غيداء نجار - النجاح الإخباري - عاد الشتاء مجدداً، وعادت حبات المطر تطرق زجاج شبابيكنا، والرياح تعصف بأوراق الأشجار، والضباب يلف المكان، والبرودة تخترق الأجسام، الشتاء مميز بكل تفاصيله، فله ملابس خاصة، وأيضاً أكلات وحلويات خاصة تزود الأجسام بالطاقة اللازمة.
لربما أصبحت هذه الأكلات وكأنَّها عادة تلازم الناس على مائداتهم الفلسطينية في فصل الشتاء.
أكلات الشتاء
قالت الحاجة نوال السلمان (56 عاماً) من مدينة سلفيت: "الشتاء يعني عدس، مسخن، مفتول، مجدرة، وإذا لم تكن هذه الأكلات لن يكون هناك معنى للشتاء فهي تزيد بهجته والشعور به".
وأضافت: "العدس فيه خضار، والمسخن بالدجاج والبصل وزيت الزيتون والسماك كلها عناصر تمد الجسم بالطاقة التي يحتاجها".
وأردفت: "قبل زواجي كانت أمي تطبخ هذه الأكلات بفصل الشتاء، وكان أبي يفضل "الخبيزة، واللوف"أيضاً في هذا الفصل، وكان يقول لنا، إنَّها "مفيدة لتقوية المناعة في الجسم".
وعُشبة الخبيزة من الأعشاب المتداولة فى الثقافة العربية، بل و منذ آلاف السنين، وهي الأكثر استخداماً، ليس فقط لقيمتها الغذائية العالية بل أيضاً فوائدها الصحية العديدة و هذه هى أهم فوائدها: تسكين الآلام، تقوية المناعة، مضاد للإلتهابات، أمراض الجهاز التنفسي، اضطرابات الهضم، استرخاء العقل والنوم، كما ويستخدم كمصدر طبيعي للأمهات المرضعات.
وللوف فوائد هامة وكثيرة لجسم الإنسان؛ فهو يحتوي على الأملاح المعدنية وبخاصة اليود المفيد للغدة الدرقية وهو غني بالحديد، ويحتوي على الفيتامينات التي يحتاجها الجسم البشري، ومفيد في الوقاية من أمراض جلدية مثل التحسس والثعلبة، ووقاية اللثة من الالتهابات، يعمل على تنظيف الجهاز الهضمي والأمعاء، ويفيد في حل مشكلة الامساك عند الكثيرين، ويساهم في الوقاية من السرطانات.
ويقول خالد النجار من مدينة طولكرم: "أكلات الشتاء لها نكهة خاصة تميزها، لربما يكون السر في احتياجنا للدفئ وهي تمدنا بالطاقة، ففي الشتاء أحب أن أفطر على مناقيش الزعتر رغم أنَّها متوفرة بجميع الفصول ولكن حضورها واجب في فصل الشتاء، أشعر بها تعطيني الطاقة وأستمتع بتناولها".
وتابع: " كما وأفضل طبخة الفاصولية البيضاء في الشتاء، فعندما تطبخ شوربة الفاصوليا البيضاء ويضع عليها الفلفل الأسود والكمون، تشعرني بالدفء وتمدنا بالطاقة، كما أنَّها تحتوي على البروتينات التي تساعد الجسم بعدم الإحساس بالجوع".
وأضاف: "كما أنَّ الفريكة من الأكلات المعروفة بشهر الشتاء، وأنا أعتبرها شوربة خفيفة لكنَّها أيضاً مفيدة في هذا الفصل، ومن الممكن طبخها مع اللحم فتصبح وجبة دسمة، وهناك الملفوف واللبن".
حلويات الشتاء
لا يتميز الشتاء بطبخات خاصة فحسب بل تحضر الحلويات لتتربع على عرش الموائد، ويلجأ الفلسطينيون لتناول أنواع معينة من الحلويات التي تشعرهم بالدفء مع الأجواء الباردة.
تقول ربى اسماعيل (22 عاماً)من مدينة طولكرم: "إنَّ لحلوى الكنافة ميزة خاصة عندي بفصل الشتاء وأقبل عليها بشكل شبه يومي تقريباً ومن ثم تأتي العوامة، ولكن والدي يفضلان حلوى الطمرية والبطاطا الحلوة".
وحول مشروبات الشتاء؛ تابعت اسماعيل: "في مكان عملي نعمل مشروبات ساخنة سهلة التحضير؛ كالسحلب والكراوية".
فالمشروبات الساخنة تساعد على تخفيف الاحتقانات وترفع حرارة الجسم وتعادله مع الحرارة الخارجية، وتناول الأغذية التي تساعد في الحصول على الطاقة والإشباع مثل؛ المهلبية والسحلب، فهي تزود الجسم بطاقة لفترة أطول، خصوصًا إذا دعّمت بالمكسرات مثل الجوز واللوز والكاجو والفستق الحلبي، كما أنَّها تحمي خلايا الجسم وتعزّز جهاز المناعة.
مكسرات الشتاء
يُقال إن "الشتاء لاكستناء مش شتاء"، فالكستناء من أشهى المكسرات الشتوية وتناولها محبّب، ومذاقها متعة.
وتقول ولاء الشيخ: "لا يمر شتاء بدون الكستنا، فهي "عادة" اسمها مرتبط بفصل الشتاء، كما أنَّ الجوز من المكسرات المفضلة في الشتاء".
وحين الحديث عن الكستناء لا بدّ من الإتيان على فوائدها، فالمكسرات عمومًا تعتبر مصدرًا للألياف والبروتينات والدهون غير المشبعة ومضادات الأكسدة وفيتامين E، إلّا أنّ الكستناء تحتوي دهونًا وسعرات حرارية أقلّ، وكربوهيدرات وألياف أعلى، كما أنّها تحتوي فيتامين C بشكل كبير، إضافة لفيتامينات B1،B2،B5، والكالسيوم والمغنيسيوم، والفوسفور، والزنك، والبوتاسيوم.
الكستناء طعام شتوي يجمع أفراد العائلة في السهرات الباردة, تمتاز بطعمها المميز وفوائدها الرائعة, كل (100) غرام منها يحتوي على (52%) من المياه, (4) جرام من المواد البروتينة, (40) غراماً من النشويات و (2.6) من المواد الدهنية، والعديد من الفيتامينات والمعادن، حيث إنَّها تعد مصدرًا جيدا للبوتاسيوم والكالسيوم والعديد من الفيتامينات وخاصة فيتامين C ومجموعة فيتامينات B، كما تعتبر الدهون التي فيها من الدهون الجيدة والمفيدة لصحة القلب والشرايين، كما أنَّها تعد مصدرًا غنيًّا بالألياف التي تساعدنا على الإحساس بالشبع, ما يعني أنّها طعام صحي بامتياز.