النجاح الإخباري - - قال التقرير الأسبوعي الصادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، الذي يغطي الفترة من 2 شباط وحتى 9 شباط الجاري، إنه في سياق استغلال إعلان الإدارة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى القدس المحتلة، تواصل حكومة إسرائيل تسريع وتيرة مشاريعها التهويدية على المدى البعيد للمدينة المقدسة بشكل عام والبلدة القديمة في القدس المحتلة بشكل خاص.
وأوضح التقرير أن بلدية الاحتلال في القدس وما تسمى "سلطة تطوير القدس" تخططان لإقامة متنزه في جبل الزيتون، يربط بين موقعين استيطانيين لليهود داخل حي الطور بالمدينة، مشيرا إلى أن المتنزه المشار إليه سوف يقام على المنحدرات الغربية لجبل الزيتون، وبين الحي الاستيطاني "بيت أوروت" (بيت بطريرك الأرمن سابقا) الواقع في حي الصوانة على الجانب الأيسر للشارع الرئيسي المؤدي للطور، وبين المستوطنة الجديدة "بيت هحوشن" الواقعة مقابل جامع الفارسي، ومن المتوقع ان يطلق عليه اسم "عوزيه" أو متنزه "امتساع هوغيه"، حيث تهدف حكومة إسرائيل وبلدية الاحتلال من إقامة هذا المتنزه إلى الاستيلاء على أراض فلسطينية خاصة، إذ تنوي البلدية وما تسمى "السلطة لتطوير القدس" التوسع في خطة إقامته، وعرض المرحلة القادمة من المخطط على اللجنة اللوائية للتخطيط.
وأضاف التقرير: في الوقت نفسه، صادقت السلطة المذكورة على مخطط آخر تعمل عليه بلدية الاحتلال و"السلطة لتطوير القدس" معا، ويتضمن إقامة مركز زوار في المقبرة اليهودية في جبل الزيتون، ويقع بالقرب من مستوطنة "معاليه زيتيم"، في إطار مخطط كبير من المشاريع التي أقامتها الجمعية الاستيطانية "إلعاد" في سلوان المجاورة، وقد بدأت أعمال تطوير في موقع تدعي جمعية "إلعاد" ملكيته في الجانب الثاني من جبل المكبر، حيث تجري عماية تخطيط لإقامة مطعم في المكان، في حين تعمل "سلطة تطوير القدس" على إقامة جسر من الحبال يخرج من المطعم وينتهي في جبل صهيون.
وأصدرت ما تسمى "شركة تطوير القدس" المشرفة على أعمال تهويد مغارة "القطن" أو ما يطلق عليها الاحتلال مغارة "تصديقهو" الواقعة في شارع السلطان سليمان، تحت البلدة القديمة بالقدس بين بابي العامود والساهرة، مناقصتين منفصلتين ضمن عمليات التهويد التي ينفذها الاحتلال بالمدينة، المناقصة الأولى بمبلغ 12 مليون شيقل، تستهدف الإعمار المادي لتجويف المغارة، والثانية بمبلغ خمسة ملايين شيقل لتطوير عروض الصوت والضوء.
وفي القدس كذلك، تتابع سلطات الاحتلال اعتداءاتها على المؤسسات الفلسطينية، حيث أصدر وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال، قرارات بإغلاق وتمديد إغلاق عددٍ من المؤسسات الفلسطينية في القدس المحتلة، شملت الغرفة التجارية، والمجلس الأعلى للسياحة، والمركز الفلسطيني للدراسات، ونادي الأسير الفلسطيني، ومكتب الدراسات الاجتماعية والإحصائية.
وعلى صعيد آخر، صادقت الحكومة الإسرائيلية في جلستها الأسبوعية، على شرعنة البؤرة الاستيطانية "حفات غلعاد"، وذلك انتقاما من الفلسطينيين وردا على عملية نابلس التي أسفرت عن مقتل المستوطن رازيئيل شيفاح، بعملية إطلاق نار في 9 كانون الثاني الماضي. وأعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن منح التراخيص للبؤرة الاستيطانية، المقامة على أراضي الفلسطينيين الخاصة في قريتي جيت وفرعتا، لتكون بذلك مستوطنة رسمية، وذلك بعد مناقشة الموضوع والتصويت عليه .
وأدان المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، قرار الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو "شرعنة" البؤرة الاستيطانية "حفات جلعاد"، ورصد الميزانيات اللازمة لتوسيعها، وتعميق الاستيطان فيها.
ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى سرعة التحرك للجم السياسات الإسرائيلية، ومحاسبة إسرائيل كقوة احتلال، على خروقاتها الجسيمة للقانون الدولي واتفاقيات جنيف.
واعتبر المكتب أن القرار الاستيطاني الاستعماري لا يقتصر فقط على تشريع البؤر الاستيطانية التي تم بناؤها عنوة على الممتلكات الخاصة للشعب الفلسطيني، بل يطلق يد المستوطنين ويمنحهم ترخيصا صريحا بالشروع في الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية بالكامل.
وفي الجرائم المتواصلة لقوات الاحتلال والمستوطنين، أقدمت سلطات الاحتلال على هدم مدرسة تجمع "أبو النوار" البدوي شرق العاصمة المحتلة، علما أنها ليست المرة الأولى التي تُقدم فيها قوات الاحتلال على ارتكاب هذه الجريمة، وتتسبب في حرمان الأطفال من حقهم في التعليم، وذلك في إطار سعي سلطات الاحتلال لتهجير تجمع "أبو النوار" تمهيدا للشروع في تنفيذ المخطط الاستيطاني التوسعي المعروف بـ (إي1). فيما أقدم مستوطنون من مستوطنة "يتسهار" على جريمة جديدة عبر اقتحام منزل المواطن رزق زيادة في قرية مادما جنوب نابلس، واختطاف الطفلين: حسام (8 سنوات) وطه (10 سنوات) ومحاولة جرهما الى المستوطنة، لكن تجمع العشرات من أهالي القرية وملاحقتهم للمستوطنين في الجبال أجبر المستوطنين على ترك الطفلين.
وفي اعتراف صريح، قال عضو الكنيست عن حزب الليكود يهودا غليك، الذي قاد أكثر من اقتحام للمستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك، إن شرطة الاحتلال في القدس وجهاز الأمن العام (الشاباك)، شجعوا المستوطنين على الاقتحامات وطلبوا منهم زيادة أعداد المقتحمين. وجاءت أقوال غليك ردا على اتهام المستوطنين بتوتير الأجواء من خلال اقتحام باحات الأقصى، وأن مثل هذه الأعمال هي السبب الرئيسي في التصعيد الذي يمكن أن يؤدي إلى مواجهات عنيفة وربما انتفاضة.
وبين غليك أن رئيس الشاباك، آفي ديختر، الذي يشغل اليوم منصب عضو كنيست، هو أول من شجعه على اقتحام المسجد الأقصى، وأنه طلب منه إحضار المزيد من المستوطنين، وقال له بصريح العبارة "نحن بحاجة لمزيد من اليهود في جبل الهيكل".
وكشف غليك أن من يشجعه اليوم على مواصلة اقتحام المسجد الأقصى هو قائد منطقة القدس في شرطة الاحتلال يورام هليفي، وأكد أنه قال لهم في أكثر من مرة "أحضروا المزيد، نحن بحاجة للمزيد، لماذا تأتون بأعداد قليلة جدًا؟".
وفي استعراض استفزازي، شارك عشرات المستوطنين بينهم أعضاء كنيست ومسؤولون إسرائيليون، في جنازة المستوطن الحاخام إيتمار بن غال في مستوطنة "هار براخا" في شمالي الضفة الغربية، إلى جانب رئيس الكنيست يولي أدلشتاين، ونائب وزير الجيش الإسرائيلي ايلي بن دهان. وقد استغل وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أرئيل المناسبة ليعلن بأن وقت "جبل الهيكل" قد حان، مثلما حان وقت اعتراف شعب إسرائيل بقدسية الأرض، بقدسية جبل الهيكل، ببناء معبدنا"، في سياق كلمته التي شارك بها وقاطع مئات المستوطنين حديث الوزير، بصيحات "نريد الانتقام"، وأكمل الوزير الإسرائيلي قائلا: "يجب الحسم بأن وقت السيادة قد حان".
وكانت الانتهاكات الأسبوعية التي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان في الفترة التي يغطيها التقرير، على النحو التالي:
القدس
سلمت قوات الاحتلال الإسرائيلي إخطارات هدم جديدة في بلدة العيسوية وسط القدس المحتلة، وكانت قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وشرعت بتسليم أوامر إزالة لمحلات "الكونتينر" في البلدة، كما داهمت عدة متاجر، فيما هدمت سلطات الاحتلال منزل الشاب المقدسي علي طعمة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى.
وقال طعمة إن بلدية الاحتلال هدمت منزله دون سابق إنذار بعد سنوات من بنائه، تكبّد خلالها مصاريف البناء إضافة الى مصاريف للمحامين والمهندسين وغرامات بناء في محاولة لترخيص المنزل.
وفي بلدة بيت حنينا شمال مدينة القدس، اقتحمت قوات الاحتلال أرض عائلة شويكي، وأخلتها من منشآتها. وأوضح مازن شويكي أن الأرض مقام عليها منزل لوالدته الحاجة انعام شويكي (73 عاما)، وهو عبارة عن حافلة حولت لمنزل بعد هدم منزل العائلة قبل 16 عاما.
وهدمت جرافات تابعة لبلدية الاحتلال في القدس، منزلاً يعود لعائلة النعيمي المقدسية بحي وادي ياصول ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، بحجة البناء دون ترخيص.
الخليل
اعتدى مستوطنون بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، على مزارعين في بلدة بيت أمر شمال الخليل، في منطقة خلة الكتلة ورشقوهم بالحجارة وشتموهم بألفاظ نابية ومنعوهم من فلاحة أراضيهم وهددوهم بالقتل على مرأى من جنود الاحتلال، وعرف من بين هؤلاء المزارعين محمد إبراهيم صبارنة وعائلته.
واقتحم مستوطنون متطرفون، البلدة القديمة في مدينة الخليل، وسط حماية قوات الاحتلال وتجولوا في أزقتها، وسط حراسة مشددة من قبل قوات الجيش.
واستولت قوات الاحتلال على جرار زراعي شرق بلدة يطا، في منطقة أم لصفة شرق بلدة يطا، ومنعت المواطن محمد جبريل شحادة مخامرة وأشقاءه من العمل بأرضهم، قبل أن تستولي على جرارهم الزراعي.
واعتدى مستوطنون، على ثلاث سيارات فلسطينية في منطقة خربة الشيخ زكريا الواقعة وسط تجمع "غوش عتصيون" الاستيطاني المقام بين الخليل وبيت لحم، وثقبوا إطاراتها وحطموا زجاج بعضها وكتبوا شعارات تقول إنهم نفذوا هذا الاعتداء كنوع من الانتقام.
نابلس:
نصب مستوطنون، 4 بيوت متنقلة على أراضي جبل صبيح، شمال زعترة الواقعة جنوب نابلس، وذلك على أراضي قرى عقربا، ويتما، وقبلان.
وهدمت جرافات الاحتلال منزلا قيد الإنشاء في قرية بيت دجن شرق نابلس يعود للمواطن زياد حسين راجح.
وأصيب عدد من الفلسطينيين، بجروح ورضوض نتيجة استهداف المستوطنين المركبات الفلسطينية قرب حاجز حوارة، الأمر الذي أدى إلى إصابة بعضهم بجروح طفيفة ورضوض عولجت ميدانيا. فيما استهدف مستوطنون من مستوطنة "هار براخا" منازل المواطنين في بورين جنوب نابلس بالإطارات المشتعلة.
وأقدم مستوطنون، على اختطاف طفلين بعد اقتحام منزلهما في قرية مادما جنوب نابلس، وأكدت مصادر محلية أن مجموعة من المستوطنين المسلحين من مستوطنة "يتسهار" اقتحموا منزل المواطن رزق زيادة واختطفوا الطفلين حسام (8 سنوات) وطه (10 سنوات) متوجهين صوب مستوطنة "يتسهار". وتجمع عشرات المواطنين على عجل، وطاردوا المستوطنين في الجبال وسط صيحات "الله أكبر" وأجبروهم على ترك الأطفال، وفر المستوطنون باتجاه مستوطنة "يتسهار".
رام الله
احتشد نحو 50 مستوطناً على الطريق الرئيسي عند مدخل المستوطنة والتي تعتبر مسلكاً للمواطنين من قرى شمال غرب رام الله، وحملوا تابوتين اثنين، ورددوا هتافات عنصرية بوجه المواطنين المارين بمركباتهم من المنطقة.
وفي الوقت نفسه يواصل مستوطنو "حلميش" المقامة على أراضي قرى شمال مدينة رام الله، التوسع ومصادرة المزيد من الأراضي وشق الطرق الاستيطانية، ما ينبئ أن المستوطنة ستتضخم وتستولي على أكثر من ثلاثة آلاف دونم، رغم أنها مقامة على 330 دونماً حتى الآن.
ويجري توسيع مستوطنة حلميش على قدم وساق منذ عام تقريبا وخاصة في الأراضي المحيطة بالمستوطنة والتابعة لقرية أم صفا، والتي سبق أن أعلنها الاحتلال كمحميات طبيعية تمتد على مساحة 378 دونماً في جهة الشمال، و459 دونماً في الجهة الجنوب. هذا النشاط الاستيطاني والبناء والتوسع في المستوطنة يزداد يوميا حتى أقيمت بؤرة استيطانية جديدة تحت اسم "ياد آخاي" تابعة لمستوطنة حلميش، بهدف عمل "قفزة" على المساحات، وذلك بهدف تشكيل امتداد جديد للمستوطنة وشرعنة وجودها وشق طرق استيطانية جديدة تربطها بما حولها.
سلفيت
قال مزارعون من مدينة سلفيت إن الاحتلال يواصل منعهم من دخول أراضيهم الواقعة خلف الجدار للعناية بأراضيهم الزراعية وحقول الزيتون والأشجار الأخرى المختلفة، حيث تتعمد سلطات الاحتلال إغلاق بوابات الجدار في هذا الموسم بالذات شمال سلفيت، وكذلك في بلدتي الزاوية ومسحة غرب المحافظة، وأن ذلك يؤثر سلبا على المزارعين الذي يقومون في هذه الأيام بتقليم أشجار الزيتون واللوزيات والعناية بها.
وقال مزارع من آل عودة إنه في هذه الأيام يقومون بحراثة الأرض وتقليم أشجار الزيتون ورش السماد، إلا أن سلطات الاحتلال تمنعهم بمواصلتها إغلاق البوابات والتي عددها ثلاث، على طول الجدار المحيط بمدينة سلفيت من الجهة الشمالية.
جنين
هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي غرفة، وبركس أغنام، وأصيب عشرات المواطنين بحالات اختناق خلال مواجهات في بلدة برقين غرب جنين يعود للمواطن خالد مصطفي عتيق. وأُصيب المواطن نور الدين روحي عواد (49 عاما) وزوجته بجروح، بعدما هاجمتهما كلاب بوليسية، تابعة لجيش الاحتلال، في منزلهما في قرية الكفير جنوب شرق جنين، ونهشت الكلاب يده خلال محاولته إنقاذ زوجته من كلب آخر نهشها من يدها.
الأغوار
استولت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، على خيام وبركسات، وشوادر ومعالف، تعود للمواطن سليمان ارحيل كعابنة من خربة أم الجمال بالأغوار الشمالية. وفي الوقت نفسه دمّرت جرافات الاحتلال خطوط مياه تغذي عشرات الدونمات، في منطقة الساكوت بالأغوار الشمالية، قبل الاستيلاء عليها. جرافات الاحتلال هذه دمرت خط مياه يبلغ طوله 1.5 كيلو متر، للمواطن باسم فقها، يروي تقريبا 150 دونما من البطيخ، في منطقة الساكوت القريبة من الحدود الأردنية. فيما نقلت قوات الاحتلال دبابتها من أرض زراعية في منطقة الفارسية بالأغوار الشمالية إلى موقع آخر في المنطقة، لكن الآليات العسكرية خلّفت خرابا في أرض مزروعة بالحمص.
وكانت ثلاث دبابات إسرائيلية ربضت في أرض مزروعة بالحمص لعدة أيام خلال الأسبوع الماضي، قبل أن تسحبها قوات الاحتلال لمكان آخر.
وخلال أيام الأسبوع، أجرت قوات الاحتلال تدريبات عسكرية في منطقة الشق، وهي منطقة بالأغوار الشمالية عرفت عبر السنين أنها مكان يستخدمه الاحتلال لذلك الأمر. وربضت الدبابات في قطعة أرض لأحد المواطنين مساحتها 8 دونمات، وخلفت وراءها نسبة دمار المحصول في الأرص يعادل تقريبا 100%.
ويمكن الاطلاع على التقرير التفصيلي عبر زيارة موقع المكتب الوطني على الرابط www.nbprs.ps