وكالات - النجاح الإخباري - في خطوة متوقعة من جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي اعتاد ارتكاب الجرائم والحماقات ضد الشعب الفلسطيني، انتهى تحقيق أولى أعده جيش الاحتلال حول جريمة التنكيل بجثمان الشهيد محمد الناعم، والذي وضع تبريرات ليست بالغريبة ولا الأولى من نوعها، حيث تم فيه تبرئة الجندي الإسرائيلي المجرم الذي ارتكب تلك الجريمة أمام كاميرات الاعلام التي رصدتها أمام مشهد ومرآي كل العالم.
وزعم التحقيق الذي شارك فيه كبار المسؤولين في جيش الاحتلال أن هذا الجندي فقد السيطرة على الجرافة، واجتاز الحدود مع قطاع غزة بمسافة 100 متر بشكل غير مقصود.
وبحسب ما نقل موقع "واللا نيوز" العبري عن تحقيق جيش الاحتلال، فإن الجندي سائق الجرافة هو من قوة لواء كفير، مشيراً إلى أنه تم اتخاذ قرار سحب جثمان الشهيد الناعم بقرار سريع من المستوى السياسي؛ حيث دخلت قوة الهندسة لسحبها قبل ان يصل اليها الفلسطينيون".
وصباح يوم الأحد الماضي رصدت كاميرات الإعلام الفلسطينية مقطع فيديو لاجتياز جرافة عسكرية إسرائيلية، الحدود مع خانيونس جنوب قطاع غزة، وكان يبعدها بأمتار دبابة عسكرية، لسحب جثمان الشهيد محمد الناعم والذي سبقها مجموعة من الشبان الفلسطينيين الذين كانوا ينقلون جثمان الشهيد.
وأظهر مقطع الفيديو دخول الجرافة الإسرائيلية وهي مسرعة تجاه الشبان وهم يحملون جثمان الشهيد الناعم، وتم إطلاق النار عليهم من قبل جنود الاحتلال وأصيب خلالها شاباً فلسطينياً، فيما بدأت الجرافة بسحب جثمان الشهيد والتنكيل به إلى أن تم سحبه في مقطع مريب وخالي من الإنسانية.
ومن تبريرات التحقيق الإسرائيلي الذي نقل أقوال أصدقاء الجندي المجرم أن ما حدث في تلك المنطقة كان بالخطأ، وكان ينبغي القيام به بطريقة مختلفة، وأنه لو كان سائقًا أكثر احترافًا ومهارة لما حدث ذلك.
وأشار موقع "واللا نيوز" أنه وفقًا لسياسة القيادة السياسية في "إسرائيل" وبموافقة القيادة العليا لجيش الاحتلال، فقد تم جمع أربعة جثامين من الحدود مع غزة في الأشهر الستة الأخيرة، وتم جمع الجثامين لعدة أسباب بما في ذلك جمع معلومات مخابراتية عن الشاب الفلسطيني وأسلحته، وكورقة مساومة للإفراج عن جثث جنود الاحتلال الإسرائيلي المأسورين لدى المقاومة في قطاع غزة.
الجدير ذكره، أن هناك العديد من التحقيقات التي أجريت داخل "إسرائيل" في الجرائم التي ارتكبها جنود الاحتلال ضد الفلسطينيين العزل، يتم فيها تبرئتهم دون توجيه أي تهمة ضدهم، وخير دليل حديث على ذلك تباهي وزير حرب الاحتلال نفتالي بينيت بما فعله سائق الجرافة المجرم.
وعقّب بينيت على هذه الجريمة قائلاً :" أنا أدعم الجندي الذي قتل الفلسطيني وأخذ الجثة، وينبغي القيام بذلك في مواجهتهم، وسنعمل بشكل أكبر".
وأضاف: "أنت لست إنسانا! فحماس تحتجز جثت شاؤول آرون وهدار غولدين(..) أما بالنسبة لحادثة الجرافة ففالجندي سحبه بالجرافة لأنه حاول أن يقتل إسرائيليين"، بحسب زعم بينيت.
وتعقيباً على هذه الجريمة البشعة، وصفها الخبير في القانون الدولي، د. حنا عيسى بأنها "جريمة بكل المقاييس والمعايير القانونية والاخلاقية والإنسانية".
وقال عيسى في حديثه لـ"النجاح الاخباري": إن " هذه الجريمة تعبر عن مدى أين وصل جنود الاحتلال بتصرفاتهم خارج نطاق قانون الحرب مع الفلسطينيين.. وهذا يعني بأن المجتمع الدولي الذي شاهد هذه الجريمة عليه أن يتدخل فورا".
وأكد أن هناك آلاف الجرائم التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني بطريقة التنكيل، مطالباً الجانب الفلسطيني المختص برفع أركان هذه الجريمة وهذا المشهد الآن وقبل كل شيء ونقله إلى محكمة الجنايات الدولية، لكي تقوم بالإجراء القانوني اللازم فورا بفتح ملف التحقيق مع هذا المستوطن الذي يسوق الجرافة وهو جندي من جنود الاحتلال ويتحمل المسؤولية القانونية بكل ما تحمل المسألة من مقاييس والقاء العقوبة اللازمة بحقه لكي يكون مثالا لغيره.