وكالات - النجاح الإخباري - وصلت جريمة إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على الطفل عبد الرحمن شتيوي (تسعة أعوام) في (12 يوليو/ تموز الجاري)،إلى الأمم المتحدة.
وطالبت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان، "إسرائيل" بإجراء تحقيق "شامل وفعال ونزيه" ومستقل ومحاسبة المسؤولين عن أي مخالفات.
وأعرب المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة روبرت كولفيل في مؤتمر صحفي، عن قلق بالغ إزاء الحالة الخطيرة للطفل شتيوي، بعد أن أطلقت عليه القوات الإسرائيلية النار وأصابته في رأسه، قائلًا: إنَّ ما حدث "يبدو أنَّه مثال على الاستخدام المفرط للقوة".
وأشار إلى أنَّ الحادث وقع خلال مظاهرة أسبوعية في قرية كفر قدوم قرب نابلس، قائلًا: "بينما كان المتظاهرون يحرقون الإطارات ويلقون الحجارة على القوات الإسرائيلية، أفيد بأنَّ الجنود الإسرائيليين بعد الرد في البداية بالرصاص المطاطي والقنابل الصوتية -لجأوا إلى استخدام الذخيرة الحية، دون سبب واضح لتبرير هذه الخطوة لاستخدام القوة المميتة".
وأضاف أنَّه "وفقًا لعدَّة مصادر موثوقة، فإنَّ الطفل عبد الرحمن لم يكن له دور في الاحتجاج، وكان على بعد أكثر من (100) متر من الاشتباكات، ومن الواضح أنَّه لم يمثّل تهديدًا جسديًّا وشيكًا على القوات الإسرائيلية".
وأوضح أنَّ الرصاصة التي أصابت جبهته أسفرت عن إحداث ثقب كبير وكسور متعددة في الجمجمة، وتمَّ نقله في البداية إلى مستشفى في نابلس، ولاحقًا إلى مستشفى إسرائيلي، حيث لا يزال على قيد الحياة، لكنَّه في حالة حرجة.
وتُظهر صور الأشعة دخول عشرات الشظايا إلى رأس الطفل عبد الرحمن، مما أدى إلى تلف خطير في الدماغ، ومن غير المرجح أن يتعافى منه، حتى لو نجا. وفق كولفيل
وقال كولفيل: إنَّ "إطلاق النار على عبد الرحمن يعدُّ واحدًا من آخر الأحداث في قائمة طويلة من الحوادث على الأرض الفلسطينية المحتلة، والتي أصيب خلالها أطفال أو قُتلوا في ظروف تشير بقوة إلى استخدام القوة المفرطة من قبل القوات الإسرائيلية".
وحثت مفوضية حقوق الإنسان "إسرائيل" على مراجعة قواعد الاشتباك التي تتبعها قواتها، والتأكد من أنَّها تتفق مع المعايير الدولية المطبقة في جميع البلدان.
وشدَّد كولفيل على وجوب منح الأطفال حماية خاصة، قائلًا: "يجب عدم استهدافهم وعدم تعريضهم لخطر العنف أو تشجيعهم على المشاركة في العنف".
ومنذ إصابته تعيش عائلته حالةً صعبة، مما وصلت إليه حالة عبد الرحمن ودخوله في غيبوبة، وبخاصة بعد تدهور حالته الصحية ونقله إلى مستشفى “تل هشومير” في الداخل الفلسطيني بعد يومين من كل محاولات الأطباء علاجه واستخراج شظايا الرصاصة المتفجرة من دماغه.
وانطلقت المسيرة الشعبية في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية، قبل ثمانية سنوات (2011)، من أجل مطالبة جيش الاحتلال الإسرائيلي بفتح الطريق الرئيس المغلق للبلدة منذ عام (2000م) إرضاء للمستوطنين اليهود.