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهذا التوقيت؛ لأن هناك هبوط في شعبيته بسبب الوضع الاقتصادي وعدم معالجته بشكل صحيح بالإضافة إلى موضوع كورونا، لذلك يبحث عن إنجاز قبل موعد الانتخابات الأمريكية في شهر تشرين الثاني القادم".
وأضاف أن "توقيت الاتفاق مهما بالنسبة لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب فشله في عدة مواضيع، منه