مهند ذويب - النجاح الإخباري - تحدّثت تقارير أمريكية وإسرائيلية نقلها موقع "تيك ديبكا" العِبري عن تأجيل الرّئيس الأمريكي دونالد ترامب طرحه لصفقة القرن، فجيسون غرينبلات المَبعوث الأمريكي الخاص إلى الشّرق الأوسط أبلغ مجموعة من ممثلي دول الشّرق الأوسط الذين حضروا إلى البيت الأبيض في الاجتماع الأخير بشأن قطاع غزة بقرار ترامب تأجيل طرح صفقة القرن.
صفقة القَرن التي دار الحديث عَنها في الآوِنة الأخيرة بشكل كبير وموسّع ما هِي إلّا مقترحات إسرائيليّة طرحها الجنرال الإسرائيلي إيغورا آيلاند عام 2009 عَن مركز بيجن – السادات للأبحاث، تحدّثت عن نقل أراضٍ بمساحة 720 كم2 من سيناء إلى غزّة، مقابل أراضٍ من النّقب، وتحدّثت عن مصالح اقتصاديّة للدّول العربيّة، وإسرائيل على حدٍ سواء.
تأجيل صفقة القرن فتح المَجال واسعًا لتحليل أسباب هذا التأجيل، البعض تحدّث عن أولويات أمريكيّة حاليّة كإيران ومشروعها النّووي، وكوريا الشّماليّة، وتحدّث آخرون أنّ التأجيل جاء بتفاهم مع إسرائيل وأطراف عربيّة لاكمال خطوات صفقة القرن من طرف واحد، دون موافقة الفلسطينيين أو التّفاوض معهم، خاصّة في ظل رفض السّلطة الفلسطينيّة للولايات المُتّحدة كراعٍ للمفاوضات بعد إعلان ترامب الأخير، ورفض بعض الدّول الأوروبيّة لصفقة القرن؛ لأن ما تسرب عنها يتعارض مع القرارات الدّولية حول الصّراع، كما يتعارض مع مرجعيات التّسوية.
الكاتِب والباحث في الشّؤون الإسرائيليّة أمجد الأحمد قال في تصريح خاص لــ" النّجاح الإخباري": " إنّ تأجيل طرح صفقة القرن جاء لعدم إحراج الدّول العربيّة التي يطلق عليها الدّول المُعتدلة، فصفقة القرن تشبه تمامًا بالأرقام والمساحات خطة إيغورا آيلاند بحسب التّسريبات التي تحدّثت عنها، ولا حاجة الآن للإعلان عنها؛ لأنّه يتم تطبيقها على الأرض ضمنيًا منذ مدّة جيّدة من الزّمن.
وبحسب الأحمد، فإن الخطوة الأولى تمثلت بجدار الضّم والفصل العنصري، ثم الانسحاب أحادي الجانب من غزّة، والثالثة كانت إعلان ترامب الأخير، والخطوة الرّابعة ستكون ضم مناطق (ج) بتشريع من كنيست الاحتلال بعد أن أنهت إسرائيل بناء الطّوق الاستيطاني حول القُدس، وأصدرت في شباط الماضي قانون جامعة "إيرائيل" الذي ضمّ مؤسسات التّعليم في المستوطنات إلى مجلس التّعليم العالي في إسرائيل، وما يؤكّد ذلك تصريح جون بولتون الذي تمّ تعيينه مؤخرًا مستشارًا للأمن القومي الأمريكي بأنّ حل الدّولتين قد مات، وأنّ الضفة للأردن، وغزّة لمصر "
وأضاف: " ترامب تحدّث مؤخرًا عن نجاحه بإزالة القُدس عن الطاولة -على حد تعبيره - وأعتقد أنّه أيضًا بدأ بإزالة قضيّة اللاجئين بعد منعه للدّعم الأمريكي عن الأنروا، كل هذه الخطوات على الأرض ستضع الفلسطينيين والدّول العربيّة والأوروبيّة على حدٍ سواء أمام واقع جديد على الأرض، وتضع سقفًا محددًا لأي مشروع تسوية، أو مبادرة سلام ".
وعن دور السّعوديّة في صفقة القرن قال: " إنّ ترامب أولى أهميّة للسّعودية وتحديدًا لمحمد بن سلمان، فكانت زيارة السّعوديّة من أولى زياراته الخارجيّة، وإنّ له أهداف عديدة أبرزها الدّعم المالي، والنّفط، أمّا بخصوص صفقة القرن فالسّعودية معنيّة بتأجيل طرحها؛ لأنّها ستكون مضطرة للوقوف ضدّها ظاهريًا، وهذا من المُمكن أن يعيق ما يطلق عليه عصرنة السّعوديّة أو السّعوديّة 2030".
الكاتب أبو رمان: الإدارة الأمريكية قد تتراجع
وفي تصريح خاص لــ"النّجاح الإخباري" قال الكاتِب الأردني حمزة أبو رمّان: " إنّ التّسريبات التي تحدّثت عن تأجيل صفقة القرن أمر مبشّر، ويدل أنّ الإدارة الأمريكيّة قد تتراجع عن صفقة القَرن بعد الرّفض الشّعبي والرّسمي والدولي لإعلان ترامب القدس عاصِمة لإسرائيل، وبعد قرار الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة بشأن القُدس".
وقال أبو رمّان إنّه: "التقى أمس بالرّئيس الفلسطيني محمود عبّاس، وأكّد على وحدة الشّعبين الأردني والفلسطيني، والارتباط الوثيق بين مصير الشّعبين".
القيادة الفلسطينيّة علّقت على تسريبات تأجيل صفقة القَرن، فقال مستشار الرّئيس الفلسطيني للشؤون الدوليّة والعلاقات الخارجية نبيل شَعث: " إنّ هناك فرق بين ما تعلنه واشنطن، وبين ما تستطيع فِعله على الأرض"، وأوضَح أنّ: " القيادة الفلسطينية أبلغت الولايات المتحدة من خلال رؤساء الدّول العربيّة والحكومات الأوروبية، أنه لا يمكن فرض تطبيق ما تُسمى صفقة القرن على الطرف الفلسطيني، والقيادة لن تَستبعد الولايات المتحدة، ولكنها لن تقبل بوجودها إلا ضِمن إطار دولي إلى جانب روسيا والصين والهند والدّول الأوروبية وغيرها من الدّول التي تشكل التّوازن العالمي الجَديد للقوى".