نابلس - النجاح الإخباري - أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن الجامعة تبذل جهودا حثيثة لمساندة الدول العربية في استرجاع أرشيفاتها الوثائقية المسلوبة والمنهوبة لدى الدول الأجنبية والاستعمارية، مؤكدا أن سرقة التراث الفلسطيني لا يقل أهمية عن سرقة الأرض.
وقال في كلمته اليوم الأربعاء، والتي ألقاها نيابة عنه السفير بدر الدين علالي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الاعلام والاتصال بالجامعة العربية، أمام الاحتفال السنوي بـ"يوم الوثيقة العربية" والذي يعقد هذا العام تحت شعار "القدس عاصمة فلسطين"، وتنظمه الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (قطاع الإعلام والاتصال– إدارة المعلومات والتوثيق) بالتعاون مع الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف "عربيكا"، إنه في سياق المحاولات المستمرة لطمس تاريخ الأمة وتراثها العربي والإسلامي، فلا تزال القضايا المعنية بالأرشيفات العربية المنهوبة لدى الدول الاستعمارية تؤرق الدول العربية المتضررة جراء الاستعمار.
وأضاف، ان جامعة الدول العربية تسعى بالتعاون مع الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف الى بذل جهودٍ حثيثة لمساندة هذه الدول العربية في استرجاع أرشيفاتها الوثائقية المسلوبة، حيث أصدر مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري قرارا مهما وغير مسبوق في شهر مارس 2014 يؤيد الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف في جهوده المبذولة أمام المحافل الدولية والاقليمية للمطالبة باسترجاع الارشيفات العربية المنهوبة لدى الدول الاجنبية والاستعمارية، وتم اعداد استراتيجية عربية متكاملة في هذا الصدد، وتشكيل لجنة تنفيذية للعمل على تحقيق أهداف هذه الاستراتيجية.
وطالب أعضاء اللجنة التنفيذية للاستراتيجية بضرورة اتخاذ كافة التدابير اللازمة نحو سرعة تحقيق خطوات فعلية وملموسة في هذا الصدد، من خلال اجتماع اللجنة الاستثنائي الذى سيُعقد غدا بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، خاصة في ضوء ما يقوم به الكيان الاسرائيلي من تزييف وتشويه للحقائق وحرق الوثائق الفلسطينية التاريخية، وكذلك للتصدي لمحاولات التدمير المستمرة لتراثنا العربي.
وتابع: "يأتي احتفالنا هذا العام بيوم الوثيقة العربية تحت شعار "القدس عاصمة فلسطين" ليؤكد أن قضية فلسطين هي قضية العرب الأولى، ويسلط الضوء على ما تتعرض له المدينة المقدسة من اعتداءاتٍ شرسة وانتهاكاتٍ يومية من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي تمارس سياساتٍ ممنهجة وغير مسبوقة تهدف إلى تهويد وأسرلة القدس بشكل كامل وتغيير معالمها وهويتها العربية والإسلامية والمسيحية، والسطو على كل ما فيها من موروثٍ ثقافي وحضاري في محاولاتٍ مضنية من دولة المحتل لإثبات نظريّات ومزاعم مزيِّفة للحقائق.
وأشار إلى أن جامعة الدول العربية أدانت القرار الذي تبنته الادارة الأمريكية أوائل شهر ديسمبر الماضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية اليها، ورفضه الحكام والرؤساء العرب في قمتهم بالظهران "قمة القدس" رفضا تاما باعتباره قرارا باطلا ومجحفا للحقوق العربية، ويتنافى كلية مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية في هذا الصدد، مؤكدا أن هذا القرار لن ينتقص من شرعية حقيقة أن القدس الشرقية هي عاصمة للدولة الفلسطينية وهى جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
وأكد أن سرقة التراث الفلسطيني لا يقل أهمية عن سرقة الأرض، معتبرا أن تزامن الاحتفال مع ذكرى الاحتفال بيوم التراث الفلسطيني يُمثل فرصة سانحة للتذكير بأهمية الحفاظ على الارث التاريخي الفلسطيني الذي يمثل جزءا لا يتجزأ من تاريخ الشعب الفلسطيني الصامد وتضحياته المستمرة لنيل حقوقه المشروعة.
وأشار إلى التوقيع على مذكرة تفاهم بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومؤسسة أرشيف المغرب، كما أشار إلى عرض فيلمٍ توثيقي قصير بعنوان "القدس عاصمة فلسطين" أعدته الأمانة العامة للجامعة العربية في اطار الخطة الاعلامية الدولية للتصدي لقرار الادارة الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية اليها والتي أقرها مجلس جامعة الدول العربية على المستويين "القمة والوزاري"، موجها الشكر إلى المؤسسات الاعلامية الفلسطينية على تزويد الأمانة العامة للجامعة العربية بمواد فيلمية، والى فريق عمل مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لمكتبة الاسكندرية على الاخراج التنفيذي لهذا الفيلم.
وترأس وفد دولة فلسطين في الاحتفالية، وزير الثقافة إيهاب بسيسو، ومدير عام العلاقات والتعاون الدولي بالوزارة وليد بدوي، ومستشار الوزير صالح نزال، والمدير العام للأرشيف الفلسطيني فواز سلامة، وسفير دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية دياب اللوح، وضحى جراد من مندوبية فلسطين بالجامعة.