نابلس - النجاح الإخباري - أعلن برنامج القدس لإعمار البلدات القديمة، أحد برامج مؤسسة "التعاون"، أنه أصد كتابين بعنوان "تراث القدس المعماري - دراسة في تطوره وطرزه وأعلامه وعناصره المعمارية والزخرفية" للمؤلف يوسف سعيد النتشة، و"المواقع الأثرية والأبنية التاريخية في مدينة نابلس" للمؤلف عبد الله كلبونة.
وأوضح أنه تم إعداد الكتابين بإشراف وإدارة البرنامج، وبتمويل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.
وأعلنت مديرة عام "التعاون" يارا السالم أهمية هذين الإصدارين، في توثيق وأرشفة التراث المعماري لمدينتي القدس ونابلس، مشيرة إلى أن برنامج القدس لإعمار البلدات القديمة قد تأسس عام 1994 للحفاظ على تراث البلدة القديمة في القدس بهدف حماية الهوية الثقافية الفلسطينية للمدينة، ودعم صمود أهلها، ليتوسع لاحقا ويشمل مدنا فلسطينية أخرى مثل البلدة القديمة في نابلس، وعرابة، وبتير، ومناطق أخرى في فلسطين التاريخية.
وبينت أن البرنامج ينفذ نشاطات متنوعة في مجال الحفاظ على التراث الثقافي حسب القوانين والمعايير الدولية للحفاظ، إضافة إلى تدريب العاملين في مجال الحفاظ والترميم وإعدادهم للعمل في هذا المجال، وتوثيق وإعداد الأبحاث المختصة وأرشفة البيانات، ونشر التوعية عن أهمية الموروث الثقافي والحفاظ عليه في البلدات القديمة في فلسطين.
وثمّنت السالم الجهد الدؤوب الذي بذله المؤلفان النتشة وكلبونة في هذين الإصدارين لما يحملانه من قيمة تاريخية عالية، معربة عن شكرها للصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي على تمويله للمشروع، الذي يأتي في صلب الرسالة التي تحملها "التعاون" كمنبر للأفكار ومركز للمبادرات ومحفّز للمجتمع المدني وشريك استراتيجي في عملية التنمية المجتمعية.
ويتتبّع كتاب "تراث القدس المعماري - دراسة في تطوره وطرزه وأعلامه وعناصره المعمارية والزخرفية"، تطوّر مدينة القدس من النّواة في سلوان إلى الجوهر حيث البلدة القديمة، ويُعرّج على ما بقي من تراثها المعماريّ قبل الفتح الإسلاميّ، ويحدّد أبرز العناصر المميِّزة لطرزها المعماريّة؛ بداية من الطراز الرومانيّ ومرورا بالطراز الأمويّ والإفرنجيّ "الصليبيّ" والأيوبيّ والمملوكيّ والعثمانيّ، وصولا إلى طراز "الموزاييك" المميِّز لعمارة الحداثة الذي ساد في النصف الثّاني من القرن التاسع عشر والنصف الأوّل من القرن العشرين.
في حين، يقدم كتاب "المواقع الأثرية والأبنية التاريخية في مدينة نابلس" تسجيلا وتوثيقا تاريخيا وأثريا ممنهجا لمختلف آثار ومواقع مدينة نابلس. الأمر الذي سيساهم وبشكل رئيسي في عملية نشر الوعي الأثري لدى المؤسسات والأفراد، والمساعدة في رفع مكانة المدينة من أجل التخطيط السياحي السليم لها، وتصحيح الأخطاء والروايات التي تتعلق بهذه المواقع. ويعتبر الكتاب من الأعمال الوطنية المهمة في تسجيل التراث المادي من ذاكرة الشعب الفلسطيني خاصة، المستهدفة بعد أن تم احتلال الأرض.