النجاح الإخباري - التقى وزير التنمية الاجتماعية د. أحمد مجدلاني عدداً من الأمهات القائمات على مبادرة مساندة أهالي أطفال التوحد في فلسطين، حيث اطلع د. مجدلاني على التحديات والظروف الصعبة التي يواجهها الأهالي للحصول على خدمات الرعاية والتأهيل للأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد، إضافة إلى الأعباء المادية التي يتكبدها الأهالي لضمان حصول أطفالهم على الخدمات.
وحضر اللقاء كلٌ من تغريد كشك مدير عام ديوان وزير التنمية الاجتماعية، وأمين عنابي مدير عام الإدارة العامة لذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى عدد من أمهات أطفال اضطراب طيف التوحد كممثلات عن المبادرة.
وأكد مجدلاني خلال اللقاء أن متابعة شؤون شريحة الأطفال والبالغين المصابين باضطراب طيف التوحد تقع ضمن مسؤوليات ومتابعة وزارة التنمية الاجتماعية وعبر مديرياتها المنتشرة في محافظات الوطن، مضيفاً أن الوزارة شملت في خططها التنموية التركيز على دعم ذوي التوحد في فلسطين ضمن الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأوضح مجدلاني أن الوزارة مُطلعة على كافة التحديات التي تواجهها عائلات ذوي التوحد، وتتواصل مع الوزارات المعنية للخروج بقرارات وآليات للتخفيف من معاناة الأهالي وتوفير الخدمات الطبية والتأهيلية والتعليمية للأطفال والأشخاص من ذوي التوحد، موضحاً أن طواقم الوزارة تعكف حالياً على إعداد قانون عصري لتطوير السياسات والخدمات التي تكفل حقوق الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقة وهو ما سيشمل فئة المصابين باضطراب طيف التوحد والاضطرابات النمائية المختلفة.
كما لفت إلى أن الوزارة بصدد الإعداد لتنفيذ دراسة مسحية في فلسطين لرصد واستكشاف عدد الحالات ومدى الاحتياجات والتحديات التي تواجه هذه الفئة في مختلف المحافظات في الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك بالتعاون مع الجهات المختصة.
واستمع مجدلاني من القائمات على المبادرة حول الصعوبات التي تواجه الأهالي للحصول على خدمات الرعاية الطبية للأطفال والأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد، وضمان حقوق الأطفال في الدمج المجتمعي إضافة إلى الدمج التعليمي والمهني لذوي التوحد المؤهلين للدمج في المدارس والمراكز الفنية والحرفية، إلى جانب الرقابة على المراكز التأهيلية والجمعيات الخيرية التي تقدّم خدمات التأهيل لهذه الفئة، حيث لفت د. المجدلاني إلى أن الوزارة تواصل رقابتها على المراكز والجمعيات الخيرية في مختلف المحافظات لضمان تقديم الخدمات الملائمة واللازمة لفئة ذوي اضطراب طيف التوحد وغيرها من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكداً أن أبواب مديريات التنمية الاجتماعية في مختلف المحافظات مفتوحة للأهالي للتقدّم بالملاحظات والشكاوى في حال ملاحظة أي ممارسات سلبية من قبل مُقدّمي الخدمات لذوي التوحد، حيث تتولى الوزارة متابعة الشكاوى والتعامل معها بالشكل المناسب.
وأشارت الأمهات خلال اللقاء إلى الأعباء المالية المرتفعة التي يتكبدها الأهالي للحصول على خدمات الرعاية الطبية لاسيما في مجالات علاجات الأسنان أو التصوير الإشعاعي والطبقي وغيرها من العلاجات التي قد تتطلب الحاجة إلى التخدير الكامل للشخص المصاب باضطراب طيف التوحد، هذا إلى جانب الرسوم المرتفعة التي تفرضها الكثير من مراكز الخدمات التأهيلية والتربية الخاصة لتقديم هذه الخدمات، مما يثقل على الأهالي لاسيما من ذوي الدخل المحدود والعائلات المهمشة والفقيرة.
كما أوضحت الأمهات ضرورة وجود مراكز متخصصة مجانية أو شبه مجانية موزعة في مختلف المحافظات للتسهيل على الأهالي وتمكينهم من الحصول على الخدمات في مناطق قريبة من قراهم ومدنهم، وأكد د. المجدلاني أن الوزارة ستتولى البحث عن آليات لتقديم المساندة لتوفير الخدمات لفئة ذوي اضطراب طيف التوحد، وذلك بالتعاون مع مختلف المؤسسات في القطاعين الأهلي والخاص والمنظمات الدولية العاملة في فلسطين.
وفي نهاية اللقاء، تم الاتفاق على عقد مزيد من اللقاءات لمواصلة رصد الاحتياجات والتحديات التي يواجهها أهالي الأطفال من ذوي التوحد، وثمّنت السيدات أمهات الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد حرص معالي د. المجدلاني على متابعة احتياجات فئة ذوي اضطراب طيف التوحد في فلسطين ومعاناة الأهالي لتوفير الخدمات اللازمة لأبنائهم، كما توجهن بالشكر لكل من السيدة تغريد كشك والسيد أمين عنابي على اهتمامهما بمتابعة هذا الملف.