هبة محمود منصور - النجاح الإخباري - سوق لا يشبه غيره من الأسواق، فالناس يتوافدون إليه ويقرفصون ليختاروا ما يريدون شراءه، من هنا جاء اسم "سوق قرفص ونقي" ويطلق عليه أيضًا بـ" البالة" أو سوق السبت، حيث يقع في المجمع الشرقي لمدينة نابلس ويوجد فيه العديد من البسطات والمحالات التجارية التي تختص ببيع عينات من ملابس وأحذيه وأدوات منزلية وصحيّة وهواتف أرضية وساعات وغيرها العديد من الأداوت.
يقول أحد اصحاب البسطات: "لقد كان السوق قديمًا عبارة عن حسبة ثمَّ أصبح بعد ذلك مكانًا للبسطات فكان الناس يحضرون ممتلكاتهم، وبضائعهم التي يحصلون عليهم من مختلف الأماكن ويقومون ببيعها".
ويتابع: "هنا تجد كلَّ شي يخطر على بالك، وجميعها بضائع مستعملة نعمل على إعادة تدويرها، ومن ثمَّ نقوم ببيعها بأسعار بسيطة".
وأكَّدت الحاجة أم محمد بقولها: "آتي إلى هنا لشراء بعض الملابس والأحذية لأولادي، حيث لدي ستة أولاد وزوجي متوفي والأوضاع الاقتصادية صعبة جداً فأفضل شراء احتياجاتي من هنا حتى نبقى مستورين فسعر القطعه الواحده لا تتجاوز عشرة شواقل".
في هذا السوق أيضًا مكان للأفراح والمناسبات حيث يوجد العديد من فساتين السهرات والخطبه والزواج .
وتقول الآنسه رند "أنا مخطوبة من خمسة سنوات، ولم نستطع الزواج إلى هذا اليوم بسبب الوضع الاقتصادي فعلمت من الناس أنَّه يتم بيع فساتين زواج وسهرات هنا فقررت شراء فستان زفافي من هنا حتى نخفف تكاليف الزفاف".
وأكَّد أبو أحمد أحد أصحاب المحلات: "سابقًا كانت الحركة في السوق قوية جدًا على مدار الأسبوع، أما الآن أصبحت الحركة ضعيفة ولا تنشط إلا في أيام السبت حين تأتي بضاعه جديدة على السوق ويكون عمال عرب الداخل المحتل قد عادوا إلى منازلهم".
أما عن السيد علاء فيقول: "أنا آتي إلى هنا من فترة إلى أخرى، أقوم بشراء ما أحتاج إليه أو أي شي يلفت انتباهي ويجذبني، فعلى سبيل المثال أتيت اليوم لشراء هاتف أرضي بعد أن جربت المحلات الكبيرة لمرتين ولم يعمل الجهاز لفترة طويلة، فقرَّرت شراءه من هنا كونها منتجات أصلية وصناعه اسرائيلية أفضل من منتجاتنا مهما كانت".
أما عن إحدى السيدات هناك علّقت بقولها:" أنا آتي إلى هنا من فترة لأخرى لشراء الملابس، فهي ذات جودة عالية وماركة ممتازة، في هذا السوق أحصل على أفخم الملابس بسعر مناسب وغير مطابق لسعر المنتج في المحلات المشهورة".
واللافت في هذا السوق تواجد أناس من ذوي الحالة الميسورةولكن لديهم حسن إنساني وضمير واعٍ فغايتهم من هذا المكان مختلفة تمامًا، فلم تمنعهم الرفاهية من الاحساس بالغير وتقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين.
فقد أكدت إحدى السيدات على ذلك بقولها: "اتفقت أنا وصديقاتي من ذوات الدخل المريح أن نأتي إلى هنا باستمرار من أجل شراء الملابس فبهذه الحاله يتم تقديم الدعم والمساعدة لأصحاب البسطات عوضاً عن أصحاب المحلات الكبيرة ومن ثمَّ نقوم بتقديم الملابس لأهل الخير بعد تغليفها وتدويرها".
وبيَّنت السيدة حنان غايتها من القدوم "أنا آتي كلَّ سبت إلى هنا حيث أجد في بعض الأوقات العديد من المنتجات والأدوات النادرة والقديمة والتي لا أستطيع أن أجدها في السوق الخارجي".
هذا هو حال سوق "قرفص ونقي"، سوق بسيط استطاع أن يجمع جميع طبقات المجتمع الفلسطيني تحت سقفٍ واحد وعلى اختلاف غاياتهم ورغباتهم.