غزة - النجاح الإخباري - أصدر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إحصائية للانتهاكات التي طالت المدنيين والمنشآت المدنية إثر غارات الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو (24) ساعة على مختلف مناطق قطاع غزَّة، مشيراً إلى أنَّ الغارات حتى الإعلان عن اتفاق التهدئة عصر الثلاثاء أدَّت إلى تدمير (9) مبان مدنية ونزوح مائة عائلة في مناطق مختلفة من قطاع غزَّة، فضلاً عن استشهاد (7) أشخاص ووقوع (26) إصابة منها (10) إصابات على الأقل بين المدنيين.
وبحسب الأورومتوسطي، فإنَّ التقديرات الأولى لنتائج غارات الاحتلال الإسرائيلي حتى عصر الثلاثاء (مع الإعلان عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار الساعة (6:00) مساء بتوقيت فلسطين) تشير إلى تدمير (9) بنايات مدنية، تتضمن (80) وحدة بين سكنية ومكاتب، ما نتج عنه نزوح (100) عائلة غزّية من منازلها بسبب تدميرها بشكل كامل نتيجة الاستهداف المباشر، أو بشكل جزئي نتيجة قربها من مكان مستهدف، فضلاً عن تدمير عشرات المحال التجارية بشكل جزئي، وتدمير كلي لنادي رياضي (Gym) ومركز تعليمي للغات يقعان في عمارة اليازجي التي تمَّ قصفها بالطيران الإسرائيلي ليلة الإثنين.
وعبر الأورومتوسطي عن قلقه من التصعيد الحاصل في قطاع غزة ومحيطه وأثر ذلك على المدنيين الذين لم يلتقطوا أنفاسهم بعد من سلسلة الأعمال العسكرية التي استهدفتهم على مدار السنوات الماضية، ودعا المرصد إلى تجنيب المدنيين آثار العمليات العسكرية، منوّهًا إلى ضرورة التزام كافة الأطراف بقواعد القانون الدولي الإنساني، وتجنّب ارتكاب جرائم حرب، مذكّرًا بأنَّ المحكمة الجنائية الدولية تبسط اختصاصها على الأراضي الفلسطينية.
وفي سياق متصل، أدان الأورومتوسطي قيام طيران الاحتلال الإسرائيلي بتدمير مقر قناة "الأقصى" الفضائية وتدمير بناية تتبع لشبكة "الأقصى" الإعلامية بحي النصر غربي مدينة غزَّة.
وشدَّد على أنَّه وبالرغم من تبعية هذه المنشآت لحركة حماس وبثها رسائل إعلامية دعائية للحركة، إلا أنَّها تبقى أعياناً مدنية لا يجوز استهدافها، ما لم تمارس دوراً مباشراً في العمليات العدائية.
ورأت سارة بريتشيت، المتحدثة باسم المرصد الأورومتوسطي، أنَّ هذا الاستهداف يوحي بانتهاكات لاحقة متوقعة أن يخشى جيش الاحتلال الإسرائيلي من توثيقها، مشدِّدة على ضرورة التزام الأطراف بتحييد الإعلام ومؤسساته عن أي عمليات عسكريّة وفق ما تمليه قواعد القانون الدولي الإنساني وواجب حماية الصحفيين.
وبحسب الإحصائية التي نشرها الأورومتوسطي، بدأ استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمنشآت المدنية في قطاع غزَّة مساء يوم الإثنين (12 تشرين ثاني/ نوفمبر)، وذلك بقصف جوي في الساعة (7:35) مساء بالتوقيت المحلي، أسفر عن تدمير منزل سكني شمالي مدينة رفح جنوبي قطاع غزَّة، تبعه قصف آخر في بلدة "بني سهيلا" شرقي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة في الساعة (8:15) مساء، أدَّى إلى تدمير منزل سكني خالٍ في المنطقة، كما جرى تدمير بناية سكنية في حي الرمال غربي مدينة غزة إثر قصف إسرائيلي مباشرة استهدفها في الساعة (9:40) مساء.
وفي صباح الثلاثاء، (13 تشرين الثاني/ نوفمبر)، استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلاً سكنياً بحي الرمال غربي مدينة غزَّة، تلاه بعشرة دقائق (في الساعة 05:28 صباحا) قصف آخر في ذات المنطقة أسفر عن تدمير بناية سكنية من خمسة طوابق.
من ناحية أخرى، قالت بريتشيت، إنَّ منظَّمتها تنظر بقلق بالغ للتحريض الذي تضمنته تغريدة للناطق باسم حكومة الاحتلال الإسرائيلية "اوفير جلندمان"، والتي عرض فيها صوراً لمبان مدنية دمَّرها الاحتلال في حربي (2012 و2014) على غزَّة مرفقاً إياها بعبارة "اشتقتوا؟ متجربوناش" (بمعنى هل اشتقتم لهذه المشاهد؟ لا تجرّبونا).
وقالت بريتشيت، إنَّ الأجدى بقوات الاحتلال أن تخجل من هذه الأفعال التي استهدفت فيها مبانٍ مدنية وأن تحاسب الذين قاموا بها، بدلًا من التهديد بممارستها مجدَّداً، محذرة من أن تكون هذه التصريحات تمهيداً لاستهداف موسع للمنشآت المدنية.
ونوَّهت المتحدثّة باسم الأورومتوسطي إلى أنَّ فريق المنظمة سيعمل على تحديث المعلومات بشكل مستمر وفقًا لتطورات الأحداث على الأرض، وسيرصد الانتهاكات كافة، وينشرها تباعاً لتشكيل ضغط مستمر لوقف الاستهداف المتعمد للمدنيين وإنهاء الحرب على القطاع.
ودعا المرصد الأورومتوسطي الأمم المتحدة، ولجنة التحقيق المنبثقة عن مجلس حقوق الإنسان، إلى العمل على إيفاد بعثة ميدانية إلى قطاع غزَّة لمراقبة الأحداث والانتهاكات عن كثب، والعمل على الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف عملياتها ضد القطاع ورفع الحصار عنه، مشدّداً على أنَّ الأوضاع المعيشية والإنسانية في قطاع غزة "تنوء عن تحمّل أعباء حرب رابعة خلال أقل من (10) سنوات ومن المعلوم جيّداً أنَّ الضحية الأولى لهكذا حرب هم المدنيون".