غيداء نجار - النجاح الإخباري - نتائج الثانوية العامّة على الأبواب.. والأهالي ينتظرون بفارغ الصبر ويستعدون بكل حماس، فالاستعدادات والطقوس من أهم الأمور في مجتمعاتنا، ومن هذه الطقوس ما هو ايجابي وما هو سلبي، فالاستعداد لشراء الحلويات والملابس الجديدة وتجهيز البيت لاستقبال المهنئين أو حجز إحدى القاعات، تلك من أجمل التجهيزات التي تنتظرها الأسرة بفارغ الصبر، لكن في الوقت نفسه فإنَّ شراء ما هو مضر جسديًّا ونفسيًّا وماديًّا يعتبر من الطقوس المؤذية والمضرة.

تحذيرات مستمرة

ومع اقتراب إعلان نتائج طلبة الثانوية العامة "التوجيهي"، حذَّر الناطق باسم الشرطة المقدم لؤي ارزيقات من شراء المفرقعات والألعاب النارية بكافة أنواعها وإطلاقها للتعبير عن الفرح بالنجاح، وحذَّر ارزيقات التجار من تداولها وبيعها لخطورتها على حياة المواطنين.

 ودعا ارزيقات المواطنين لعدم استخدامها بشكل مطلق وخاصة في ساعات الليل المتأخرة لما لها من تأثير على الأطفال والشيوخ والنساء.

وقال ارزيقات لـ"النجاح الإخباري": تصلنا بلاغات حول هذه المفرقعات والألعاب النارية، فالعديد من المواطنين يشتكون منها، ولكن نواجه صعوبة بالسيطرة على الوضع كون الحدود مفتوحة، بالإضافة لعدم السماح لنا بدخول المناطق المصنفة "ج".

وحول مصدر المفرقعات والألعاب، يضيف ارزيقات: "إنَّ الألعاب النارية والمفرقعات تأتي من المستوطنات والداخل المحتل عن طريق التهريب باتفاق تجار عرب ويهود من الداخل مع تجار من الضفة".

ويتابع: "وفقاً للقانون، هناك قانون يمنع الأسلحة والذخائر، ويشمل مصطلح السلاح (الألعاب النارية)، وعقوبة خرق القانون الحبس ما بين أسبوع لستة شهور."

أضرارها 

وعلى مستوى الأضرار الصحيّة، يقول مدير دائرة الطوارئ في المستشفيات عنان راشد: " في كل عام، خاصة بمناسبات الأفراح من أعراس أو بعد إعلان نتائج التوجيهي، تسجل عدد من الإصابات، منهم من بترت أصابعهم ، وآخرين فقأت أعينهم، بالإضافة للحروق والجروح،  ما أدى لتحويل الأفراح لأحزان ومآسي.

ويضيف: "كما أنَّ مجرد استنشاقها أمر مضر بالصحة، فما يخرج منها هو سموم ليس إلا، بالإضافة للضرر الذي تسببه هذه المفرقعات للأذن وللسمع بسبب الضجيج".

تبذير للمال

يقول المواطن ليث مجدولاني: "عند إعلان النتائج السنة الماضية وخبر نجاحي قام أبي وأعمامي وأبناء أعمامي كلٌ على حدة بشراء المفرقعات وإطلاقها إثباتاً لفرحتهم بنجاحي، وقد كلَّف شراء المفرقعات ما يقارب (2000) إلى (3000) شيكل، ومصدرها من المستوطنات التي تقع بمنطقة سلفيت ويعمل بها أقاربي".

وعن سبب الشراء يضيف ليث: "في هذه الأيام أصبحت المفرقعات والألعاب النارية أحد العادات، وإذا لم نطلق المفرقعات فلن نشعر أنَّ هناك فرحٌ وبهجة في عائلتنا".

وبالعودة لإستكمال باقي أضرار المفرقعات والألعاب النارية، لا ننسى الحرائق التي تشب بسبب تلك المفرقعات، فاتحاد العناصر القابلة للاشتعال الا وهي المادّة القابلة للاشتعال والحرارة الكافية والهواء، ولكون هذه العناصر متوفرة في المفرقعات فإنَّ استخدامها يعرض النفس والممتلكات والآخرين لخطر الحريق.

من جانبه ،عبَّر أمجد الشيخ من نابلس، عن تخوفه من عدم اكتراث الناجحين بتحذيرات المؤسسة الأمنية.

يقول الشيخ لـ"النجاح الإخباري": "في ساعات الليل، وسط الهدوء، نكون جالسين مستمتعين بالحديث وتبادل الحوار وما إن يقوم أحدهم بإطلاق المفرقعات فنجفل ونمتعض من هذا الفعل لأنَّه أقلق راحتنا، إضافة إلى دورها في ترويع الأطفال وايقاظهم مفزوعين من نومهم".

الحلوى بدلاً من المفرقعات...

وأخيرًا  نشيد بمبادرة  أطلقها أحد المواطنين تفيد بأنَّه إذا كان الهدف من إطلاق المفرقعات التعبير عن الفرحة وتعميمها على الجميع، فلم لا نذهب إلى محال الحلويات ونقوم بشرائها ووضعها أمام المنزل ليأكل منها الجيران والأهل والأقارب، وبهذه الطريقة يمكن إعلام الجميع بوجود فرحة ليتشاركوها معهم بكل هدوء ودون أضرار.