النجاح الإخباري -
وقع اختيار اليونسكو على جامعة النجاح الوطنية في فلسطين لإطلاق تقريرها السنوي الثالث بعنوان "الاتجاهات العالمية على صعيد حرية التعبير وتطوير وسائل الإعلام 2017/2018"، والذي ضمت نسخته الإنجليزية 200 صفحة، تناولت واقع الحريات الإعلامية في العالم، والتحديات التي تواجه الصحفيين ووسائل الإعلام.
ويُعد التقرير خلاصة دراسات شاملة ومعمقة قامت بها المنظمة الدولية لدول العالم كافة، ولخصت المسائل الأساسية التي تواجه نشر المعلومات وتلقيها عبىر الإنترنيت ووسائل الإعلام.
وتستعد جامعة النجاح الوطنية، بالتعاون مع جامعة أوسلو للعلوم التطبيقية، وتحت مظلة منظمة اليونسكو، لإطلاق التقرير في السادس من شهر شباط (فبراير) 2018، من الساعة الثانية عشرة ظهرا، وحتى الساعة الثالثة عصرا في مسرح الأمير تركي بن عبد العزيز في الحرم الجديد. ووجهت الجامعة دعوات لرئيس الوزراء الفلسطيني، ووزراء الثقافة والعدل والتربية والتعليم العالي والمواصلات والاتصالات، فضلا عن المؤسسات الرسمية والأهلية. وخصت بالدعوات الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية، والمؤسسات الحقوقية، والمؤسسات النسوية. وقد دعت الجامعة وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية والعالمية إلى تكثيف التغطية الإعلامية هذا الحدث المهم، الذي يتم فيه إطلاق النسخة العربية للتقرير بالإنابة عن الدول العربية.
يُذكر أن تقرير اليونسكو سوف يتم إطلاقه في ثلاث دول، هي: فلسطين، وباكستان، وأوغندة. وسيتم متابعة تنفيذ توصياته من خلال أجهزة ومكاتب اليونسكو والأمم المتحدة لضمان مستوى أعلى من حرية التعبير، والحد من استهداف الصحفيين والموطنين الذين ينشرون أفكارهم وآراءهم على الانترنيت.
ومن أهم ما ورد في التقرير أن الإنترنيت، وبرغم تعزيزه للتعددية، إلا أنه يثير القلق حول تدني مستوى الحيادية، نتيجة الاستخدامات الخاطئة له. وأشار التقرير إلى أن الانترنيت وفر إمكانية كبيرة لوصول الناس إلى المعلومات، وكرس مفاهيم مهمة، مثل حق الناس في الحصول على المعلومات، والتعددية، وغيرها. ولكن يشير التقرير في المقابل إلى أن الإنترنيت وفر لبعض الجهات إمكانية القيام بنشر خطاب الكراهية. وأشاد بالجهود التي تقوم بها جهات عديدة لبث الوعي حول الاستخدام الخاطئ للانترنيت. كما نوه إلى أن وسائل الإعلام تغتنم الفرصة "لإظهار ما تتمّيز به من قيمة مضافة مميزة بوصفها مصادر موثوقاً بها للمعلومات والتعليقات".
وفيما يتعلق بواقع الصحافة، أشار التقرير إلى أن عدد الصحفيين الذين قُتلوا ما بين عامي 2012-2016 بلغ 530 صحفيا، وهو عدد يدق ناقوس الخطر حول سلامة الصحفيين وأمنهم. وأشار إلى أن تسعة أشخاص من أصل عشرة ممن يرتكون انتهاكات بحق الصحفيين، يفلتون من العقاب. كما أشار إلى أن الصحفيين يتعرضون لمختلف أشكال المضايقات والعنف والتهديد، من اعتقال وتعذيب واختطاف والتهديد وحملات والتضليل وتشويه السمعة والرقابة. ولم يُغفل التقرير ما تتعرض له الصحفيات من تحرش ومضايقات واستهداف وحرمان من التمثيل في وسائل الإعلام. 
وحذر التقرير من أن سياسات مكافحة الإرهاب تثير المخاوف من الحد من حرية التعبير.  كما حذر التقرير من أن تزايد "انتقاد الشخصيات السياسية لوسائل الإعلام تشجع الرقابة، وتقوض مصداقية وسائل الإعلام"، في إشارة إلى ضغوط الحكومات والجهات المتنفذة على الإعلام. وأضاف أن المصالح التجارية والسياسية هي التي تتحكم في منح تراخيص البث الإذاعي.
وأشار التقرير إلى دور تعليم الصحافة في تعزيز معايير الاستقلال المهني، وحذر من التحديات التي تواجه التعليم نتيجة تقييد التمويل الخارجي لمشاريع تنمية وسائل الإعلام، حيث تلعب العملية التعليمية للصحافة دورا مهما فيها مشاريع التنمية الإعلامية.