رام الله - النجاح الإخباري - أعلن المتحف الفلسطيني، اليوم الاثنين، عن افتتاح معرضه الفني "اقتراب الآفاق: التحوّلات الفنية للمشهد الطبيعي"، للقيّمة الضيفة تينا شيرويل، والذي يفتح أبوابه للجمهور مساء غد الثلاثاء ويستمر حتى 31 كانون الأول 2019، وذلك في مؤتمر صحفي عُقد في مقر المتحف ببلدة بيرزيت شمال مدينة رام الله.
ويستكشف المعرض التحولات الفنية في المشهد الطبيعي لدى الفنانين الفلسطينيين، والعلاقة التي تربطنا بالمكان والموقع الجغرافي من خلال "ثيمات" المحو والتفتيت والمسافة والانتماء.
ويضم المعرض مجموعة من الأعمال التي تستكشف تطوّر التمثلات الفنية للمشهد الطبيعي الفلسطيني على مدى عقود من الزمن، وكيف شقّت الخسارة والتحوّلات المستمرة في المشهد الطبيعي طريقها في التمثلات الفنية، ويعالج الأسئلة التي ارتبطت بتجربة البعد عن الوطن والمنفى.
وقالت المديرة العامة للمتحف الفلسطيني عادلة العايدي-هنية إن "المعرض هو أول معرض فني صرف في المتحف الفلسطيني، وتكمن أهميته في كونه واحدًا من أكبر المعارض الفنية المقامة في فلسطين من حيث شموليته لأجيال مختلفة من الفنانين الفلسطينيين، ومن خلال احتوائه على أعمال هامة لفنانين فلسطينيين مؤسسين ومعاصرين".
وأضافت: "صحيح أن المعرض مكرّس للحديث عن المشهد الطبيعي، إلا أنه، أيضًا، معرض تمثيلي يقدم صورة شبه شاملة عن الممارسات الفنية في فلسطين، ويتيح فرصة للجمهور للتعرف على تاريخ الفن الفلسطيني".
من ناحيتها، أكدت رئيسة مجلس إدارة المتحف الفلسطيني زينة جردانة، دور المتحف الفلسطيني في تعزيز المعرفة والإبداع كأداة للتغيير، وسط تقلص مساحات سيطرة الفلسطينيين على أرضهم، وتغير المشهد الطبيعي إلى ما لا يريده الفلسطينيون، بفعل ممارسات الاحتلال.
من جهتها، قالت قيّمة المعرض الضيفة تينا شيرول إن المعرض "يوفر لنا تصوير المشاهد الطبيعية عبر العقود لمحة عن تجربة الخسارة والفقد والحنين، التي مثّلت مواضيع بارزة في أعمال الفنانين، حيث اكتسبت تضاريسه مكانة مركزية في تشكيل هوية الفلسطينيين. فالمشهد الطبيعي يمثل، في آن معًا، مساحة واسعة للإسقاطات، وأرضًا تتشكل من طبقات بالغة التعقيد من البقايا والذكريات والتاريخ".
وأضافت: "لفلسطين تاريخ طويل في كونها هدفًا لمطامع الآخرين، ومنذ تأسيسها، انخرطت دولة الاحتلال الإسرائيلي في نحت المشهد الطبيعي المادي، وتحويله عبر مشاريع استيطانية ضخمة، ومصادرة للأراضي، وتدمير للمعالم التاريخية، وصاحب كل ذلك حرب ديمغرافية عبر إخلاء الفلسطينيين وطردهم وعزلهم عن بعضهم، ومن هذا السياق المشحون يتّخذ المعرض نقطة انطلاقه نحو استكشاف كيف تمّ تمثيل المشاهد الطبيعية من قبل الفنانين الفلسطينيين على مرّ العقود".
بدورها، أعلنت مديرة البرامج العامة والإنتاج في المتحف عبير حشاش إطلاق البرنامج العام والبرنامج التعليمي للعام الجاري 2019، والمرافق لمعرض "اقتراب الآفاق: التحوّلات الفنية للمشهد الطبيعي"، والذي سيكون حافلًا بعشرات الندوات والحوارات الفنية وورشات العمل والأيام المفتوحة والمحاضرات والجولات، والتي صيغت جميعها انطلاقًا من "ثيمات" تسعة وضعها المتحف لتؤسس للبرنامج العام والبرنامج التعليمي، وتخدم فكرته المحورية.
وأكدت أن المتحف يهدف في بناء جسر قادر على نقل المعرفة والفنون ووجهات النظر المختلفة إلى فئات واسعة من الجمهور الفلسطيني.
وسبق المؤتمر الصحفي جولة للصحفيين ووسائل الإعلام في أرجاء المعرض برفقة القيّمة وعدد من الفنانين المشاركين، حيث يضم المعرض أكثر من 100 عمل فني تتنوع بين اللوحات، والصور، والرسومات، وأعمال "فيديو آرت"، والأعمال التركيبية، والمنحوتات، وعمل مكلف في حدائق المتحف، قدمها 36 فنانًا فلسطينيًا من فلسطين والشتات.
وبحسب نشرة صادرة عن المتحف، يأتي المعرض ليقدم مرجعًا فنيًا فلسطينيًا متنوعًا، يعرض وجهة نظر فنانين فلسطينيين من أجيال مختلفة عن الأرض وتغييراتها وعلاقة الفلسطيني بها، كما يجمع طيفًا متنوعًا من الفنانين الفلسطينيين، من أجيال مختلفة، ليقدم لنا قراءات مختلفة عن الأرض ومشهدها الطبيعي، ممن عايشوا حقبًا سياسية مختلفة، وولدوا في مناطق جغرافية مختلفة، داخل فلسطين أو في الشتات، وعايشوا تجارب مختلفة مع الأرض والسياسات القائمة عليها، ليقدم المعرض صورة عن فلسطين الأرض في وعي فنانيها.
وشكر المتحف الفنانين المشاركين في المعرض، وهم: أسد عزّي، بسمة الشريف، بشير مخول، بينجي بويدجيان، توفيق جوهرية، تيسير بركات، تيسير بطنيجي، جاك برسكيان، جمانة إميل عبود، جواد المالحي، جوني أندونية، حازم حرب، حسن ضراغمة، خليل ريان، رأفت أسعد، رنا بشارة، رولا حلواني، سامية حلبي، ستيف سابيلا، سليمان منصور، سميرة بدران، سهى شومان، صوفي حلبي، طارق الغصين، عامر شوملي، عيسى ديبي، فلاديمير تماري، فيرا تماري، لاريسا صنصور، ليلى شوّا، منال محاميد، ناصر سومي، نبيل عناني، نداء سنقرط، وليد أبو شقرة، يزن خليلي.