منال الزعبي - النجاح الإخباري - يبحث الناس عن فرص للتجمع واللقاء والتي باتت صعبة في زمن التكنولوجيا وما فرضته من عزلة على أفراد الأسرة الواحدة.
وفقدت الكثير من المناسبات الدينية والاجتماعية بريقها وحضورها في حياة الناس.
ومع غرة شهر شعبان وهو الشهر الثامن من السنة القمرية أو التقويم الهجري. وسمي هذا الشهر بشعبان لتشعب القبائل العربية وافتراقها للحرب بعد قعودها عنها في شهر رجب حيث كانت محرمة عليهم.
حوّل أهل مدينة نابلس هذا الشهر إلى موروث اجتماعي حافظ لفترات طويلة على النسيج الاجتماعي بين الناس، حيث العزائم واللمات العائلية التي تعزز صلة الرحم تمهيدًا لأجواء رمضانية أجمل، وهو فرصة لإصلاح الخلافات الأسرية وإنهاء الخصام قبل الشهر الفضيل ليكون شهر العبادة بامتياز، ويطلقون على هذه الولائم "الشعبونية"
وتتقاطع طقوسها عند جميع العائلات النابلسية في كثير من الأمور مع أنها تختلف في بعض التفاصيل الصغيرة، تشاركهم فيها مدينة الخليل.
طقوس وأجواء
تبدأ الشعبونية بالفطور وغالباً ما يكون عبارة عن "حلاوة الزلابية"
لكن الغداء لا بد أن يتخلله تناول الوجبات الدسمة التي تتضمن لحوماً تطهى بشكل مختلف من بيت لآخر.
ونقلًا لآراء البعض قالت السيدة سوزان بيتاوي: "العبرة مش بالأكل، بقدر ما هو لمّة حلوة وبصفي النفوس، وبتحس بالقرب."
وقال السيد محمد النعنع: "ما في بعد شعبان واللمّات، رح اعزم بناتي واولادهم ونعملهم عكوب واوزي، ولابد من التحلاية النابلسية."
وقد اعتاد النابلسيون تقديم الحلويات ومن بينها "المدلوقة"، في جلسة تضم المكسرات والأرجيلة بأجواء المرح والدفئ العائلي.
وغالباً ما تحضر المدعوات لقضاء الشعبونية قبل هذه المناسبة بيوم واحد، ومن ضرورات هذا التقليد المحلي تناول القهوة السادة بعد الغداء، يتبعها أحيانا الرقص والغناء.
وتتخلل هذا الشهر حركة اقتصادية نشطة في الأسواق، تجعل هذا الشهر عاملًا من عوامل نشاط السوق خاصة سوق الحلويات.
إلا أن هذا التقليد انحصر بعض الشيء لظروف وأسباب كثيرة.ما يدعونا إلى إحيائه لإعادة بناء شبكة العلاقات الاجتماعية وتعزيز القيم المجتمعية التي تحافظ بدورها على الروابط الاجتماعية، في وقت أصبح فيه تقديم الواجب والتواصل بين الناس بمختلف المناسبات عبر منشور أو اعجاب في العزاء والتهاني
وكان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى الشيخ محمد حسين، أعلن أنَّ اليوم الثلاثاء (17نيسان 2018م) هو غرة شهر شعبان لعام 1439 هـ.
