النجاح الإخباري - يحمل التاريخ في صفحاته الكثير من المفاجآت والوقائع النادرة، وتصادفنا في هذا السياق حكاية إيطالي قاتل في صفوف الفلسطينيين 22 عاما، وبذل الغالي والرخيص في سبيل هذه القضية.
تقول المعلومات المتوفرة عن هذا الإيطالي، إن اسمه فرانكو فونتانا، وإنه ولد في مدينة بولونيا الواقعة شمال البلاد، تبنى القضية الفلسطينية وترك رغد العيش في بلاده لينضم إلى المقاومة الفلسطينية في لبنان، ويقاتل في صفوفها سنوات طوال.
ومن المآثر التي تنسب إلى هذا المقاتل الثوري، إضافة إلى تضحيته بنفسه، أنه باع جميع الأملاك التي ورثها عن والده وتبرع بقيمتها للمخيمات الفلسطينية.
ويقال عن فرانكو فونتانا الذي اعتنق الإسلام واصبح اسمه جوزيف إبراهيم، إنه كان يشتهر بإجادته استخدام سلاح راجمات الصواريخ الكاتيوشا، ودقة تصويبه، وإنه نفذ عدة عمليات قصف استهدف بها العدو الاسرائيلي من جنوب لبنان.
ويروى أنه بعد مرور سنوات على توقف القتال، سعى إلى الالتقاء برفاق السلاح، وبحث عنهم في المخيمات الفلسطينية، وحين التقى بواحد منهم في مخيم مار الياس في بيروت، تصادف أن فارق الحياة هناك في شهر يونيو عام 2015.
وذكر في هذا السياق أن السفارة الإيطالية في بيروت تدخلت في محاولة لنقل جثمانه إلى بلاده، إلا أن نبأ فاجأ الجميع، فقد أوصى فرانكو أن يدفن في فلسطين، وإذا تعذر ذلك، ففي مخيم اليرموك أو عين الحلوة.
كتب هذا المقاتل الحالم، الذي تشبه قصته إلى حد ما المقاتل الثوري تشي غيفارا، في وصيته قائلا: "قد أموت ولا أشهد تحرير فلسطين، ولكن أبنائي أو أحفادي حتما سيرون تحريرها، وعندها سيدركون قيمة ما قدمته لهذه الأرض الطيبة ولهذا الشعب الصلب".