تحرير المالكي - النجاح الإخباري - يصادف اليوم الثامن والعشرين من شهر أيلول الذكرى الـ(17) لاندلاع انتفاضة الأقصى، والتي كانت بداية شرارتها بعد اقتحام رئيس حكومة الاحتلال السابق ارئيل شارون بحراسة (2000) شرطي وعدد من أعضاء حزب الليكود المتطرفين لباحات المسجد الأقصى وتدنيسه.
وشهد عصر ذلك اليوم من العام (2000) مواجهات عنيفة بين المصلين والشبان الغاضبين وشرطة الاحتلال ، أدَّت إلى إصابة العشرات من الشبان بجروح متفاوتة، فيما أصيب العديد من عناصر الشرطة وحرس الحدود جرَّاء إلقاء الحجارة والأحذية عليهم.
ومن جانبه، صعّد الاحتلال من عملياته فبعد الاغتيالات التي شملت معظم الفصائل الفلسطينية وقادتها، بدأت دبابات الاحتلال بدخول مدينة رام الله وفي العام (2002)، حاصرت مقرّ الرئيس الراحل ياسر عرفات، وكنيسة المهد وأبعدت المقاتلين الذين تحصنوا فيها إلى غزّة والأردن ودول أوروبية، ومن بعدها احتلّت إسرائيل جميع مدن الضفة وبدأت في اجتياحاتها المتواصلة لها وارتكاب العديد من المجازر بحق المواطنين.
وعلى الصعيد العربي، خرجت مظاهرات مساندة للشعب الفلسطيني، وكانت بدايتها من مخيم عين الحلوة، لتمتد إلى مخيم اليرموك ثمَّ إلى معظم العواصم والمدن العربية والاسلامية والغربية.
وأوضح بيان من منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال، حصل موقع "النجاح الإخباري" على نسخة منه حقائق ومعلومات عن انتفاضة الأقصى تضمَّنت:
• اعتبرت اتفاقية "أوسلو" نهاية الانتفاضة الفلسطينية الاولى ومدخل إلى الانتفاضة الفلسطينية الثانية، فلم يختلف ما بعدها عما قبلها بالنسبة للمواطن الفلسطيني؛ الموعود بحل نهائي وسالم ودولة مستقلة.
• استمرت سلطات الاحتلال في سياسة الاغتيالات والاعتقالات والاجتياحات المتكررة.
• رفض الاحتلال الافراج عن الاسرى الفلسطينيين، والاستمرار في بناء المستوطنات على حساب الاراضي الفلسطينية، واستبعاد عودة اللاجئين أو الانسحاب إلى حدود حزيران عام 1967، بحسب اتفاقية "أوسلو"، كل ذلك شكل تربة خصبة لاندلاع موجة احتجاجات فلسطينية عارمة.
• حكومة الاحتلال تسمح لاعداد كبيرة من المستوطنين اقتحام المسجد الاقصى بشكل متكرر، إضافة إلى الحفريات المستمرة تحت المسجد بحجة البحث عن تاريخ دولتهم المدفون.
اندلاع انتفاضة الاقصى:
• استفز اقتحام زعيم المعارضة الإسرائيلية، آنذاك أرييل شارون، المصلين الفلسطينيين يوم (28 سبتمبر/أيلول 2000) باحات المسجد الأقصى، تحت حماية نحو ألفين من الجنود والقوّات الخاصة، وبموافقة من رئيس الوزراء في حينه إيهود باراك، فوقعت مواجهات بين المصلين وقوّات الاحتلال، أدّت إلى استشهاد سبعة فلسطينيين وجرح مئتين وخمسين آخرين، كما أُصيب (13) جنديًّا صهيونيًّا بجراح طفيفة خلال المواجهات.
• شهدت مدينة القدس بعد ذلك مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة العشرات، وسرعان ما امتدت إلى جميع المدن في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسميت بـ"انتفاضة الأقصى".
• يعتبر الطفل الفلسطيني "محمد الدرة" رمزًا للانتفاضة الثانية، فبعد يومين من اقتحام المسجد الأقصى، أظهر شريط فيديو التقطه مراسل قناة تلفزيونية فرنسية في (30 سبتمبر/أيلول 2000)، مشاهد إعدام للطفل (11عامًا) والذي كان يحتمي مع أبيه بجوار برميل إسمنتي في شارع صالح الدين جنوبي مدينة غزة؛ ما أثار مشاعر غضب الفلسطينيين في كل مكان، ودفعهم إلى الخروج في مظاهرات غاضبة ومواجهة جيش الاحتلال ، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات منهم.
تعرضت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الانتفاضة لاجتياحات عسكريّة وتدمير آلاف المنازل والبيوت، وتجريف آلاف الدونمات الزراعيّة.
-
تميزت الانتفاضة الثانية، مقارنة بالأولى التي اندلعت عام (1987)، بكثرة المواجهات، وتصاعد وتيرة الأعمال العسكريّة بين الفصائل الفلسطينية من جهة، وجيش الاحتلال وحكومته من جهة أخرى.
-
نفّذت الفصائل الفلسطينية هجمات داخل المدن الفلسطينية المحتلة، استهدفت تفجير أهداف وأماكن يرتادها جنود الإحتلال، تسبَّبت بمقتل المئات منهم، ردًّا على سياسة القتل الصهيونية وسياسة اغتيال القادة.
-
استشهاد عدد كبير من قادة المقاومة الفلسطينية سياسيين وعسكريين بفعل عمليات الاغتيال، أبرزهم أبو علي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية، وقادة "حماس" الشيخ أحمد ياسين، والدكتور عبد العزيز الرنتيسي.
-
اجتاحت قوَّات الاحتلال الضفة الغربية بصورة وحشية تجلّت في اجتياح مخيم جنين في الأول من (نيسان/ابريل 2002)، و اعتبر هذا الاجتياح أبرز أحداث انتفاضة الأقصى، حيث استشهد (58) فلسطينيًّا وأُصيب العشرات بينما قتل قائد وحدة الهبوط المظلي لجيش الاحتلال، إضافة إلى (23) جنديًّا، وإصابة عشرات الجنود الصهاينة في المخيم.
-
شهدت الانتفاضة الثانية تطورًا في أدوات المقاومة الفلسطينية، مقارنة بالانتفاضة الأولى التي كان أبرز أدواتها الحجارة والزجاجات الحارقة، حيث عملت الفصائل الفلسطينية على تطوير أجنحتها العسكرية، خاصة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي توسعت بشكل كبير.
-
حصول أوَّل صدام مسلح على نطاق واسع بين قوّات السلطة الفلسطينية وجيش حكومة الاحتلال، حيث استشهد عدد كبير من أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية في هذه الانتفاضة .
-
اغتيال وزير السياحة "رحبعام زئيفي" في عملية نوعية للجبهة الشعبية ردًّا على اغتيال أمينها العام من قبل سلطات الاحتلال ما سبب خرقًا أمنيًّا وصدمة في الأوساط الأمنية والسياسية الصهيونية.
-
شهدت انتفاضة الأقصى إرتقاء أكثر من (4414) شهيدًا فلسطينيًّا، وأكثر من (48) ألف جريح، مقابل (1100) إسرائيلي، إضافة إلى حوالي (4500) جريح.
-
انسحاب جيش الاحتلال من غزَّة، وتفريغ المستوطنات من المستوطنين، بقرار من "أرييل شارون" عام (2005).
-
شهدت انتفاضة الأقصى على مستوى الاحتلال الإسرائيلي، انتهاج سياسة الاغتيال، حيث تمَّ اغتيال أكبر عدد من قيادات الصف الأوَّل في الأحزاب السياسيّة والحركات الفلسطينية، في محاولة لإخماد الانتفاضة وإضعاف فصائل المقاومة وإرباكها.
-
الاستخدام المفرط للقوة أثناء الهجمات الصهيونية على المدن والقرى الفلسطينية في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة "عملية السور الواقي"، ما أدى إلى استشهاد الكثير من الفلسطينين وجرح عدد كبير منهم ودمار واسع في البيوت، وتجريف آلاف الدونمات الزراعية الفلسطينية، وحصار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مقر المقاطعة في رام الله.
-
بناء جدار الفصل العازل حول القدس ومدن الضفة الغربية بهدف تقطيع أوصال المناطق الفلسطينية وإحكام السيطرة عليها، ومنع المقاومين من الوصول إلى العمق الصهيوني وتنفيذ عمليات ضد أهداف صهيونية.
-
تشييد عدد كبير من الوحدات السكنية الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية، بهدف خلق واقع ديمغرافي جديد وإحلال الصهاينة مكان الفلسطينيين أصحاب البيوت والأراضي.
-
نجحت الانتفاضة في بناء تحالف وطني قوي في الشارع الفلسطيني، ضم جميع الفعاليات والقوى السياسية والوطنية في مواجهة سلطات الاحتلال، كما لقيت الانتفاضة دعمًا قويًّا من السلطة الوطنية الفلسطينية، بزعامة الرئيس الراحل ياسر عرفات، حيث حشدت السلطة أكبر دعم ممكن لحقوق الشعب الفلسطيني الثائر.
أثر الانتفاضة على إسرائيل :
• انعدام الأمن في الشارع الإسرائيلي بسبب العمليات الاستشهادية.
• ضرب السياحة في إسرائيل بسبب العمليات الاستشهادية.
• تحطيم مقولة الجيش الذي لا يقهر في معركة مخيم جنين والذي قتل فيها (58) جندي إسرائيلي وجرح (142).
• ضرب اقتصاد المستوطنات الاسرائيلية.
يُشار إلى أنَّ انتفاضة الأقصى توقَّفت في الثامن من شباط (2005) بعد اتفاق هدنة بين سلطات الاحتلال والفلسطينيين في قمة "شرم الشيخ"، غير أنَّ مراقبين يرون أنَّ الانتفاضة الثانية لم تنته لعدم توصل الفلسطينيين وسلطات الاحتلال إلى أيّ حلّ سياسي واستمرار المواجهات بمدن الضفة.