النجاح الإخباري - أطلق مدير برنامج الصحة الانجابية في صندوق الامم المتحدة للسكان علي الشعّار بالتعاون مع جمعية الاغاثة الزراعية ووزارة الصحة، دراسة تحليلية حول واقع الخدمات المتوفرة لتشخيص وعلاج مرض سرطان الثدي في فلسطين.
وأكد الشعار أن الورشة التي عقدت اليوم هي تقرير أولي شامل عن سرطان الثدي في فلسطين، ونقطة بداية اتجاه عمل منهجي وشامل للتعامل مع السرطان الذي يشكل مشكلة كبيرة في فلسطين، وتبنى الورشة على دراسة كشفت العديد من الثغرات الموجودة في مجال معالجة مرض سرطان الثدي في فلسطين، مشيرا إلى أن أبرزها عوامل اجتماعية تمنع النساء من الفحص المبكر عن السرطان.
وأضاف أن الدراسة تطرقت لنظام الرعاية الصحية، حيث أوضحت أن قضية التكامل ما بين القطاعين العام والخاص في مكافحة مرض سرطان بحاجة الى التحسين والتطوير.
ونوه إلى ان الدراسة تطرقت لرعاية السيدات ووجود برامج واضحة تتعامل مع السيدات المتعايشات مع مرض سرطان الثدي من الناحية النفسية والاجتماعية وحتى الجسدية .
وأوضح ان التقرير أظهر أن وزارة الصحة قامت بمجهود ضخم في مجال الكشف المبكر عن سرطان الثدي وعلاجه، لافتا إلى أنه لا زال يوجد قصور في الموارد والبنية التحتية، هذا عدا عن الاحتلال والوضع السياسي الذي يعيق تقديم الرعاية.
من جانبه أوضح وكيل وزارة الصحة اسعد رملاوي ان الوزراة تعمل بكافة الوسائل من اجل ضمان نشر اولا ثقافة الفحص المبكر الذاتي عن سرطان الثدي وثانيا اطلاق البرامج التوعوية والصحية الداعمة للمرأة المصابة بهذا المرض .
كما اكد رملاوي توفر خدمة الفحص الاشعاعي عن سرطان الثدي في كافة المديريات الصحية بمختلف المحافظات الفلسطينية وهو خدمة تقدّم مجانا .
وأضاف أنه يجب تعميم الفكرة لدى المرأة الفلسطينية بالفحص الذاتي، والذي يعد المؤشر الأول للوقاية من سرطان الثدي، عن طريق عيادات الصحة، وبعد ذلك تخضع للفحص السريري، والإشعاعي الموفرة مجانا.
ويذكر أن الدراسة بدعم من السفارة اليابانية في فلسطين، حيث اكد السفير الياباني في فلسطين تاكيشي أوكوبو استمرار دعم بلاده للقطاع الصحي الفلسطيني وان هذا المشروع يؤكد عمق الصداقة بين الشعبين الياباني والفلسطيني.
وأشار الى اهتمام اليابان في دعم البرامج المتعلقة بصحة المرأة لان اليابان تنظر للمرأة بأنها ركيزة اساسية في اي مجتمع.
ووفقا لآخر احصائية أجراها مركز المعلومات الصحية في وزارة الصحة، أكد مدير المركز أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي في فلسطين لدى الإناث تعد متدنية جدا مقارنة بدول العالم بشكل عام، والدول العربية المحيطة بشكل خاص، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة الفحص المبكر والحد من حالاته.
وأضاف أن سرطان الثدي يأتي في المرتبة الأولى للسرطانات التي تصيب الإناث في فلسطين، وبلغت نسبتها 29% من مجموع حالات السرطان المبلغ عنها لدى الإناث (ثلث الحالات)، وبمعدل إصابة بلغ 27 حالة جديدة سنوياً لكل مئة ألف أنثى في فلسطين.
وأكد أن هذه الحالات تعد غير متدنية في النسب، وذلك لأن سرطان الثدي من السهل اكتشافه وتشخيصه، وبالتالي من السهل معالجته، واذا تم اكتشاف المرض مبكرا، فإن نسبة الشفاء تصل الى أكثر من 98%، ويخفف أعباء على المريض وأسرته، والقطاع الصحي ووزارة الصحة، في حين أن الفحص المتأخر يكون من الصعب علاجه.
وبين أن معدل الإصابة بالسرطان بشكل عام في فلسطين بلغ 86.4 حالة جديدة لكل مئة ألف نسمة من السكان، بواقع 83.9 حالة جديدة لكل مئة ألف نسمة من السكان في قطاع غزة، و83.8 حالة جديدة لكل مئة ألف نسمة من السكان في الضفة. معتبرا أن هذه النسب متدنية جدا مقارنة بدول العالم ودول العالم العربي.
"في العام 2016 بلغت نسبة الاصابة بسرطان الثدي 15.5% من مجموع الحالات المبلغ عنها والمسجلة في فلسطين، والتي تتراوح الفئات العمرية من 40 فما فوق، في حين أنه لم تسجل أي حالة للذكور بالإصابة بالمرض، لكنه في الأعوام السابقة، لم تتعد نسبة الاصابة عند الذكور 1% من الحالات المصابة"، أضاف البيطار.
وبين البيطار الأسباب التي قد يكون لها علاقة بالإصابة بسرطان الثدي، منها بعض الحالات التي لها علاقة بالوراثة، والهرمونات الأنثوية، اضافة الى السمنة المفرطة، والتعرض للإشعاعات المختلفة وغيرها من الأسباب.
وبين أن سرطان الثدي يعد السرطان الأول الذي يؤدي الى وفيات لدى الاناث في فلسطين، والسرطان بشكل عام المسبب الثاني للوفاة، حيث أن 21% من حالات الوفيات بالسرطان هي نتيجة الاصابة بسرطان الثدي لدى الاناث، داعيا الإناث من عمر 40 عاما فما فوق للفحص المبكر للاطمئنان والتأكد من خلوها من هذا المرض.