ماجد هديب - النجاح الإخباري - من منا لا يدرك انه لا امن لنا ولا استقرار دون قانون ،ومن منا لا يدرك أيضا انه لا عدل ولا رخاء او اقتصاد ،ولا حتى تنمية دون عيون ساهرة تعمل على تطبيق هذا القانون ،ومن منا يمكن له ان بتجاهل أيضا بان رجال الامن الوطني والشرطة وقوات الدفاع المدني هم خط دفاعنا الأول وهم أيضا تلك العيون ،حيت يعمل هؤلاء جميعا دون كلل ولا ملل رغم ما يتعرضون له من مخاطر وصعاب اثناء عملهم ،ومنها الموت والاصابة والصدمات والازمات ،سواء اثناء تأدية واجبهم الوطني في التصدي لقوات الاحتلال والمساعدة في إجلاء الجرحى وجمع أشلاء من قصفتهم الطائرات الحربية ،وسواء أيضا عند انتقالهم الى أماكن الخطر للقيام بواجبهم الوظيفي في حفظ الامن ومنع الجريمة والوقاية من الكوارث ومواجهة الازمات، وهذا ما يستوجب منا جميعا ان نقول لكافة منتسبي الأجهزة الأمنية الفلسطينية ،وخاصة هؤلاء الذين ينتشرون الان بالشوارع من اجل وقايتنا من الوباء والحيلولة دون انتشاره شكراً لكم أيها الرجال الساهرون على صحتنا ،ولكم منا كل محبة ،ولكم أيضا من كافة أبناء شعبنا مليون تعظيم سلام.
من المعلوم بان كافة دول العالم تتعرض الان لازمة الوباء العالمي كورونا ، حيث باتت معظم هذه الدول في حالة من التخبط والارباك في التعامل مع هذه الازمة ،وذلك بفعل ما تتعرض له الأرواح من خطر الموت ،وبفعل ما يتعرض له اقتصادها من خطر الانهيار والتراجع نتيجة التباطىء في اتخاذ التدابير الوقائية والاحترازية ،الا ان السلطة الوطنية الفلسطينية ،وهذا يحسب لها وفقا لما صدر عن جهات الاختصاص الدولية ،ومنها منظمة الصحة العالمية كانت قد اتخذت مجموعة من الإجراءات والقرارات والخطوات الضرورية لمواجهة هذا الوباء ،وذلك للحيلولة دون تفاقمه وانتشاره الى قصى حد ممكن، وفقا وعلى ما يبدو وحتى هذه اللحظة لخطة مدروسة وناجحة على المستوى الوطني بالمشاركة والتنسيق مع العديد من الجهات ذات العلاقة ،ومنها الأجهزة الأمنية التي سارعت بالانتشار والسيطرة ،وهذا ما يؤكد بان دور قوات الامن الوطني والشرطة لا يقتصر فقط على حالة الدفاع وصد الاعتداءات او ملاحقة المجرم ،بل والمشاركة المجتمعية أيضا في مواجهة الكوارث والأزمات على أسس علمية وتدريبية ، وبمستوى يضاهي أجهزة الامن في الدول العربية التي تعتمد في اكاديمياتها العسكرية والأمنية الاستراتيجيات والبرامج لمواجهة الازمات وتدريس أساليب التعامل معها.
لقد اثبتت الأجهزة الأمنية الفلسطينية اذا وعلى اختلاف تخصصاتها وتفرعاتها إمكانية نجاحها في مباشرة المهام الأمنية المتنوعة لمواجهة الكوارث والأزمات و تحقيق اهداف خطة الطوارئ باقتدار لتحقيق الشراكة المجتمعية في مواجهة مثل هذه الازمات ،وذلك من خلال سرعة انتشار رجالها في المدن الفلسطينية وضبط تحركات المواطنين دون اهدار الحقوق والحريات العامة فيها، حيث انه ووفقا لما هو معلوم انه لا إمكانية لنجاح أي جهاز امني ومهما بلغت قوته في سرعة الانتشار والتحكم فيما لو عمل رجال هذا الجهاز الأمني على امتهان الحقوق والحريات ،حيث ان امتهان هذه الحقوق والحريات لا يساعد في سرعة الانتشار والتحكم ،وانما سيؤدي هذا الامتهان الى الأخلال بالواجبات والمسؤوليات ،كما اثبتت هذه الأجهزة الامنية بان رجل الامن لا يعتمد في حفظ الامن واستقرار المجتمع على سلاحه الشخصي فقط ،وانما على سلاح المعرفة وما يمتلكه أيضا من قدرات ومهارات على قاعدة مبادئ العمل الأمني الانساني ،ولذلك يمكن القول هنا وبكل افتخار ان ما يصدر عن هذه القوات من اساليب التعامل مع المواطنين هو بمثابة التأكيد على قدرة منتسبي هذه القوات بالتعامل مع مثل هذه الازمات والتأكيد أيضا على ما يمتاز به رجالها من احترافية ومهنية ومشاركة مجتمعية ،وهذا ما كنا وما زلنا نقوله بان الامن ليس قوة على الجماهير ،وانما هي قوة مهنية واحترافية لخدمة هذه الجماهير.
أي كان لا بد من القول في نهاية هذا المقال ردا على ما صدر عن البعض من سخرية واستهزاء عند صدور قرار نشر قوات الامن الوطني والشرطة في المدن للوقاية من الوباء وللحيلولة دون انتشاره بان دور الأجهزة الأمنية لم يعد يقتصر على القوة والدفاع وحماية المجتمع من الجريمة ،بل اصبحت وفي كثير من الاحيان بمثابة الركيزة الأولى، ليس في مواجهة الازمات فقط ،وانما في تحقيق التنمية المستدامة أيضا وذلك بفعل الخبرة والممارسة ،ليس في تنفيذ الخطط والبرامج الصادرة من جهات الاختصاص لمواجهة الازمات وتقليل الاخطار فقط ،بل بفعل تهيئة الظروف المناسبة اقتصاديا واجتماعيا لتحقيق الأهداف والغايات التي تعبر عن الرضا العام في المجتمع والامن الإنساني أيضا ، ،ولذلك يستوجب منا جميعا ونحن نرى تلك العيون الساهرة في شوارع الضفة لحماية المجتمع ووقاية الشعب من الوباء ان نرفع القبعة احتراما لهم ،ولنقول لكل قائد وضابط وعنصر شكراً لكم أيها الرجال الساهرون على صحتنا ،ولكم منا كل محبة ،ولكم أيضا من كافة أبناء شعبنا مليون تعظيم سلام.