نابلس - منال الزعبي - النجاح الإخباري - نظَّم مركز الإعلام في جامعة النجاح الوطنية اليوم الأربعاء، بالتعاون مع مركز "شاهد" لحقوق المواطن والتنمية المجتمعية، لقاءً تفاعليًّا بعنوان "تعاطي الإعلام العربي مع صفقة القرن"، استضاف خلاله الإعلامي التونسي محمد كريشان، الذي يعمل في قناة الجزيرة.
من جهته، رحب مدير مركز الإعلام، م. غازي مرتجى بالحضور والضيوف في القاعة، والإعلامي التونسي محمد كريشان الذي شارك في الورشة عبر الفيديوكونفرنس، موضحاً أن مثل هذه اللقاءات تساهم في تعميق الوعي حول المسائل السياسية والوطنية البارزة.
من جهته لفت الإعلامي عماد أصفر، الذي أدار اللقاء، إلى الإجماع الفلسطيني على رفض الصفقة؛ مستدركاً أنه من المبكر الحديث عن فشلها.
وأشار إلى أن الحصار الاقتصادي الذي يعانيه الفلسطينيون حاليًّا، في ظلِّ وقف المساعدات الأوروبية والأمريكية، وحتى العربية والتي باتت كلّها مرهونة بقرار أمريكي. مذكراً بما حدث في كامب ديفيد والمغريات التي طرحت حينها ورفضها الرئيس الراحل ياسر عرفات آنذاك، حتى قيل له: "ستعود بطلًا لكن وحيدًا".
وتساءل الأصفر عن قدرتنا كشعب فلسطيني على تحمل الضغوطات، وما دور الإعلام في دعم صمود الشعب؟
وقال: "نريد سلطة متقشفة كالمواطن بحيث يتم تجريد الوزراء من كل الامتيازات لحين خروجنا من الضائقة المالية".
ونوّه لجيش الهبد الإلكتروني الذي يسعى لرصد مؤامرات الاحتلال وتكريس الرواية الفلسطينية.
بدوره، أوضح الإعلامي التونسي محمد كريشان أنَّه عند الحديث عن صفقة القرن هناك ملاحظتان، أولاهما: أنَّ هذا التعبير أوَّل من استخدمه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ثمَّ بات محببًا للجهات الإعلامية حتى راج بينها، وثانيًا، نحن لا نستند لمعلومات أكيدة ولا مصادر موثوقة بخصوص الصفقة وبنودها، فما هي إلا مجرد تسريبات متفرِّقة من هنا وهناك، ما يحتم علينا عدم ترديدها لأنَّه يلمعها بأذهاننا.
وعن الملامح العامة لهذه التسوية كما أسماها كريشان والتي لم تُعلن رسميًّا لخّصها بنقاط أهمها:
1. بنود صفقة القرن لا تتضمن دولة فلسطينية فلم يأتِ رئيس أمريكي على ذكر فلسطين من قبل، وهذا يلغي حل الدولتين من وجه النظر الأمريكية.
2. لم تتضمن جلاء المستوطنات بل ضم وتوسعة لها على حساب أراضي الفلسطينيين.
3. القدس تمَّ حسم أمرها أمريكيًّا والاعتراف بها "عاصمة لإسرائيل"، وكل ما تبقى هو التفاوض على حدودها الجغرافية.
4. موضوع اللاجئين غير مطروح بالصفقة وعلى الأرجح هناك حديث عن توطينهم في ظلّ قطع المساعدات والتشاورات الجارية مع الدول الحاضنة لهم.
5. لا يوجد حديث واضح عن العلاقة بين الضفة وغزة ولا حتى عن غزة نفسها مع نيّة مبيتة لتمديدها في سيناء وهذا ما ينفيه المصريون.
"صفقة القرن" خلقت خارج رحم القانون الدولي
وعن دور الإعلام العربي أكَّد كريشان أنَّ علينا كإعلاميين عرب توضيح أنَّ هذه الصفقة ببنودها العريضة المسربة تتنافى مع القانون الدولي، وعن الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ أوسلو.
وأضاف: "علينا تجنّب التكهنات والإغراق بالعاطفة عند الحديث عن بنودها وإغراءاتها، ومن المهم جدًا إبراز الرافضين لصفقة القرن على المستويين العربي و الفلسطيني مع التركيز عليهم.
وتساءل كريشان من يمكن أن يتصدى لصفقة القرن؟ طارحًا ثلاث جهات، فندها على هذا النحو:
أولًا: المسؤولون الفلسطينيون، هناك الكثير منهم يتحدث عن هذه الصفقة كصائب عريقات، ود. محمد شتية رئيس الوزراء الفلسطيني، ونبيل شعث، ولا بد من توسيع الدائرة خاصة لمتحدثين بلغات أخرى لإيصال الرفض لجمهور أوسع على مستوى العالم.
ثانيًا: الفصائل وهي محل إجماع على الرفض ما يحسن الصورة التي شوَّهها الانقسام الفلسطيني.
ثالثًا: شخصيات بارزة من المجتمع المدني الفلسطيني من المؤثرين، بالإضافة للتركيز على وسائل الإعلام الأوروبية الرافضة لسياسة ترامب.
وأكّد على أنَّ الإعلام العربي ليس على قلب رجل واحد إلا أنَّ هذا الصفقة ليست قدرًا محتومًا على الشعب الفلسطيني وسيكون للشعب كلمته.
وأضاف: "الرهان على العمق العربي الرسمي يجب أن ينتهي، فالتعويل الأول والأخير على الشعب الفلسطيني.
وأثار الحضور الأسئلة التفاعلية التي تصبُّ في صلب الموضوع وأجاب كريشان عليها، ما عمّق المعرفة حول صفقة القرن ودور الإعلام العربي في التصدي لها بعد تسليط الضوء على تعاطيه مع بنودها غير الرسمية حتى الآن.