رام الله - النجاح الإخباري - على الأرض فكرتك بتحمينا، مبادرة أطلقها رجل الأعمال الفلسطيني بشار المصري، لمواجهة الاستيطان وتغول الاحتلال في أراضي الضفة الغربية، بهدف تعزيز قدرة المواطن على الصمود في أرضه من خلال تمويل أفكار خلاقة لمواجهة قوات الاحتلال.
وأكد المصري أن الهدف الأساسي من المبادرة تعزيز صمود المواطن الفلسطيني على أرضه، أمام الهجمة الاستيطانية الشرسة، التي نواجهها كل يوم.
وأشار إلى أنها تُبرز مخاطر الاستيطان الجسيمة على حياة الشعب الفلسطيني عالميا وعلى السلام.
جاءت تصريحات المصري خلال مؤتمر صحافي للاعلان عن اطلاق المبادرة بحضور محافظ رام الله، د. ليلى غنام، وشخصيات اعتبارية ورجال دين وأعمال وكتاب ومفكرين.
ونبه المصري إلى أن الهدف من مشاركة الكل في المبادرة هو استقطاب أفكار جديدة خلاقة وعملية تساهم في سرعة التنفيذ.
ويبادر القائمون على المبادرة إلى قبول الأفكار عبر الموقع الالكتروني والذي يخضع بدوره للجنة تحكيم لاختيار أفضلها.
وأوضح المصري أن هناك مجموعة من المعايير أهمها أن تكون الفكرة خلاقة ونزيهة وعملية وقابلة للتنفيذ على الارض وتخضع للجنة تحكيم مكونة من شخصيات فلسطينية، موضحًا أنهم سيعملون مع أصحاب الأفكار من أجل تطويرها لسهولة التنفيذ.
وبين أنهم سيبذلون قصارى جهدهم لاختيار الأفكار التي من الممكن تنفيذها، وقال، "نحن نعلم أننا تحت احتلال صارم، ومتأكدون من وقوفه في طريقنا، لكننا على ثقة تامة بأن الشعب الفلسطيني الذي صمد عشرات السنين يستطيع أن يوقف الهجمة الاستيطانية الشرسة".
وشدد على أن هذه الحملة من شأنها أن تفضح ممارسات الاحتلال والتغول الاستيطاني أما العالم أجمع والوقوف في وجه "إسرائيل" من أجل ثنيها عن مشاريعها الاستيطانية ومصادرة الأراضي.
ورأى الوزير الأسبق د. حسن أبو لبدة أن المبادرة آنفة الذكر ليست جديدة تماما، ولكنها جديدة ورائدة من حيث كونها مبادرة مجتمعية مستقلة وغير معتمدة على تمويل أو دعم أو قبول أو تنظيم السلطة بمؤسساتها أو أي كيان سياسي أو تنموي إقليمي أو دولي.
وأشار إلى أنها جاءت من وحي وتنظيم وتمويل مطلقيها، إضافة لطبيعتها من حيث كونها مبادرة دفاعية تستهدف تحصين الهوية الفلسطينية للأراضي الفلسطينية المهددة بالمصادرة، بعكس المبادرات الهجومية التي قامت بها السلطة وأُفشِلت من قبل الاحتلال في مجال “حظر ومكافحة منتجات المستوطنات”.
ولفت إلى أن فرص نجاح هذه المبادرة وانتشارها واعدة ووافرة، وأضاف، لا أبالغ في توقعي بأن تظهر مبادرات أخرى مكملة أو منافسة لها في المدى المنظور، أو أن تتوسع ذات المبادرة بمشاركة آخرين من شركات ومؤسسات فلسطينية وعربية ودولية، لا بل وأفراد أيضا. وأتطلع لإمكانية مأسسة مثل هكذا مبادرات بإنشاء صندوق غير ربحي يمول من أبناء شعبنا وشركاته ومؤسسات في الوطن والشتات، تكرس موارده لتمويل مبادرات ونشاطات واستثمارات تستهدف محاصرة النشاط الاستيطاني وحقائقه المدمرة لطموحنا السياسي بالحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية على ترابنا الوطني".
وأكد على أن المبادرة تستحق التبني الشعبي والرسمي، وتمثل تحديا للقطاع الخاص ممثلا بشركاته وأفراده، ليأت بمثلها أو يكملها، أو ينضم إليها جهدا وتمويلا، وتمنى على القائمين عليها فتح الباب لمساهمة الأفراد في تمويلها من مالهم الخاص، كل بقدر استطاعته، حيث إن هدفها سام ومقدس، ومتجذر في قلب كل مواطن حر وشريف.
وأوضحت د. دلال عريقات، أنه نظريًا هناك نوعان من الصمود: الصمود المقاوم والصمود السلبي.
وبينت أن الصمود المقاوم هو باختصار استعمال كافة وسائل وأدوات المقاومة المُتاحة من أسلحة، فن، كتابة، بناء، هندسة، عمل، رياضة أو دراسة فهذه كلها أشكال للمقاومة.
وأضافت، أما الصمود السلبي فهو اختيار البقاء على هذه الأرض ولو حتى دون توظيف أي من أدوات المقاومة، “الصمود السلبي” على أرض فلسطين، والذي يعني أن مجرد وجود الفلسطيني على أرضه وعدم مغادرته هو مقاومة بحد ذاته.
وتباعت، إذاً ومن منطلق تعريف الصمود السلبي، لا يحق لأي منا المزاودة وطنياً على الآخر، فالشعب الفلسطيني الصامد على هذه الأرض هو أكبر مقاوم للاحتلال، ولا شك أن هذا الصمود سيتضاعف حين يكون هناك أفكار خلّاقة تصب في هذا المنحى، وهو ما تسعى مبادرة عالأرض لتحقيقه.
وأشارت إلى أن عالأرض، هي مبادرة فلسطينية تهدف لتعزيز قدرة المواطن الفلسطيني على الصمود فوق أرضه المُهددة بالمصادرة وبالاستيطان، حيث تفتح هذه المبادرة الأبواب لأصحاب الأفكار، للمبادرين في الابتكار والريادة وتوظيف التكنولوجيا، من داخل فلسطين او خارجها للتقدم بأفكار لمشاريع قابلة للتنفيذ في مقاومة الاستيطان على كل الأرض الفلسطينية، قطاع غزة، الضفة الغربية، القدس، كل المناطق،
وأكدت، "فلتسقط مسميات أ، ب وج، المبادرة تُعنى بكل الأرض الفلسطينية التي كفلها القانون الدولي".
وقالت، أكاد أجزم أنه لا إمكانية للخروج من الوضع الفلسطيني الراهن على المستوى السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي أو الثقافي إلا عن طريق التفكير، نحن الشعب الفلسطيني لا نملك اليوم سوى التعويل على عقول شبابنا، مشيرة إلى أن هذه دعوة مباشرة لكل صبايا وشباب الوطن لتقديم أفكار إبداعية خلاقة ريادية لمقاومة الاستيطان.
وأضافت، "كَوني عضو لجنة تحكيم مستقلة وغير ممولة وغير تابعة، أوضح أن كل فكرة مشروع يُشترط تقديمها من ٣ أشخاص على الأقل وذلك لضمان الجدية والمسؤولية ولتعزيز العمل ضمن روح الفريق، وأؤكد أن اختيار أفكار المشاريع الفائزة سيتم حسب معايير واضحة عادلة ومدروسة حسب جدول بيانات متفق عليه بين أعضاء لجنة التحكيم لضمان تقييم علمي مهني وعادل مع مراعاة المساواة، الشفافية والنزاهة في رصد علامات التقييم.
وتابعت، ستحصل الأفكار الفائزة على دعم مالي، لوجستي، تقني ومهني لضمان تنفيذها، وسيتم تنظيم المبادرة بشكل دوري ومستمر بعد انتهاء الجولة الأولى هذا العام.