نابلس - النجاح الإخباري - بحث رئيس سلطة المياه الوزير مازن غنيم، مع عدد من المسؤولين العُمانيين، دعم تطوير قطاع المياه الفلسطيني.
جاء ذلك خلال زيارة الوزير غنيم الرسمية لسلطنة عمان على رأس وفد من سلطة المياه، وبحضور سفير فلسطين لدى السلطنة تيسير جرادات.
وتشمل الزيارة التي ستسمر يومين لقاءات رفيعة المستوى مع عدد من الوزراء ورؤساء الهيئات وعدد من المؤسسات البحثية المتخصصة في مجال المياه.
وفي السياق، أعرب أمين عام وزارة الخارجية العمانية ورئيس اللجنة التنفيذية لمركز الشرق الأوسط لبحوث التحلية (مدريك) السيد بدر بن محمد البوسعيدي، عن رغبة بلاده دعم تطوير قطاع المياه الفلسطيني، باعتبار المياه أحد أهم المقومات الأساسية لتحسين الظروف المعيشية اليومية للفلسطينيين، الأمر الذي يصب في تعزيز موقف بلاده الداعم للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني.
وبدأت سلسلة القاءات، بلقاء وزير البلديات الإقليمية وموارد المياه في السلطنة أحمد بن عبد الله الشحي، والذي أبدى استعداد وزراته للبدء في بلورة مذكرة تفاهم مع سلطة المياه لتحديد الإطار العام ومجالات التعاون بين البلدين، والتي تصب في تطوير قطاع المياه الفلسطيني، وذلك بالاستفادة من الخبرة العمانية في العديد من المجالات وعلى رأسها بناء وادارة السدود، في ظل هذه المرحلة والتي تسعى فيها سلطة المياه للبدء في عمل دراسات فنية شاملة، للوقوف على الآليات والخيارات في مجال تطوير السدود في فلسطين، كمصدر من شأنه وقف هدر كميات كبيرة من المياه في الأودية، الأمر الذي من شأنه إيجاد مصدر مائي جديد في ظل الوضع المائي القائم.
كما تناول اللقاء عدد من المجالات الأخرى للتعاون، ومنها الاطلاع على التجربة العمانية في تطوير الأنظمة المتطورة، والتقنيات الحديثة في الحصاد المائي، وادارة النزاعات. كما أبدى الشحي اهتمامه بالاطلاع على التجربة الفلسطينية في مجال اصلاح القطاع، للاستفادة منها في هذه المرحلة، والتي تسعى وزارته إلى إعادة مأسسة القطاع المائي.
وأكد الشحي أنه جاري العمل على دراسة البنود الأولية المطروحة لمذكرة تفاهم بين الطرفين ليتم توقيعها في المستقبل القريب. منوهاً أن هذا التعاون ذات أهمية وأولوية خاصة لوزارته، وذلك باعتبار المياه ملف إنساني، وسياسي يمكن الشعب الفلسطيني من مواجهة السياسات الإسرائيلية المناقضة لكافة الأعراف والقوانين والمعاهدات الدولية.
من جانبه ثمن غنيم، لنظيره الشحي، رغبته في دعم قطاع المياه الفلسطيني، تنفيذا لقرار المجلس الوزاري العربي للمياه في دورته العاشرة، مشددا عل أهمية التكامل والشراكة بين الدول العربية، وخصوصا في قطاع حيوي كقطاع المياه والذي يؤثر على الحياة والتنمية، مؤكدا على أن هذا الدعم يأتي نموذج جديد من المواقف الداعمة للسلطنة والعلاقات الثابتة بين البلدين.
وفي لقائه الخاص مع البوسعيدي، أكد غنيم على أهمية التعاون العربي في مواجهة التحديات القائمة على الأرض وخصوصا في هذه المرحلة الحساسة، والتي تواجه فيها القضية الفلسطينية تحركات سياسية صعبة من عدد من الجهات الدولية، والتي تمس الثوابت الأساسية للقضية وعلى رأسها تهويد القدس، وفي ظل التضيقات الكبيرة على الشعب الفلسطيني والتي كان آخرها رفع قيمة الاقتطاعات من المقاصة بغير وجه حق للتضيق على أبناء الشعب الفلسطيني وكسر صمودهم، مشيدا بالموقف العماني المؤيد والداعم للقضية الفلسطينية على مر العقود.
من جانبه قال البوسعيدي: "أن سلطنة عمان وانطلاقا من الموقف الثابت لجلالة السلطان قابوس، تؤكد أن القضية الفلسطينية يجب أن تكون قضية مركزية في كافة المحافل الإقليمية والعربية، وأننا نسعى من خلال هذه الزيارة إلى فتح الطريق أمام فرص مستقبلية لدعم تطوير قطاع المياه الفلسطيني" . وقد استعرض البوسعيدي رؤية وتطلعات إنشاء مركز الشرق الأوسط لبحوث التحلية، والدور العماني في تأسيسه وتطويره، معربا عن استعداد بلاده لدعم المجالات المستقبلية المطروحة خلال هذه الزيارة.
وخلال اللقاء استعرض غنيم التطورات القائمة على الأرض في العديد من المشاريع الاستراتيجية، وعلى رأسها برنامج المحطة المركزية في غزة، مطالبا بتعزيز الموقف العماني الضاغط على اسرائيل لوقف المعيقات القائمة أمام هذه المشاريع، كما وأعرب عن تطلعه بأن يكون لـ"ميدريك" دور أكبر في خدمة القطاع المائي الفلسطيني في المرحلة القادمة وخصوصا أن التحلية أصبحت خيار استراتيجي.
وفي ختام اللقاء أعرب غنيم عن شكره لوزارة الخارجية العمانية على دعوته لهذه الزيارة، معربا عن تكون نواة لعلاقات ثنائية مثمرة في المستقبل القريب.
ومن المقرر أن يلتقي غنيم غدا مع وزير الزراعة والثروة السمكية في السلطنة، والأمين العام للبحث العلمي، إضافة إلى لقاء الأمين العام لمركز الشرق الأوسط لبحوث التحلية، ورئيس هيئة المياه العمانية.