رام الله - النجاح الإخباري - شددت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، تضافر كل الجهود لمواجهة هذه السياسة الأميركية العدوانية، ودعم تحرك القيادة الفلسطينية على الصعيدين الدولي والإقليمي، مترافقا مع تفعيل الملفات أمام المحكمة الجنائية الدولية والذهاب إلى محكمة العدل الدولية وكل المؤسسات التي تتطلب قيامها بتحمل مسؤولياتها لتنفيذ القوانين والمواثيق الدولية تجاه الإدارة الأميركية ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
جاء ذلك خلال الاجتماع الطارئ الذي عقدته فصائل المنظمة، اليوم الأربعاء، في مقر المنظمة بمدينة رام الله، بعد تصريحات وزير الخارجية الأميركي حول شرعنة الاستيطان الاستعماري غير الشرعي وغير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الذي يمثل عدوانا جديدا سافرا وحربا مفتوحة ضد شعبنا منذ الإعلان عن مدينة القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية على لسان الرئيس ترمب عاصمةً للاحتلال، وما إلى ذلك من محاولات المساس بحقوق شعبنا الثابتة والتاريخية المتمثلة بحق عودة اللاجئين، وحق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية.
وأكدت الفصائل على رفض موقف الإدارة الأميركية الذي يشكل استهتارا بكل الشرعيات والقوانين الدولية وعدواناً صارخاً مستمراً في ظل هذه السياسة المعادية لحقوق شعبنا.
ودعت إلى اتخاذ موقف عربي موحد وخاصة توحيد موقف القوى والأحزاب العربية خارج إطار الشجب والاستنكار، من خلال تنفيذ ما اتخذ من قرارات في الجامعة العربية لوضع آليات عملية كفيلة بمواجهة هذه المخاطر على صعيد محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وما تتعرض له حقوق شعبنا على هذا الصعيد، والالتزام بمقاطعة إسرائيل والتوقف الفوري عن سياسة التطبيع مع دولة الاحتلال، الذي يعتبر خروجا على قرارات القمم العربية المتعاقبة.
وأكدت أن الدول الإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي يجب أن تضطلع بدورها في إطار مواجهة وإجهاض هذه القرارات، التي تحاول زعزعة الوضع في المنطقة وحماية الاحتلال وجرائمه من مغبة مساءلته على هذه الجرائم المتصاعدة، بجانب الاستيطان الاستعماري الذي يعتبر جريمة حرب ضد الإنسانية لا بد من معاقبة الاحتلال عليها.
وفي هذا السياق، أكدت الفصائل أهمية تعزيز صمود شعبنا في الوطن وفي كل مخيمات اللجوء والشتات، وتعزيز فعاليات المقاومة الشعبية في كافة المدن والقرى والمخيمات، بمشاركة جماهيرية واسعة في إطار هذه الفعاليات الرافضة للسياسة الأميركية المعادية، وفي مواجهة جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين وحماية الأراضي الفلسطينية والقدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية.
كما أكدت أهمية تنفيذ قرارات مقاطعة شاملة على الاحتلال، وفرض مقاطعة شاملة وفورية لكل بضائع الاحتلال ومنع دخولها، وتنفيذ قرارات المجلسين المركزي والوطني بالتخلص من العلاقات مع الاحتلال والإدارة الأميركية التي تتنكر لكل قرارات الشرعية الدولية، خاصة الإسراع باستكمال انضمام دولة فلسطين إلى كافة المؤسسات والوكالات والمنظمات الدولية.
وشدد الفصائل على أن صمود شعبنا والتضحيات الجسام التي يقدمها، والتمسك بالحقوق والثوابت والمقاومة وسرعة إنهاء الإنقسام على طريق تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار "م.ت.ف" ومواجهة كل المؤامرات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، تجعل من إفشال كل هذه المحاولات بتضافر كل جهودنا، مع إصرار العالم أجمع الذين صوتوا بالإجماع خلال الأيام الماضية حول تجديد التفويض لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين، وحول حق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.