النجاح الإخباري - لطالما اعتاد الإعلام الفلسطيني على التعامل مع ماكينة الدعاية الإسرائيلية التي تستهدف النضال والبقاء الفلسطيني منذ اليوم الذي اطل فيه علينا الاحتلال برأسه الأسود.
وتؤكد التجربة أن الدعاية الإسرائيلية والفبركات الاعلامية لدولة الاحتلال لم تتوقف يوما ،وتشتد أكثر عند القرارات المفصلية والمنعطفات الهامة.
تاريخ حافل من الأخبار المفبركة والمدسوسة والشائعات التي لم يكن بدايتها اتهام الرئيس الراحل ياسر عرفات والتشكيك بوطنيته وبفلسطينيته وديانته فتارة زعمت أن الرئيس عرفات يهودي من المغرب ،وتارة أخرى قالت أنه اعتنق المسيحية ،ولم تكن نهايتها اتهام عقيلته السيدة سهى عرفات بعشرات الاتهامات والفبركات حيث طالتها ماكينة الدعاية الإسرائيلية باتهامات لاحصر لها خاصة في الفترة التي سبقت الانتفاضة الثانية مع وصول المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية إلى طريق مسدود،فتارة تحدث الإعلام الإسرائيلي عن ملايين الدولارات التي تمتلكها سهى عرفات وتارة أخرى أساءت لها بشكل شخصي ومعنوي،فيما أثبتت الوقائع أن السيدة سهى تعيش مع ابنتها بعد وفاة الرئيس الراحل في شقة متواضعة وتعتاش على راتب الرئيس الراحل،فأين الملايين التي تحدث عنها اعلام الاحتلال؟
الرئيس محمود عباس كذلك طالته حملة شرسة من الاتهامات والاكاذيب الملفقة ،لم يكن اولها اتهامه بـ"البهائية" ،ولم يكن آخرها الحملة الدعائية التي طالت مرضه عقب الخطاب الذي ألقاه في مجلس الامن مؤخرا،خصوصا مع تصاعد الخطوات الدبلوماسية التي قام بها الرئيس في مواجهة صفقة القرن.
ذات الحملة وبذات الأسلوب تتناول الآن رئيس الوزراء د.رامي الحمدالله في ضوء ارتفاع شعبيته عقب محاولة الاغتيال التي تعرض لها مؤخرا في قطاع غزة باتهامات تمس شخص رئيس الوزراء وسمعته.
الاحتلال الإسرائيلي يسعى دائما لمحاولة خلق وزرع حالة من الشك بين الفلسطينيين وقيادتهم ،هذا هو المطلوب دائما حالة من عدم الرضا والشك تجاه القيادة، وانحسار التأييد من أجل سهولة تمرير الأفكار والمخططات الاسرائيلية.
اليوم في عصر التقنية السريعة، كشف هذه المحاولات بات أسهل وأسرع، فخلال وقت قصير تبين أن الحساب الذي نشر التغريدة المسمومة المتعلقة برئيس الوزراء هو حساب وهمي ،فلا يوجد صحفي يدعى شالوم جولدشتاين ،وبعدة نقرات على موقع "جوجل" ستكتشف أن الاسم المذكور هو لعقيد اسرائيلي أشير إليه في ترجمة معدة حول مجزرة الحرم الإبراهيمي.
وبسؤال بعض المختصين والخبراء في الترجمة الإسرائيلية أكدوا أن هذا الاسم ليس صحافيا ولم يسمعوا به من قبل!.
بعد كشف الحقيقة عادت اسرائيل مرة اخرى من خلال الصحفي الذي نشر الخبر أول مرة نقلا عن الشخص المزعوم غولدشتاين وهو الصحفي يوني بن مناحيم ،الذي جاء هذه المرة بطريقة جديد حيث قال أن نشر هذه الشائعة يقف خلفها اثنين من المسؤولين الفلسطينيين يسعيان لتصفية رئيس الوزراء رامي الحمدالله ،متساءلا "هل ستنكشف الحقيقة؟"!
يوني بن مناحيم هو ضابط سابق في المخابرات الإسرائيلية ،حذر منه اللواء منذر ارشيد الذي كتب على صفحته على "فيسبوك" قائلا:" يوني بن مناحم..مدرسة شيطانية إعلامية كاذبة ومن يتعامل مع أخباره بأنها حقائق فهو خائن لدينه ووطنه..أعرفه جيداً في أريحا ..فلا تصدقوه".
في ضوء الحديث عن الخلافات العاصفة بين فتح وحماس والجبهة الشعبية حول عقد المجلس الوطني، وما سيليه من انتخاب لجنة تنفيذية جديدة لمنظمة التحرير في هذه الظروف الحاسمة ،مسيرات العودة الكبرى والإحراج الكبير الذي يطال إسرائيل دوليا ،قرب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإعلان غواتيمولا وهندوراس رغبتهما في نقل سفارتيهما إلى القدس بالتزامن مع نقل السفارة الامريكية،ما الذي تسعى إسرائيل للتغطية عليه الآن بإشغال الشارع الفلسطيني بهذه الشائعات؟
التلقي الفلسطيني للشائعة والتعامل مع الأخبار الإسرائيلية الموجهة يحتاج إلى مراجعة كبيرة،فلا يمكن استمرار التعامل مع الاخبار الإسرائيلية الموجهة من العدو على انها مسلمات بهذه الحالة الغريبة واللامنطقية،خاصة عبر شبكات التواصل الاجتماعي،وهي حالة تحتاج إلى مراجعة وتوعية من خلال جميع الهيئات والمؤسسات ذات الصلة.
وهنا نستعرض جزء من الدعاية الإسرائيلية الموجهة التي استهدفت القيادات الفلسطينية خلال الأعوام الاخيرة: