وفاء ناهل - النجاح الإخباري - أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال كلمته أمام الجمعية العامة للامم المتحدة، أن اربعة وعشرين عاماً مضت على توقيع اتفاق اسلو الذي نص على انتهاء الاحتلال بعد خمس سنوات ومنح الفلسطينين الامل باقمة الدولة الفلسطينية وتحقيق السلام واين نحن اليوم من هذا الامل.
واضاف الرئيس"لقد اعترفنا بدولة اسرائيل ع حدو 67 لكن استمرار رفض حكومة اسرائيل الاعتراف بهذه الحدود يجعل من الاعتراف المتبادل بيننا وبينهم موضع شك".
وقال الرئيس": منذ خطابي امام جمعية العام الماضي طالبت بان يكون 2017 عام انتهاء الاحتلال لدولة فلسطين، لكن الحكومة الاسرائيلية واصلت بناء المستوطنات على ارضنا منتهكةً المواثيق والقرارات ذات العلاقة بقضيتنا وواصلت تنكرها وبشكل صارخ لحل الدولتين ولجات لسياسات واساليب المماطلة والذرائع لتهرب من مسؤوليتها بانهاء احتلالها".
وأكد الرئيس "أن اسرائيل بدل من ان تركز على معالجة المشكلة الحقيقية، هي سعت لحرف الانتباه الدولي لمسائل جانبية افرزتها سياستها الاستعمارية وعندما يطالبها المجتمع بانهاء انهاء تتهرب وتتذرع بالتحريص وعدم وجود شريك فلسطيني وتضع شروط تعجيزية وهي تدرك ان الحاضنة للعنف هو الاحتلال الاسرائيلي الذي جاوز اليوم نصف قرن من الزمن".
وتابع الرئيس":منذ اكثر من عشر سنوات اتفقنا مع اسرائيل على تشكيل لجنة ثلاثية " امريكية اسرائيلة فلسطينية" لمعالجة مسالة التحريض ويكون القرار لامريكا وشكلت لجنة وعملت لمدة عام ثم الغتها اسرائيل ومنذ يومها نطالب بإحياء هذه اللجنة دون جدوى".
ويؤكد الرئيس في خطابه أن المثير للاستغراب ان البعض ممن تقع على عاتقهم مسؤولية انهاء الاحتلال يقولون انه نصف احتلال او احتلال مزعوم، ما هو المزعوم؟؟ 50 عاما ونحن تحت الاحتلال ليأتي شخص ما ليقول ما هو الاحتلال، ولن نقبل بهذا الامر مطلقاً.
ويضيف الرئيس"استمرار الاحتلال وصمة عار في جبين دولة اسرائيل وفي جبين المجتمع الدولي ويقع على عاتق هذه المنظمة الدولية مسؤولية اخلاقية وسياسية لانهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من أن يعيش بحرية بدولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقيه على حدود الرابع من حزيران".
كما وان تجفيف مستنقع الاحتلال بارضنا وممارساته سيكون له اثراً كبيراً بمحاربة ظاهرة الارهاب وحرمان المنظمات الارهابية من اهم الاوراق التي تستغلها لتسويق افكارها.
وأكد الرئيس أن "انهاء الاحتلال ضرورة واساس لاكمال الجهود التي نقوم بها في مواجهة هذه التنظيمات،وأضاف" نحن ضد الارهاب بكل اشكاله وصفاته ومصادره ونعمل على محاربته".
وقال الرئيس خلال خطابه أمام الامم المتحدة":لقد قمنا بكل ما لدينا من جهد وسعينا لتحقيق السلام مع اسرائيل وتبنينا العديد من المبادرات مع الدولة العربية، وكان هناك العديد من المبادرات الثمينة" مبادرة السلام" لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وهي تربط انسحاب اسرائيل من الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، باعتراف 57 دولة عربية واسلامية بدولة اسرائيل، لكنها لم تستجب".
اضافة لمبادرة الرئيس بوتين والمبادرة التي يقوم بها الرئيس الامريكي منذ بداية العام اين هذه المبادرات؟ ولماذا لا تقبل بها اسرائيل وفي مسعى اخر من جانبنا عرضنا على نتنياهو ان يؤكد فقط على التزامه بحل الدولتين وان نرسم الحدود، لكي نفتح المجال بعد ذلك امام مفاوصات جادة تعالج بقية قضايا الوضع الدائم ولكنه رفض هذا العرض، ايضاً".
وأكد الرئيس أن الالتزام بالسلام من طرف واحد لا يكفي، ولن يقود لتحقيق سلام، كما وان الحرية لا تتجزأ، وأضاف" حذرنا بالماضي ولا زلنا نحذر من ممارسات الاحتلال وفرض اجراءاته بالقدس وطالبنا اسرائيل باحترام الوضع الديني بالقدس، الا ان الاحتلال مستمر بخرق القانون الدولي لذلك لن يكون امامنا سوى مطالبتها كدولة قائمة بالاحتلال بتحمل مسؤولياتها كاملة، وتحمل ما يترتب عليها من تبعات فلم يعد بامكاننا الاستمرار "كسلطة دون سلطة، وأن يستمر الاحتلال دون كلفة".
وقال الرئيس:"حل الدولتين في خطر ولا يمكننا ان نقف مكتوفي الايدي امام الخطر الذي يستهدف وجودنا ويتهدد السلام والامن وقد نضطر لاتخاذ خطوات والبحث على حلول لنحافظ على وجودنا وفي ذات الوقت نبقي الافاق لتحقيق السلام لكن كل الخيارات التي نبحث عنها ستكون سلمية ومن حقنا في هذه الحال ان ننظر في البدائل التي تصون حقوقنا وشعبنا من تكرير نظام الابرتهايد كما وأننا طلبنا من محكمة الجنائية ان تفتح تحقيقا قضائيا مع المسؤولين الاسرائيلين الذين يكرسون الاستيطان ويساعدون في تمكينه".
واكد الرئيس أنه "رغم الانقسام تحملنا مسؤوليتنا تجاه اهلنا بالقطاع والذين يعانون من الحصار الاسرائيلي واكدنا ان لا احد احرص منا على شعبنا بالقطاع ونحن نؤكد أن "لا دولة فلسطينة بغزة ولا دولة فلسطينية بدون قطاع غزة"، وأضاف" اليوم اعبر عن ارتياحي لاتفاق القاهرة بجهود مصرية مشكورة لالغاء ما قامت به حماس من اجراءات، نتج عنها الانقسام، بما في ذلك حل الحكومة التي شكلتها وتمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة صلاحياتها بغزة واجراء انتخابات عامة والاسبوع القادم ستذهب حكومتنا لقطاع غزة لممارسة اعمالها ونرجو لها النجاح".
وقال الرئيس:"نرفض التعامل مع الدول بمعايير مزدوجة ولإنقاذ علمية السلام وحل الدولتين اطالب، بالعمل الحثيث والجاد لانهاء الاحتلال الاسرائيلي خلال فترة محددة اذ انه لم يعد كافياً اصدار البيانات الفضفاضة وبدون سقف زمني، كما ونطالب بتطبيق المبادرة العربية للسلام وبما يشمل اللاجئين الفلسطينيين بحل عادل وشامل وغير مفروض على احد".
وتابع:" كما ونطالب بوقف النشاطات الاستيطانية في اراضينا الفلسطينية، كما نصت قرارات الامم المتحدة، اضافة لاتفاقية جنيف الرابعة، كما ونطالب بتوفير الحماية الدولية لارض وشعب فلسطين لانه ليس لدينا امكانية لنحمي شعبنا، من قوة السلاح والجيش الذي يضطهدنا يومياً".
كما وطالب الرئيس الدول الاعضاء في الامم المتحدة والتي اعترفت باسرائيل ان تعلن ان اعترافها تم على اساس حدود 1967، ولذلك ادعو الدول كافة لانهاء اشكال التعامل المباشر مع منظومة الاستعمار الاستيطاني في فلسطين وفق ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية، اسوة بما فعله المجتمع الدولي بالنظام العنصري في جنوب افريقيا، وان يعلن الكشف الاسود للدول التي تعاملت مع الاستيطان ودعمته".
وأضاف" ونطالب الدول التي لم تعترف بفلسطين ان تعترف بها. وتسأل الرئيس عباس: "وكيف يؤثر الاعتراف بنا على فرص تحقيق السلام سلباً؟"
وناشد الرئيس المجتمع الدولي بتقديم الدعم الاقتصادي والمادي للشعب الفلسطيني ليستطيع تمكين مؤسساته، كما وطالب خلال كلمته باستمرار الدعم لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، وحذر الرئيس من اي محاولات لتغير مهام الوكالة وشطب البند السابع في مجلس حقوق الانسان او منع صدور القائمة السوداء".
وفي ختام كلمته قال الرئيس" بالمقابل نؤكد التزامنا باحترام حقوق الانسان وكل الاتفاقيات والمعاهدات التي اعتمدناها ووقعنا عليه سنسير بها مع المجتمع الدولي وسوف تقوم دولة فلسطين بصياغة هذه المطالب بمشاريع قرارات وتقديمها للجمعية العامة، املين التصويت لصاحلها حفاظًا ، على بقاء حل الدولتين وتحقيق السلام وتوفير الامن والاستقرار للطرفين على حد سواء ولشعوب المنطقة بشكل عام".