نابلس - النجاح الإخباري - رحب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة منح دولة فلسطين (العضو المراقب) صلاحيات قانونية إضافية للنهوض بمسؤولياتها والنجاح برئاسة مجموعة ال(77+ الصين).
واعتبر عريقات تصويت (146) دولة لصالح القرار مقابل (3) دول ضد القرار (أميركا، إسرائيل، وأستراليا)، جاء بمثابة رسالة مدوية وقوية من المجتمع الدولي بأنَّ إدارة الرئيس الأميركي ترامب وحكومة إسرائيل، تقفان على الجانب الخاطئ للتاريخ، باستمرار محاولاتهما عرقلة تجسيد استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران (1967)، وأنَّ سياستهما وممارستهما لن تخلق حقًا ولن تنشئ التزامًا، مهما كانت فداحة النتائج التدميرية على أمن واستقرار دول وشعوب المنطقة على المدى القصير.
وأدان عريقات بشدّة تصريحات نتنياهو حول أبناء شعبنا المسيحيين في مؤتمر مُشين سمّي بـ "قمة الإعلام المسيحي"، مؤكِّدًا على أنَّ كلَّ فلسطيني بغضّ النَظر عن ديانتهِ هو جزء أصيل ولا يتجزأ من شعب فلسطين في الوطن والمنفى.
وأشار إلى أنَّ رئيس وزراء الاحتلال يتعمد تشويه الحَقائق عن طريق استخدام المسيحيّة لدعمِ تصريحاتِه العنصريّة والمعادية، واصفًا تصريحاته حولَ الفلسطينيين المَسيحيين وبيت لحم بالتصريحات الواهية والتي تنم عن عقلية عنصرية.
وقال: "إنَّ دولة إسرائيل قامت على أساس الاقتلاع والتهجير القسري للفلسطينيين، بما في ذَلِكَ أبناء شعبنا المسيحيين الذين طهرت منهم إسرائيل عرقياً عشرات العائلات منذ النّكبة عام (1948)، والذين أصبحوا يعيشون اليوم كلاجئين في مخيمات ضبيية والبصّة ومار الياس في لبنان وغيرها من المناطِق. وفي أعقاب احتلال عام (1967) ومَشروع الاستيطان الاستعماري، شنَّت إسرائيل حملة واسعةِ النِّطاق للاستيلاء على الأراضي وإقامة جدار الضم والتوسع على أراضي بيتَ لحم وأقامت (18) مستوطنة استعمارية غَيْر قانونيَة في أنحاء المدينة".
وتابع: "ترفض إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، إعادة لَم الشّمل للعائلات الفَلسطينية، وهو ما أثّر بشكلٍ خاص على الوجود المسيحي الفلسطيني في الْقُدُس المحتلة، حيث يمنع عشرات الآلاف من المسيحيين الفَلسطينيين من الصّلاة في الأماكن المقدسة بسبب سياسة إسرائيل العُنصرية التي تقسّم العائلات وتمنع عودة الفلسطينيين لأَنَّهُم "من غير اليهود"، وبعدَ إقرار قانون "القومية العنصري"، وبدعم من حلفائها في إدارة ترمب، ما تزال حكومة الاحتلال تواصل استخدام الدِّين لتبرير جرائمها وانتهاكاتها الممنهجة لحقوقِ الشعب الفلسطيني".
ونوّه عريقات إلى أن هذا المؤتمر قد شارك فيه مجموعة من المسيحيين الأجانب في أنشطة تهدف إلى تطبيع "الابارتهايد" في فلسطين من خلالِ زيارتهم للمستوطنات غيرِ قانونيّة، وجدار الضم والتوسع حولَ مدينة بيتَ لحم، "إن تقديس الأبارتهايد أمر معيب".
من جهة أخرى، أعرب عريقات عن رفضه الشديد لاستخدام رئيس الوزراء الأسترالي القدس كأداة رخيصة لخدمة السياسة الداخلية، وذلك في انتهاك لالتزامات أستراليا بموجب القانون الدّولي ولا سيما قرار مَجلس الأمن (487).
ودعا عريقات جميعَ الشّعوب المحبّة للسلام، بما فيهم الزّعماء الدّينيين حولَ العالم لرفعِ صوتهم والتعبير عن رفضهم لاستغلال الدين في تبرير اضطهادِ شعب فلسطين.
وقال: "إنَّ تزايد عدد السياسيين المؤيدين للشعبويّة اليمينيّة يشكّل خطرًا داهمًا على السّلام العالمي من خلال اتّخاذ قرارات عمياء، منها تلك التي اتّخذت بحقّ القدس عاصمة الدّيانات السّماوية الثلاث، وهذا ما يجب مواجهته".