نابلس - نبيل عمرو - النجاح الإخباري - رغم أن فينا ما فينا من مصادر الحزن والالم، الا أن في نفوسنا متسع لأن نحزن على ما يصيب غيرنا من مصائب ومواجع، ونحن الفلسطينيين نحب عاصمتين لبلدين لهن مآثر كبرى علينا، تونس ولن اتحدث عنها في هذه المقالة وبيروت التي هي موضوعنا.
بطرفة عين دمرت بيروت، التقديرات الأولية تتحدث عن ثلثها او نصفها او اكثر او اقل، وتتحدث عن مليارات كثيرة لابد وان تنفق من اجل ان تعود الى ما كانت عليه قبل الانفجار المروع، من الذي فعل ذلك سيظهر بالادلة خلال قادم الأيام، فالذين سينهمكون في معرفة مجريات الاحداث الى ان وقع الانفجار، كثيرون ومقتدرون، سوف يتدخل في الامر أقمار صناعية ومراكز بحث عالمية ودول واستخبارات لا شك في انها تمتلك قدرات لمعرفة الخلفيات جميعا.
بالنسبة لنا فإن ما حدث لبيروت هو اعلان صاخب وتدميري عن انتقال سريع من مشروع دولة فاشلة يتبارى كثيرون على جر لبنان اليه وفي تقديري ان لبنان قبل الانفجار المروع وصل الى هذا الوضع فعلا، فلا شيء في لبنان يعمل بصورة طبيعية، اذا نحن حيال دولة فاشلة وليس في طريقها الى ذلك.
الان هنالك من لا يكتفي بكون لبنان دولة فاشلة بل يريدها ارضا محروقة تكون ساحة قتال واقتتال داخلي قد ينشأ بعد كارثة الانفجار، واقليمي لابد وان يتضاعف بفعل المأساة، ودولي لأن العالم يحب ان يرى الشرق الأوسط كله في حالة من الفوضى والتراجع والانهيارات، فهذا الوضع هو الأفضل لمصالحه واستثماراته.
نأسف على لبنان.... ان لحبنا له كفلسطينيين وعرب كلمة سر أرى ان لبنان يعاقب عليها وهو ان فيه ما لا يوجد مثله في أي بلد عربي آخر فلبنان كان رائد حرية الصحافة في العالم العربي ولا منازع له في هذا المجال، ولبنان كان مجمع المصارف الناجحة في العالم كله وهذا لم يكن مثله في أي بلد عربي، ولبنان كان قبلة السياحة من خلال خصائصه المميزة، الطبيعة وحسن المعاملة والمرافق الحديثة، غير ان كل ذلك وضع لبنان على الدوام في حالة صراع مع من لا يريدون رؤية هذه المزايا في عالمنا العربي، فافتعلت له وبكل اسف بتعاون من بعض اهله حروب أهلية لها اول وليس لها آخر، ودمرت صحافته بالنسف والتدمير واغتيال افضل الكتاب ورؤساء التحرير، وقوض اقتصاده من خلال المليشيات التي انفقت المليارات ليس على التنمية وانما على تدمير البلد، لهذا ما حدث بالأمس هو اعلان صاخب على تحويل البلد من مشروع دولة فاشلة الى مشروع ارض محروقة والقادم سيكون اعظم وبكل اسف.