نابلس - النجاح الإخباري - حذر نيكولاي ميلادينوف ، منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط ، بأن آفاق السلام الدائم تتلاشى يوماً بعد يوم ،وفي احاطته أمام المجلس الدولي قال ميلادينوف أن الجهود الراهنة تتركز على منع الانهيار الاقتصادي والانساني في الضفة الغربية وغزة ، وأكد على ضرورة أن يتفهم المجتمع الدولي بأن الطرف الأضعف هو الشعب الفلسطيني ، الذي عاش تحت الاحتلال لأكثر من خمسين عاماً ويحتاج إلى الدعم أكثر من أي وقت مضى.
من جهته أكد المحلل السياسي بلال الشوبكي ل النجاح على رأي ميلادينوف ،وقال أن ما نشهده على أرض الواقع من سياسات اسرائيلية سواءً ما يتعلق بالأمن المالي أو الميداني ، فكل المؤشرات تشير إلى أن حكومة نتنياهو في الآونة الأخيرة تقوم بعمليات عدوانية اتجاه الشعب الفلسطيني ، وبشكل متسارع ، نظراً بأن هناك اجراءات وسياسات تتم في سياق استقطاب اليمين المتطرف باتجاه اعادة انتخاب الليكود أو التحالف مع الليكود في الانتخابات القادمة ،إلا أنه لا يمكن الابقاء على هذا التحليل قائما على استمرار السياسة الاسرائيلية لسنوات طويلة لتقويض البنية المؤسساتية للسلطة الفلسطينية ، خصوصاً في الأيام الأخيرة ، وهناك ضغط على السلطة الفلسطينية بحيث تبدو عاجزة عن تقديم أي خدمات للمواطن الفلسطيني.
وأشار أن الولايات المتحدة واسرائيل تحاول ايجاد بديل للفلسطينيين عن طريق ابعادهم وعدم اعطائهم حقوقهم ،فهم يريدون كيانات سكانية فلسطينية منزوعة السيادة ، بدون أن يكون لديهم هوية وطنية ، فتدار شؤونهم عن طريق البلديات ،وجهات تنسيقية مع الاحتلال ، وتابع :" حتى هذه اللحظة لا بدائل أمام الفلسطينيين سوى خطاب الرئيس عباس الأخير الذي قال فيه أنه لن يقبل أي عملية اقتطاع ،وبالتالي يمكن قراءة البديل من وراء هذا الخطاب، أن منظمة التحرير الفلسطينية ستفتح المجال أمام التنظيمات كافة بفتح المواجهة مع الاحتلال ، ولكن السؤال هل التنظيمات قادرة على فتح تلك المواجهة .
وأوضح أنه لا يوجد الآن خيار بيد الفلسطينيين سوى خيار واحد ، وهو أن يتفقوا على بناء صيغة جديدة مع الاحتلال الاسرائيلي، تتجاوز التعويل على سياسة الانتظار في المعادلة الدولية .
وذكر أن أكبر انجاز لمنظمة التحرير الفلسطينية قبل عدة عقود كان تحويل قضية الفلسطينيين، من قضية انسانية لقضية وطنية سياسية ، وهذا الانجاز يسجل للراحل ياسر عرفات ، وما تقوم به الولايات المتحدة واسرائيل الآن هي اعادة القضية السياسية الوطنية الى قضية انسانية مادية .
وعن الواقع العربي اشار الشوبكي أن الواقع العربي لا يجعل الفلسطيني متفائلا باستحضاره، فهناك الكثير من المشاكل الاقليمية على الصعيد العربي التي أصبحت أولوية ،وأكثر إلحاحا من القضية الفلسطينية ،مثل الملف السوري واليمني والعراقي ، وأيضا الأنظمة العربية أصبحت مكشوفة من الجهة الشعبية ومن قبل الأنظمة الاقليمية ، لذلك على الفلسطينيين الآن أن يعيدوا ترتيب البيت الفلسطيني وترميمه بصيغة جيدة وفقا للحد الأدنى للقاسم المشترك بين الفصائل الفلسطينية.
وشدد على أن الوفاق الوطني ليس خياراً لكي يقال هو انعداما للمؤشرات على امكانية تحقيقه ،فمسألة اعادة اللحمة الفلسطينية هي مسألة حتمية ودون وجهة نظر كهذه سيبقى الفلسطينيين تحت مطرقة الاحتلال ، دون أي قدرة على مواجهته.
ولفت إلى أن ما يجري الآن هو تحويل حركة حماس لحزب حاكم في قطاع غزة وتحويل حركة فتح لحزب آخر يحكم في الضفة ، وهذا اخطر ما تواجهه القضية الفلسطينية ،وكل ما يجري الآن هو اغراق حركة حماس وفتح ،يتمثل في اغراق حماس بغزة عن طريق الحصار والملف الداخلي ، واغراق فتح عن طريق الاقتطاع من المقاصة والاستيطان والاستيلاء على الممتلكات ، وغيرها من الممارسات .