رام الله - النجاح الإخباري - حذر عدد من السياسيين الفلسطينيين، اليوم الاثنين، من أن مؤتمر وارسو يأتي في اطار "صفقة القرن" لتصفية القضية الفلسطينية.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جمال محسين: إن مؤتمر وارسو يأتي في إطار "صفقة القرن" لتصفية القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي واستبداله بالصراع مع إيران.
وطالب محيسنـ في حديث لإذاعة صوت فلسطين، الدول العربية بالتصدي للحصار المالي الذي تحاول واشنطن وتل ابيب فرضه على شعبنا، وتنفيذ قرارات القمم العربية الخاصة بدعم شعبنا.
وقال: إن الادارة الأميركية وحكومة الاحتلال تحاولان تركيع شعبنا والضغط ماليا ًوسياسياً على القيادة للقبول بصفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية، مشددا على أن القيادة لن توقف رواتب ذوي الشهداء والأسرى، والقيادة لن تستلم أموال المقاصة اذا خصمت منها حكومة الاحتلال فلساً واحداً.
بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني إن مؤتمر وارسو يعتبر مشروعا أميركيا يهدف الى خلق أجواء من التطبيع المبكر بين اسرائيل والدول العربية وحرف البوصلة وتبديل الأولويات بهدف تصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف، أن المؤتمر يهدف إلى خلق تحالف اقليمي جديد يهدف إلى التطبيع وانخراط اسرائيل مع عدد من دول المنطقة في التصدي لإيران، مشدداً على أن المؤتمر ولد ميتاً قبل أن ينجح.
وبخصوص نية حكومة الاحتلال خصم رواتب الأسرى والشهداء من أموال المقاصة، شدد مجدلاني على أن القيادة لن تقبل سياسية الابتزاز وترفض المساس بأموال الشهداء والأسرى باعتبارها قضية اخلاقية واجتماعية قبل أن تكون وطنية.
فتح: مؤامرة وارسو هدفها تصفية القضية الفلسطينية
من جهته، حذر أمين سر المجلس الوطني محمد صبيح من انعقاد مؤتمر وارسو، واصفا إياه بالخطير للغاية، مطالبا الدول العربية بمقاطعته كما فعلت روسيا والصين.
وأكد رفض المجلس الوطني للمؤتمر الذي خططت له اسرائيل وتنفذ مخططاته السوداء الولايات المتحدة الأميركية.
وقال صبيح: إن المؤتمر يهدف الى حشد القوى المشاركة ضد ايران وتصفية القضية الفلسطينية من خلال صفقة القرن وتطبيع الدول العربية علاقاتها مع اسرائيل، معتبرا مشاركة اي فلسطيني في المؤتمر ترقى الى مستوى الخيانة لأن مخرجاته لا تشمل القدس واللاجئين والحصار؛ ما سيعمل على تصفية القضية الفلسطينية بالكامل.
وأشار إلى أن العقوبات التي فرضتها الادارة الأميركية على القيادة وشعبنا هي خطيرة للغاية ومخالفة للقانون الدولي والقرارات الدولية.
وبخصوص قرصنة اسرائيل للأموال الفلسطينية، أكد صبيح أن ذلك يعتبر سرقة بدعم أميركي.
واعتبر نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم، مؤتمر وارسو عنصرا من عناصر صفقة القرن الهادفة لحل اقليمي يقوم على التطبيع مع اسرائيل بمعزل عن حل القضية الفلسطينية واصطناع أهداف ومخاطر وهمية تحت عنوان "تحالف اقليمي في مواجهة الارهاب".
وأضاف، أن هذا المؤتمر هو شكل من أشكال التطبيق لصفقة القرن ويستكمل الخطوات التي قامت بها واشنطن على هذا الطريق بدءا من اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل ومرورا بحربها ضد الاونروا وقرار 194 الخاص بعودة اللاجئين وتشريعها للاستيطان.
وبين نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية أن ما تبقي من صفقة القرن هو الفتات الذي يُراد به إغراء شعبنا تحت مسمى "السلام الاقتصادي"، مجددا التأكيد على موقف جميع فصائل منظمة التحرير بمقاطعة هذا المؤتمر ودعوة الدول العربية إلى مقاطعته وإحباط أهدافه بالتطبيع بين عدد من الدول وإسرائيل.
وأشار إلى أن ما سيجري بالمؤتمر هو إطلاع المشاركين على العناصر الأخرى في صفقة القرن التي ما زالت الولايات المتحدة تحتفظ بها سرا مع أنها لا تتناول إلا الجوانب الهامشية من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في محاولة للحصول على تمويل لهذه الصفقة والترويج لما يسمى "السلام الاقتصادي".
واعتبر عبد الكريم أن الحصار المالي الأميركي على شعبنا والقرصنة الإسرائيلية لأموال المقاصة يأتي في سياق الضغوطات المتواصلة على الكل الفلسطيني من أجل تركيعه وإخضاعه كما يعتقدون لإملاءاتهم التي يفرضونها على شعبنا، مشددا على أنه لا مجال لإجبار شعبنا على التخلي عن حقوقه الوطنية مقابل الفتات من الدولارات.