رام الله - النجاح الإخباري - قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، إن إسرائيل تسعى من خلال الخطوات الأخيرة التدميرية التي اتخذتها إلى تصفية القضية الفلسطينية، متبنية نهج تكريس الانقسام وتعزيز الفرقة الداخلية عبر اتباع أساليب متناقضة في التعامل ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وصولا إلى تحقيق هدف واحد هو ضمان أمنها وتطويع الإرادة الفلسطينية.
وأشارت عشراوي في بيان لها، اليوم الاثنين، إلى أن الحديث عن تهدئة طويلة الأمد بين "حماس" وإسرائيل يتزامن مع تصعيد متعمد وغير مسبوق في الضفة الغربية، يقابله محاولات لابتزاز الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لتحقيق أهداف سياسية وأمنية، عبر منح "حماس" رشوة مفضوحة للحصول على تنازلات أمنية مقابل جملة من التسهيلات الزائفة التي أعلن عنها نتنياهو، بما فيها السماح لـ 5 آلاف عامل من القطاع للعمل داخل إسرائيل، وتوسيع مساحة الصيد، والسماح بإدخال البضائع للقطاع، وزيادة عدد التصاريح التجارية، والسماح بإقامة "المستشفى الميداني الأميركي"، والوعود بإقامة ممر مائي ومطار.
ولفتت إلى ما تشهده الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة من تصعيد خطير وممنهج، خاصة في بلدتي سلوان والعيسوية، اللتان ترزحان تحت سياسات دولة الاحتلال الإجرامية القائمة على التطهير العرقي والتهجير القسري والفصل العنصري، بإلاضافة إلى التصعيد الاستيطاني الاستعماري وسرقة الأرض والموارد والمقدرات ومحاولات فرض السيادة الإسرائيلية على منطقة غور الأردن، وتعزيز وجود المستوطنين، وانتهاك حرمة المقدسات الدينية، ونهب أموال المقاصة الفلسطينية، وانتهاك حقوق الأسرى، وفرض سياسات العقاب الجماعي، وتشريد شعب كامل وسرقة تاريخه وهويته وثقافته.
وتابعت: "إن جميع هذه الممارسات تأتي في إطار مخطط دولة الاحتلال الهادف إلى ضم الضفة الغربية وفصلها عن قطاع غزة، وإقامة كيان ضعيف في القطاع تسيطر عليه إسرائيل اقتصاديا وأمنيا وتفرض عليه التزامات وتنازلات أمنية غير محدودة".
وأردفت أن منح إسرائيل تسهيلات شكلية مالية واقتصادية لحماس مقابل الهدوء من ناحية وتفردها بالضفة الغربية من ناحية أخرى يدلل على العقلية الإسرائيلية القائمة على تعزيز سياسة فرّق تسد".
وأضافت عشراوي"أن ما تشهده الساحة الإسرائيلية من أزمات سياسية يدفع ثمنها دائما شعبنا الأعزل، وأن الوعودات التي أطلقها المتطرف نتنياهو لجمهوره في حملته الانتخابية بتحقيق الهدوء مع قطاع غزة وضم الضفة، يتم ترجمتها فعليا على أرض الواقع".
ونوّهت إلى أن الفلسطينيين يدركون تماما مآرب إسرائيل ومخططاتها الهادفة إلى ضرب الشرعية الفلسطينية في الضفة الغربية، والسماح باستمرار سيطرة "حماس" في قطاع غزة.
وقالت:" إن رفع المعاناة عن أهلنا في قطاع غزة يعد أولوية وضرورة ملحة، ويجب رفع الحصار عن القطاع بضغط دولي دون مقايضة وابتزاز، وواهم من يعتقد أن دولة الاحتلال التي تعمل بشكل متواصل لإفشال إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 ستمنحه فرصة إقامتها في قطاع غزة".
وشددت عشراوي على أن إنهاء الانقسام ورص الصفوف في مواجهة دولة المستوطنين، هي الطريق الأقصر نحو إقامة الدولة الفلسطينية، مؤكدة أن التصميم على إجراء الانتخابات في جميع الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس المحتلة والعمل على إنجاحها يعد متطلبا واستحقاقا مهما لشعبنا، وسبيلا نحو تجديد وإحياء الحياة الديمقراطية للنظام السياسي الفلسطيني برمته.