هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - وجهت عدة انتقادات بعد تخصيص الرئيس ابو مازن قصر الضيافة لمكتبة وطنية، وبهذا الصدد خرج العديد من الاعلاميين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بانتقادات  دون الاطلاع على أهمية اختيار المكتبة الوطنية بهذا المكان بالتحديد وتجارب الدول الاخرى في المكتبات الوطنية.

وحول هذا الموضوع أوضح وزير الثقافة ايهاب بسيسو لـ"النجاح الاخباري" أهمية المكتبة الوطنية في فلسطين، والتي أراد من خلالها الرئيس محمود عباس بعد نقاش هذه المسألة على طاولة الوزراء مواجهة رواية الاستعمار بالرواية الفلسطينية، حيث تعد المكتبة الوطنية احدى مقومات حفظ الارث والابداع من النهب والسلب الاسرائيلي.

وأضاف بسيسو أن مشروع انشاء المكتبة الوطنية جاء لكي يعزز من الرواية الوطنية ويحميها بناء على تجارب سابقة، فقد وجدت الحكومة بأن عليها أن تدفع بالمكتبة الوطنية للواجهة مرة أخرى.

"والمكتبة الوطنية هي ترجمة لسياسة الصمود والبقاء على أرض الوطن"، هذا ما قاله بسيسو لـ"النجاح الاخباري"، مشيرا إلى أن هذا العمل بتكوينه اتخذ في الاشهر الماضية خطوات تحضيرية كثيرة حتى جاء التوجه منسجما مع قرار الرئيس بتخصيص قصر الضيافة لمكتبة وطنية.

ويشدد بسيسو على أن قرار الرئيس يعد جريئا واستثنائيا مستندا الى تحضيرات وتوصيات مهنية بعيدا عن القراءة الموضوعية.

وفيما يتعلق بالمكتبات الوطنية حول العالم، أكد بسيسو على أنها تتميز بقربها من الاماكن السيادية والثقافية والاكاديمية مثل المغرب وتونس والجزائر والبحرين وقطر والكويت، عدا عن أن ما يحيط بالمكتبة الوطنية مؤسسات ثقافية وأكاديمية مثل جامعة بير زيت والجامعة العربية الامريكية في ضاحية الريحان والمتحف الفلسطيني علما بأنه شارع حيوي شهد نموا سكانيا مؤخرا.

وأضاف بسيسو إلى أن المكتبة الوطنية تحتاج لمساحة واسعة وهذا ما تم استغلاله من قصر الضيافة، لتأدية مهامها بالشكل الصحيح ولا تقتصر على وظائف مكتبية فقط بل ثقافية بالمجمل.

ردا على الانتقادات

وردا على الانتقادات التي وجهت لاختيار قصر الضيافة وما أشيع حول هذا المكان يقول بسيسو لـ"النجاح الاخباري" "قرار الرئيس محمود عباس جزء من الاستراتيجية الوطنية القائمة على تطوير المقدرات الموجودة لدى قصر الضيافة، والاستفادة من هذه المساحة واستثمارها للثقافة نقلة نوعية ".

وفيما يتعلق بالمكان المخصص لمهبط المروحيات للشخصيات الدولية أوضح بسيسو أن المهبط سيبقى موجودا ولكن مع استغلال هذا الفضاء للمعارض الثقافية، فالمساحة تقريبا تصل الى 39612 متر مربع، سيتم استغلال مبنى للمكتبة الوطنية من اجمالي هذه المساحة.

ويوجه بسيسو سؤالا لماذا لا يتم استغلال هذه المساحة الواسعة للمكتبة الوطنية ما المانع من ذلك مستفيدين من هذه الروح كصرحا ثقافيا يمثل نجاحاواضحا للرؤية التي تنتهجها الحكومة من أجل تثبيت البقاء والصمودالفلسطيني ؟ مستشهدا بكثير من التجارب حول العالم وبفلسطين خاصة ومؤكدا على أن هذا لا يعد اهدارا بقدر ما هو تطوير.

وأهم ما ذكره بسيسو حول استغلال الأماكن لأماكن ثقافية قصر جاسر في بيت لحم وهو أحد أعلام المدينة حيث تم تحويل المسكن لفندق وقصر الحمرا بالقرب من المقاطعة في البيرة والذي تم تحويله خلال الانتفاضة لمركز تعليمي والان تحول لفندق وكذلك مسكن خليل السكاكيني في رام الله والذي تحول لمركز ثقافي وكان مقرا للشاعر محمود درويش يصدر منه مجلة الكرمل.

وردا على عدم استغلال هذا المكان سابقا أوضح بسيسو أن كان لديهم رؤية قبل خمس سنوات حول هذا المشروع والان تطور وفقا لمعايير من اجل تطوير برامجنا الثقافية والسياسية على ارض الواقع.

مفهوم المكتبة الوطنية أهميتها

وحول مفهوم المكتبة الوطنية أوضح بسيسو لـ"النجاح الاخباري" أنها المركز والمستودع لكل الارث الابداعي بحيث تصبح مرجعا للوثائق والمخطوطات والكتب والابعاد.

إضافة إلى أن من مهامها اصدار وتسجيل الابداعات المختلفة ومرجع للهوية والتاريخ الفلسطيني والذاكرة.

وتسعى دول العالم من خلال المكتبة الوطنية للحفاظ على هويتها مثل بريطانيا وفرنسا وامريكا وروسيا واسيا وكندا واستراليا واليابان.

ولفت بسيسو الى أن المكتبة الوطنية تعد مظلة ونافذة وطنية على المكتبات الوطنية في مختلف دول العالم، فهي تسهل التبادل المعرفي والثقافي، واحدى ركائز البحث العلمي من خلال نظام الابداع الوطني ونقطة الارتكاز بعد ايداع الكتب ورسائل الماجستير من انتاج الدولة.

هذا عدا عن أنها تتيح التواصل الالكتروني فالجامعات الدولية ستصبح جاهزة للتبادل المعرفي مع الجامعات الفلسطينية من خلال نظام الايداع، حيث ما تم تسجيله خارجا من أبحاث وكتب وأعمال فنية وغيرها يمكن الوصول اليه من خلال المكتبة الوطنية.

دور المكتبة الوطنية في مواجهة اسرائيل

وحول أهمية المكتبة الوطنية لمواجهة السرقة الاسرائيلية للإرث الفلسطيني أوضح بسيسو لـ"النجاح الاخباري" أن المكتبة ستتيح حماية لارثنا وأحد وظائفها المساعدة على استرداد ما تم نهبه من ارثنا التاريخي والابداعي بالقوانين والمعاهدات الدولية .

ولفت بسيسو الى أنه في الوقت الذي يتم به انشاء المكتبة الوطنية تعمل اسرائيل على انشاء مكتبة وطنية اسرائيلية بالقرب من الكنيست الاسرائيلي ستفتتحها في عام 2020.

واختتم بسيسو حديثه مع "النجاح الاخباري" قائلا" تأسيس المكتبة أحد الردود الثقافية على وعد بلفور، للتأكيد على أنه وبعد مرور 100 عام الا أن الشعب الفلسطيني والجيل الجديد منتبه لمقدارته الثقافية، فهي استراتيجية ثقافية فلسطينية تتبناها الحكومة لمواجهة الرواية الاسرائيلية".

قصر الضيافة اختصر 60% من الطريق

بدوره أوضح الكاتب عنان حمد لـ"النجاح الاخباري" أن من مدلولات المكتبة الوطنية حماية التراث الوطني الفلسطيني.

واضاف أن الموقع كان دائما العائق الرئيسي أمام المؤسسات الثقافية، وقصر الضيافة شجع واختصر 60% من الطريق في انشاء المكتبة كونه موجود بمساحة واسعة ويمكن استغلاله.

ويشير حمد لـ"النجاح الاخباري" الى أنه في كل العالم يتم اختيار مقرات سيادية لأن المكتبة الوطنية رمز من رموز الدولة.

 وأضاف أن دور المكتبة الوطنية يتمحور حول التبادل الثقافي بحيث تكون راعية لجميع انواع المكتبات وجميع المناسبات الثقافية من معارضن وندوات، ودورات وورش العمل والتي لها علاقة بالمستوى الثقافي لتكون جسرا بين فلسطين والدول.

 وعند الحديث عن المكتبة الوطنية ودورها البارز والقيادي بالنسبة للمكتبات الأخرى في الدولة، أكد حمد لـ"النجاح الاخباري" على أنها تعتبر المكتبة المركزية للدولة، والمركز الثقافي والمعلوماتي الذي يعكس تراث الأمة و تطورها الأدبي والعلمي والثقافي والحضاري، وبدون المكتبة الوطنية يبقى التراث الفكري الوطني مشتتاً، وخاصة اننا بحاجة كفلسطين لجمع التراث الفلسطيني المشتت في العالم، والعمل على جمع واستعادة ما تم سرقته من قبل الاحتلال في عام 1948 ، والذي وضع في مكتبة الجامعة العبرية تحت مسمى أملاك الغائبين. ولمعرفة دور واهمية المكتبة الوطنية للدولة و المجتمع

وشدد حمد على ضرورة توعية الاعلام حول المكتبة الوطنية لافتا الى انها تحتاج الى دعم جميع شرائح المجتمع.