النجاح الإخباري - لشهر رمضان نكهته الفريدة بكل تفاصيله من سهرة الأحباب، والصلاة في المساجد، واللمة الحلوة، تزيين المنازل بمصابيح ونجوم وهلال مضيئة براقة، حتى لسفرته نكهتها الخاصة بما تحتويه من أصناف هي ليست بعيدة عن المتناول ولكن هذا الشهر الفضيل يبرزها ويعطيها مكانتها.
تحتلف الأشكال والألوان والأصناف على مائدة رمضان، ولكن يبقى هناك ما هو مشترك بين أغلب المنازل الفلسطينية، كالتمر، الخروب، القطايف.
التمر
يعتبر التمر قاسماً مشتركاً بين الموائد الرمضانية في معظم البلدان الإسلامية، وبارك الله بهذه الحبة في القرآن، وأوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، وورد في فضل التمر و أكله:
- قال تعالى مخاطباً السيدة مريم عليها السلام : ( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا).
- ما رواه ابن ماجة، أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " كُلوا البلح بالتمر فإنَّ الشيطان يقول بقي ابن آدم يأكل الجديد بالعتيق ".
- عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " خير تمراتكم البُرنيُّ ، يذهب الدّاء ."
- من السنة المطهرة أن يفطر الصائم على العجوة، أو التمر، قال صلى الله عليه و سلم : " من وجد تمراً فليفطر عليه، و من لا يجد فليفطر على الماء فإنه طَهورٌ".
والتمور مهمة جداً في رمضان لأسباب دينية ولأسباب صحية وعلمية أيضاً، إذ لا تتوقف مؤسسات التغذية العالمية والمواقع المتخصصة عن إسداء النصائح ونشر الدراسات حول العادة الإسلامية والنبوية في تناول التمر خلال شهر رمضان.
ونقل موقع "هاف بوست" عن أخصائية التغذية أنار أليدينا، تأكيدها على أهمية إنهاء الصوم بحبات من التمر، فبحسب الأخصائية، فان التمر مصدر سريع للطاقة من خلال البوتاسيوم والفيتامينات "أ"، و"ب"، و"ك"، كما أنه يتوفر على مستويات هامة من السكر الطبيعي، في وقت تدعو فيه مراكز التغذية لتجنب السكر الصناعي عند وقت الإفطار.
وينصح موقع "نيستله" الغذائي، بتناول حبتين من التمر قبل أي شيء آخر عند لحظة الإفطار، خصوصاً لأولئك الذين يعانون من آلام في الرأس أو الدوار بسبب انخفاض مستويات السكر خلال ساعات الصيام.
كما تُذّكر قناة "إن دي تي في" الهندية بأن ساعات الجفاف التي يعيشها الجسم خلال ساعات الصيام تحتاج مركبات غذائية خاصة، وهو ما يوفره التمر عند تناوله في السحور ووجبات ما قبل الفجر.
عصائر مميزة
هذا وتحتل مشروبات الخروب والتمر الهندي والكركدي والعليك، مكانة كبيرة على موائد المسلمين في رمضان، ويزداد الإقبال عليها في الشهر الفضيل، وتعتبر من المشروبات الشعبية المفضلة على موائد الإفطار لتعويض الصائمين عن السعرات الحرارية المفقودة.
بالإضافة لعصير "قمر الدين" الذي يعود أصله إلى شام، ويعود سبب التسمية لحكاية تاريخية، إذ يقال إن أحد الخلفاء الأمويين كان يأمر بتوزيع مشروب المشمش فور ثبوت رؤية هلال رمضان، ولذلك، أطلِق عليه اسم قمر الدين، وارتبط بشهر رمضان والهلال الدال عليه.
صحن الحمص
وهو ليس جديداً على الفلسطينيين أن تكون موائد إفطارهم الصباحية من الحمص والفلافل الشعبية، لكن شهر رمضان يجعل من حضورها فرضاً، فتصبح موائد إفطار رمضان حبات الفلافل، والحمص المزين بزيت الزيتون والفلفل.
المخللات
وتشترك الأسر الفلسطينية خلال شهر رمضان المبارك، بوجود صنف "المخللات" والتي تلقى إقبالاً واسعاً في الشهر الفضيل، حيث يجمع المواطنون على أن هذا الصنف من الأطعمة يضيف نكهة خاصة ومذاقاً مميزاً، حيث تزداد رغبتهم بتناوله خصيصاً مع وجبات الافطار والسحور.
القطايف
أما القطايف.. الاسم الذي يكاد يكون مرادفا لرمضان في الدول الإسلامية، حيث تعتبر الحلوى الرئيسية وطبقا لا يغيب عن موائد الفقراء والأغنياء في رمضان بهذه الدول، فهي تعتبر من الحلويات المشهورة التي تناسب أجواء شهر رمضان المبارك، وهي تعتبر من طقوس هذا الشهر الفضيل، ويتم تناولها بعد وجبة الإفطار وعلى السحور، وهي من الحلويات المحببة والمميزة.
بعض الروايات تقول: إنّ حلويات القطايف تعود للعصر العباسيّ ومنهم من يقول: الأمويّ والدمشقيّ، ويقال: إنّ أول من تناول القطايف هو الخليفة الأمويّ سليمان بن عبد الملك سنة (98 هجري) في رمضان، وهناك العديد من الروايات حول تسمية القطايف بهذا الاسم، حيث إنّ هذه الرواية تعود للعصر الفاطميّ، عندما كان الطهاة يتنافسون في تحضير أنواع الحلويّات في الشهر الفضيل، وكانت فطيرة القطايف من ضمن هذه الحلويّات، وتمّ تحضيرها بشكل جميل ومزيّنة بالمكسّرات ومقدّمة بطبق كبير، وكان الضيوف يتقاطفونها بشدّة للذّتها لذا أُطلق عليها هذا الاسم وتشتهر بها حالياً محافظة حماة السورية.