النجاح الإخباري - زار المفوض العام للأونروا بيير كرينبول، مخيم اليرموك جنوب دمشق، اليوم الثلاثاء، في أول زيارة لمسؤول أممي رفيع المستوى منذ سنوات، حيث يمثل هذا المخيم رمزاً ثابتاً للشتات الذي يعاني منه لاجئو فلسطين كما ويمثل الخسارات البشرية المتزايدة بسبب الصراع المدمر في البلاد.
وقال كرينبول "إن حجم الدمار في مخيم اليرموك لا يوازيه إلا القليل جداً مما رأيت في سنوات عديدة من العمل الإنساني في مختلف مناطق النزاعات".
ولحق هذا المخيم، البالغ عدد سكانه (160,000) لاجئ فلسطيني دمار كامل. فحيثما تنظر فإن الرعب الذي عايشه سكان مخيم اليرموك واضح للجميع.
وأضاف المفوض العام "مرة أخرى يتعرض لاجئو فلسطين إلى صدمة التشرد وفقدان الأقارب والمنازل وسبل العيش". مؤكداً "في كل زيارة إلى سوريا خلال السنوات الماضية، ومرة ??أخرى خلال هذه الزيارة، تحدث لاجئو فلسطين عن الفخر الذي يمثله مخيم اليرموك في تاريخ هذا المجتمع"، وأضاف "واليوم فهم يعبرون عن القلق العميق حول ما يخبئه المستقبل القريب والبعيد وحيال احتمالات العودة وإعادة الإعمار".
والتقى المفوض العام للأونروا خلال زيارته لسوريا لمدة ثلاثة أيام من 1- 3 تموز، مع اللاجئين الفلسطينيين وطلاب الأونروا وموظفيها، بالإضافة إلى عقد لقاءات مع مسؤولين من الحكومة وعدد من الدبلوماسيين.
كما وزار كرينبول منطقة يلدا للقاء اللاجئين الفلسطينيين النازحين من مخيم اليرموك، واثناء حديثه معهم خلال توزيع المساعدات في يلدا، استمع لقصص يغلفها اليأس ولا يمكن تصورها، من أشخاصٍ واجهوا الظروف القاسية والمعاناة والألم داخل مخيم اليرموك على مر السنين: "لقد كان مهم جداً للأونروا أن تتمكن من الوصول إلى اللاجئين الفلسطينيين مرة أخرى في يلدا. إن تقديم المساعدة الضرورية لأشخاص تعرضوا لمثل هذه الظروف الصعبة والقاسية لهو من صلب مهمتنا".
كما زار كرينبول أيضا مخيم سبينة إلى الجنوب من دمشق والذي شهد الصراع فيما مضى وحيث تم السماح للاجئين الفلسطينيين بالعودة إليه. قامت الأونروا بإعادة تأهيل المنشآت الرئيسة: المدارس والعيادات والمراكز المجتمعية وتوفير الخدمات الحيوية لما يقارب 10 آلاف لاجئ فلسطيني والمساعدة في إعادة تأسيس نمط الحياة الطبيعية لمجتمع عانى من صدمات عميقة. وقال المفوض العام "إن الأثر الذي يتولد من الأشخاص العائدين إلى ديارهم، غالبا بعد سنوات من النزوح الداخلي، لهو مهم جدا وإن الخبرة الطويلة للأونروا في سوريا قد سمحت لنا بأن نلعب دورا داعما ومهما لمجتمع اللاجئين في سبينة."
وعقد المفوض العام لقاءات مع موظفي الأونروا في دمشق ويلدا وسبينة، وكذلك مع الموظفين من حلب ودرعا وحمص، حيث كان الهدف من تلك اللقاءات أولاً وقبل كل شيء للتعبير عن احترامه العميق وتقديره لإرادتهم الرائعة ولشجاعتهم خلال سنوات الصراع. وفي الوقت الذي تواجه فيه الوكالة أزمة مالية غير مسبوقة، فقد أعرب الموظفون عن مخاوف عميقة بشأن تأثير الأزمة على استمرارية الخدمات. وقد أطلعهم المفوض العام على آخر التطورات في الجهود المبذولة لحشد التمويل الإضافي اللازم، مشيراً إلى أن الأونروا ستطرق جميع الأبواب وتتواصل مع كل الجهات المانحة الحالية والمحتملة قائلاً: "لا أستطيع أن أتخيل نفسي وأنا أقول لطلابنا الفخورين بأنفسهم بأننا فشلنا في الإبقاء على المدارس، المهمة جداً في حياتهم، مفتوحة ومتاحة لهم."
والتقى المفوض العام في دمشق مع نائب وزير خارجية والمغتربين فيصل مقداد، ومع وزير الإدارة المحلية والبيئة، حسين مخلوف، والسيد علي مصطفى المدير العام للهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب.
وكانت هذه الاجتماعات فرصة مهمة لمناقشة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، والحاجة إلى الخطوات المتواصلة لضمان أمنهم وحمايتهم، وكذلك الوصول إلى بعض المناطق الحساسة حيث يتواجد اللاجئون الفلسطينيون. ركزت هذه الاجتماعات بشكل خاص على مخيم اليرموك واحتمالات العودة للاجئين الفلسطينيين. وأكد المفوض العام الإرادة القوية للأونروا لدعم مجتمع اللاجئين الفلسطينيين، كما وأكد على استعداد الوكالة لإجراء تقييم أوسع للأوضاع في اليرموك عندما تسمح بذلك الظروف الأمنية وتوفر سبل الوصول العامة.
وأعرب السيد كرينبول عن تقديره لدعم الحكومة فيما يتعلق بالموافقات الممنوحة مؤخراً لإتاحة الوصول إلى يلدا وعبر عن استعداد الأونروا لتقديم دعم إضافي للاجئين الفلسطينيين في درعا وحولها، والذين يعانون حاليا من مشقة ومخاطر كبيرة في ضوء تصاعد العنف في جنوب سوريا.
وأثناء تواجده في سوريا فقد دعا المفوض العام، العالم للحفاظ على التزامه ودعمه للاجئين الفلسطينيين قائلاً "إذا كنا جادين في عدم التخلي عن أي شخص فيجب علينا أن نوازي شجاعة طلاب الأونروا التي لا مثيل لها وعلينا الاحتفال بمهاراتهم. يجب الإبقاء على برنامج الأونروا للتعليم وعلى الخدمات الأخرى فهذه مسألة حقوق وكرامة."