غيداء نجار - النجاح الإخباري - اليوم .. اكتملت حروفي وتوازنت كلماتي، وصار بإمكاني أن أعصف بما يجول بخاطري تجاه هذه الفكرة التي بزغت من سراب، والتي اجتثَّت من وحي العدم، وصرت متأكدة أنَّني وبكل فخر أمضي على سلَّم الإبداع وأمسك بحبل الإنجازات المنقطعة النظير.
اسحب شريط ذاكرتي المكون من مشاهد متنوعة مشحونة بتفاصيل لا يمكن إحصاؤها ولا حتى ذكرها، فأجدني غارقة ببسمات خفية تواكبها مشاعر الفرح حيناً والحزن حيناً آخر، فيتسارع القلب في دقاته كلما عادت بذلك الشريط إلى عشرة شهور من الآن وكأن تلك اللحظات أعيشها الآن.
من؟ كيف؟ ماذا؟ لماذا؟ أين؟ متى؟ هذه الأسئلة الستة التي أتقن الإجابة عليها عادة فيما أعده من مواد صحفية عجزت عن الإجابة عنها في الشريط الأوَّل من ذاكرتي، تهت في متاهة لا أول لها ولا آخر، فنظرت لنفسي في المرآة برهة علني أجد تفسيراً أو إجابة، وبعد أن جمعت أفكاري وعدت إلى وعيي أدركت ما تهت فيه.
تم اختياري لأكون مع طاقم العمل تحت مظلة "النجاح الإخباري" حيث إنَّني سأنطلق في مسيرة العمل الصحفي ضمن بوتقة ذي كفاءة مهنية وعملية لها دورها الفاعل في ري الموقع الإخباري بالأخبار والتقارير الموثوقة بأساليب تجذب القراء وتفيدهم بكل جديد.
لحظة .. كأن شيئًا ضرب أفكاري كنيزك مشتعل أحرق كل شيء بداخلي وبدأ يوفد بداخلي سلبيات لها أن تقتل أي ثقة بي: ماذا تظنين نفسك؟ لست سوى فتاة أنهت دراستها الجامعية لا خبرة لها ولا عمل، وكيف لك أن تعملين ضمن مؤسسة لها نظام وقانون وسياسة تحريرية وتسلسل إداري لم يسبق لك أن التحقت بمثله؟ وكيف لك أن تتعاملين مع طاقم لا تعرفين فيه أحداً؟
ابتسمت قليلًا واجبت: يا غيداء، أنت اعتدت على تحمل المسؤوليات منذ دخولك حرم الجامعة، ولطالما أثبت قدراتك في كل المساقات وسجلت إبداعك في كل مكان، وهل نسيت أنَّك حصلت على جائزة الصحفي صديق الحكم المحلي على مستوى الجامعات الفلسطينية؟ وبالنسبة للموظفين والسياسة التحريرية وحتى التسلسل سيكون يسيراً على أي شخص يقدر الإنجاز والتعاون والتشاؤم في العمل وأخيراً .. النجاح.
مرَّ شريط الذاكرة سريعاً وخلال دقائق، استذكرت خلالها بيئة العمل الخصبة بالأمل اليانع والمتوجة بالعمل الجماعي والمكللة بتبادل الخبرات والمعبقة بالاحترام وحسن التعامل الممزوجة بتقدير الآخرين وإنجازاتها.
كلُّ هذا وأكثر جعل من النجاح الإخباري متميزاً لدرجة أنَّه اقتحم عالم المواقع الإخبارية الفلسطينية ليفجر قنبلة التميز الصحفي بمعايير الصحافة الناجحة المغموسة بأخلاقيات العمل الصحفي، وبأقل من سنة صار منازعاً قوياً ومنافساً كبيراً على الدرجات والمراكز الأولى ليحط ببساطه السحري بين كبريات المواقع وتقدمها.