نابلس - النجاح الإخباري - أكدت وزيرة الصحة، د. مي كيلة رفض الوزارة الحكومة والسلطة الكامل لاقامة المستشفى الأميركي العسكري في قطاع غزة، وأوضحت أنه لم يتم التنسيق مع الصحة أو السلطة حول إقامته، وكل ما نمتلكه من معلومات عنه أنه كان مقامًا في في مدينة حلب شمال سوريا وبعد الانسحاب الأميركي منها تم نقله إلى قطاع غزة.
وأوضحت خلال لقاء مع صوت فلسطين تابعه "النجاح الاخباري"، أن إقامة المشفى في القطاع مشبوه وله صلة ببرنامج سياسي وليس علاجي فقط.
وأشارت إلى أن وزارة الصحة لم تتأخر في تقديم الخدمات والمستلزمات للقطاع، موضحة أن الجميع في قطاع غزة يحصلون على تأمين صحي مجاني مقابل أن العلاج في مستشفيات الضفة الغربية مرهون بالتأمين، وأن الخدمات تقدم إلى المواطنين في القطاع أكثر منها في الضفة الغربية، فضلا عن التحويلات المجانية في مستشفيات مصر والضفة الغربية والقدس لتلقي العلاج وأيضا توفير الاقامة لذوي المرضى.
وبينت أن التحويلات الطبية الخارجية لأهلنا في القطاع مجانية أيضا، ومفتوحة لهم في المستشفيات المصرية، ويتلقون العلاج داخل مشتيفيات القدس والضفة الغربية، مبينة أن مستشطفى المطلع مثلا يستقبل 70% من المرضى المحولين من قطاع غزة، إَضافة لذلك هناك الفنادق المستأجرة لإيواء مرافقي المرضى، ومستشفى المقاصد 50% من المرضى المحولون من قطاع غزة، وكذلك مستشفى النجاح ومجمع فلسطين الطبي وكافة مستشفيات الضفة.
وكشفت أن وزارة الصحة ترسل أدوية ومستلزمات صحية للقطاع بنسبة 60 مليون شيكل، مستهجنة الحديث عن النقص في ظل التزام الوزارة بتلبية احتياجات القطاع الصحي في غزة، وسعي حركة حماس إلى اقامة مستشفى أميركي داخل القطاع. وأكدت أن ما تقدمه وزارة الصحة من خدمات للقطاع ليس بحاجة إلى اقامة مستشفى أميركي عسكري.
وقالت، "إذا ارادت أميركا أن تساعد الشعب الفلسطيني، عليها منع العدوان الاسرائيلي على القطاع، ودعم وكالة الغوث الدولية بدلا من قطع المساعدات عنها واستكمال المساعدات لمستشفيات القدس.
ورأت وزيرة الصحة أن اقامة المستشفى في شمال قطاع غزة بأنه يتماشى مع محاولة أميركا واسرائيل تمرير صفقة القرن، خصوصا في ظل ما يرشح عنه من معلومات تفيد بأن ادارة المستشفى أميركية بحت، أي أنه بمثابة قاعدة أميركية عسكرية داخل قطاع غزة.
ودعت الفصائل الفلسطينية إلى الثبات على موقفها الرافض لاقامة المستشفى العسكري الأميركي شمال القطاع وارشاد المواطنين لمنعهم من التعامل معه، في ظل ما توفرت من معلومات تفيد بأنه كان مجهز لسرقة الأعضاء في حلب.
وشددت على أن وزارة الصحة تضع صحة أبناء شعبنا في المقام الأول بتقديم افضل العلاجات والحفاظ على صحتهم ومستعدون لتقديم المزيد، حال سمحت لنا سلطة الأمر الواقع في غزة "حماس" بتطوير المستشفيات وتجهيزها، موضحة أن مهام الوزارة في غزة تنحسر في توريد الأدوية وتوفيرها والتحويلات المرضية إلى مستشفيات الضفة والقدس والخارج.
وتساءلت، لماذا لا تلبي حماس مناشدات أهل محافظة رفح باقامة مستشفى لهم بدل من المستشفى الأميركي شمال القطاع.
ونبهت إلى أن الصحة تقدمت من منظمة الصحة العالمية بطلب الاشراف على توزيع الأدوية في القطاع، وهم يدرسون الآليات.
وختمت لقائها بأن الوزارة تسعى إلى توطين الخدمة في فلسطين من خلال تطوير مستشفيات القطاع العام والخاص وتوفير كافة الخدمات من أجل الحفاظ على الاقتصاد الوطني الفلسطيني، مشيرة إلى أن الوزارة والقطاع الخاص يعملون ليلا نهارا من أجل توفير كافة العلاجات داخل فلسطين دون الحاجة إلى تحويلات في الخارج.
وأكد عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض أن المستشفى الميداني في شمال غرب بيت لاهيا في قطاع غزة سيقام على مساحة 40 دونما، ويخضع للسيادة الأميركية ويطل على البحر المتوسط.
ونفى العوض، إدعاء "حماس" بوجود توافق وطني على إقامة المستشفى، إنما بناء على تفاهمات حركة حماس التي وصفها بالمريبة مع إسرائيل .
وجدد العوض رفض حزب الشعب للتفاهمات التي تتم بعيدا عن منظمة التحرير، والشرعية الفلسطينية والتي تتم بشكل مريب وتفتح الباب نحو المعالجات الإنسانية على حساب الحل السياسي.
أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني أن إقامة المستشفى الأميركي في قطاع غزة يأتي ضمن السياسية الأميركية الإسرائيلية الرامية إلى إقامة كيان سياسي في القطاع، بعد فصله عن الضفة وقتل حل الدولتين.
وأوضح مجدلاني، أنه ليس من حق "حماس" التفاوض وإبرام اتفاقيات مع جهة أجنبية، مشيرا إلى أن ذلك من صلاحيات السلطة الوطنية ومنظمة التحرير باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.
ونبه إلى أن الفصائل الوطنية بما فيها حركة الجهاد الإسلامي، رفضت إقامة المستشفى ونفت مناقشة "حماس" لها بشأن ذلك.
و أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رأفت، أن المستشفى الميداني الأمريكي في قطاع غزة، يأتي ضمن خطة اقتصادية لـ"صفقة القرن" بتوافق بين إسرائيل وحماس والولايات المتحدة الاميركية.
وقال رأفت "إن هذا المستشفى لم يتم التوافق عليه مع السلطة الوطنية أو منظمة التحرير، وأن القيادة مع تطوير القطاع الصحي في غزة ولكن ليس تحت سيطرة اميركا واسرائيل.
ورفض قيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أن يكون للمستشفى الميداني العسكري الأمريكي شمال قطاع غزة، أي ثمن سياسي، مؤكداً أن موضوع المستشفى لم يطرح على الطاولة مع الفصائل الفلسطينية، ولم تتضح معالمه بعد.
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل في تصريح خاص لـ "النجاح الاخباري"، إن قطاع غزة بحاجة إلى مستشفى؛ مستدركاً أن بناء المستشفى ضمن صفقة سياسية أمر مرفوض مطلقاً.
وأضاف، أن هناك متطلبات واحتياجات للشعب الفلسطيني في قطاع غزة بسبب الحصار ونقص الإمكانيات والأدوية، لذلك نحن بحاجة إلى مستشفى ولكن نرفض أن يكون ضمن صفقة سياسية".
وتابع: " نتمنى أن يغطي هذا المستشفى الجانب الإنساني للشعب الفلسطيني، كما نتمنى من السلطة الفلسطينية أن تتدخل لبناء مستشفى كبير يسد حاجات الشعب الفلسطيني في غزة".
وأوضح القيادي في الجهاد الإسلامي أنه لم تتضح معالم هذه المستشفى حتى الآن، مضيفاً: "نحن بحاجة لمستشفى حقيقة لكن بعد أن تضح معالمه وكيفية الأداء فيه وما هو الموجود به وكيفية التعامل معه، وهل هو تابع لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة أم لا ".
وعن صمت الفصائل وعدم إدلاء أي تصريحات بشأن المستشفى الميداني الأمريكي، قال المدلل: "ليس صمت وإنما نحن في عملية انشغال بالاشتباك مع العدو الإسرائيلي.. ولم يكن هناك انعقاد في الفصائل لبحث هذا الموضوع بعد".
وشرعت الولايات المتحدة الامريكية بإنشاء المستشفى الميداني الامريكي شمال قطاع غزة، وفقاً للتفاهمات التي حدثت بين حركة حماس في غزة، والاحتلال الإسرائيلي بوساطة مصرية وقطرية وأممية سابقاً.
وأثار نشر صور المستشفى العسكري الأمريكي تحفظ الشارع في قطاع غزة، وتعليقهم على أن هذه المستشفى هل هي فعلاً مستشفى أم قاعدة عسكرية أمريكية جديدة ودرع واقي للاحتلال الإسرائيلي؟.
وعلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي على صورة جمعت طاقم المستشفى الميداني الأمريكي، بأنهم قوات مارينز أمريكية جاءت من سوريا إلى قطاع غزة.
يشار إلى أن حركة حماس بررت في أكثر من مناسبة أن هذه المستشفى لا ثمن سياسي لها. وأنها جاءت وفقاً للتفاهمات الأخيرة مع الاحتلال.
الجدير ذكره، أن السلطة الفلسطينية رفضت إقامة المستشفى بشكل كامل، وحذرت من التعاطي والتعامل معه.