نابلس - النجاح الإخباري - وصف مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلّة "بتسيلم" تفاصيل زيارة ذوي الأسرى، لأبنائهم في سجون الاحتلال، بـ"رحلة العذاب".
احتجاز مخالف للقانون الدولي وتحميل الصليب الاحمر لواجبات الاحتلال
يؤكد المركز خلال تناوله لهذه القضية في اطار ما تفرضه إسرائيل من قيود كثيرة على زيارات ذوي الأسرى، بدءا من هويّة الزّائر، ووتيرة الزيارات، حيث لا فرق في ذلك بين أسرى في السّجون داخل الحدود السياديّة لدولة إسرائيل، علمًا أنّ احتجازهم هناك يخالف أحكام القانون الدوليّ، أو سجن عوفر الواقع على أراضي الضفة الغربيّة وراء الجدار الفاصل.
وينظم الصّليب الأحمر الدوليّ الزيارات، فيما تنفض إسرائيل يدها من الأمر برمّته، حيث ان كلّ زيارة إلى أيّ من السّجون تستغرق يومًا من السّفر الشاقّ وتنطوي على مصاعب جسديّة ونفسيّة، خاصّة بالنسبة إلى الزّائرين المتقدّمين في السنّ والأطفال.
تخفيض الزيارات من زيارتين الى زيارة شهريا وحصرها بأقارب الدرجة الاولى
ولا تسمح إسرائيل بالزّيارة إلّا لمن تربطه بالأسير قرابة من الدّرجة الأولى وحتى هؤلاء يحتاجون لتصاريح تصدرها إسرائيل للزّيارة في مواعيد محدّدة حيث ينظّم لهم الصّليب الأحمر السّفريّات فيها.
وحتى منتصف عام 2016 كان يحقّ لذوي الأسرى الذين حصلوا على التصاريح أن يزوروا أعزاءهم في السّجون مرّتين كلّ شهر، ولكن جرى خفضها في عام 2016 إلى زيارة واحدة فقط كلّ شهر.
وكانت إسرائيل حتى الرّبع الثاني من عام 2019 تصدر لمعظم ذوي الأسرى تصاريح سارية المفعول مدّة سنة، أمّا ذوي الأسرى المصنّفين لديها "ممنوعين أمنيًّا" فكان عليهم تقديم طلب تصريح من جديد كلّ شهرين- أربعة أشهر.
العذاب والترقب يبدأان بانتظار تصاريح الزيارة
وفي أيلول 2019 وعقب ضغط ذوي الأسرى والصّليب الأحمر صارت إسرائيل تصدر لجميع ذوي الأسرى المسموح لهم الزيارة وبما في ذلك "الممنوعون أمنيًّا" تصاريح سارية المفعول مدّة سنة، ومع ذلك لا يدري أيّ منهم هل سيُسمح له بالزيارة فعلًا حتى وصوله إلى الحاجز لأنّ عناصر قوّات الأمن على الحواجز يمنعون عبورهم أحيانًا فيعودون إلى منازلهم مرغمين دون زيارة أعزّائهم.
قبل الزّيارة، يقدّم الصّليب الأحمر قوائم الزائرين إلى مكاتب مديريّة التنسيق والارتباط الإسرائيليّة في المناطق المختلفة وينتظر الردّ الإسرائيليّ، في المرحلة اللّاحقة تصل الرّدود إلى العائلات فإمّا الموافقة على طلب الزيارة وتصريح الدّخول أو رفض الطلب أو إزالته كلّيًّا بدعوى عدم توفّر شرط القرابة من الدّرجة الأولى.
يصل الزائرون الذين استوفوا الشروط إلى نقاط التجمّع في ساعات الصّباح الباكرة حيث تنتظرهم الحافلات وينطلقون من هناك برفقة مندوب من الصّليب الأحمر، عند وصول الحافلة إلى الحاجز يتوجّب على جميع الرّاكبين النزول منها لكي يخضعوا لتفتيش أجسادهم وأغراضهم وهي عمليّة تستغرق وقتًا طويلًا، بعد ذلك يصعدون إلى حافلة إسرائيليّة في الجانب الآخر من الحاجز تقلّهم إلى السّجن.
تستمرّ الزيارة نفسها 45 دقيقة فقط حيث يتحدّث الزّائرون خلالها مع الأسرى عبر هاتف حيث يفصل بينهم حاجز زجاجيّ، يحقّ لكلّ أسير استقبال أربعة زائرين، لا يُسمح للزّائرين جلب أغراض للأسرى سوى ملابس محدّدة تسمح بها تعليمات السّجن وهذه يتمّ فحصها قبل تسليمها للأسير، يُسمح للزّائرين إيداع مبلغ من المال يستخدمه الأسير لشراء احتياجاته.
عند انتهاء الزيارة يصعد الزّائرون من جديد إلى الحافلات الإسرائيليّة التي تعيدهم إلى الحاجز، ومن هناك تقلّهم حافلات الصّليب الأحمر فيعودون إلى منازلهم في ساعات المساء بعد يوم الزّيارة الشاقّ.
شهادة مؤلمة
أدلى أهالي الأسرى بإفاداتهم أمام باحثي بتسيلم الميدانيّين حيث وصفوا مشقّة السّفر إلى السجن والزيارة الخاطفة وحرقة شوقهم إلى أعزّائهم حين لا يتمكّنون من زيارتهم.