نبيل عمرو - النجاح الإخباري - بعد انقطاع طويل عن إجراء الانتخابات العامة التي كانت في المرتين السابقتين نزيهة حد النموذجية فإن الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والقدس بدأ يتهيأ ذهنيا لإجرائها بعد أن تذللت معظم العقبات الفلسطينية التي كانت تحول دونها ،وبقيت العقبة الإسرائيلية التي ستكون مجال معركة صعبة حول مشاركة القدس تصويتا وترشيحا، ومن خلال قرائتي للمواقف الدولية حول المدينة وحق الفلسطينيين فيها ،أتوقع اصطفافا دوليا قويا وراء موقفنا، أي إدانة جماعية لإسرائيل التي تمنع الفلسطينيين من الامتثال لقوانين العصر التي تكرس صندوق الاقتراع كأساس للنظام السياسي عند كل الدول والشعوب.
ونحن نستعد لإجراء الانتخابات العامة بشقيها التشريعي والرئاسي، فإنني اقترح على المرشحين والناخبين الانتباه الى محاذير لا بد من تجنبها أثناء أداء الاستحقاق الانتخابي.
أولا.. الابتعاد عن البذخ في الانفاق على الحملات ذلك أن بيتنا ضيق وناسنا معروفون لبعضهم البعض وفوق ذلك فإن وسائل الاعلام صارت في متناول يد الجميع فتكفلت بتوفير منابر مجانية تصل إلى المواطن، وتضع أمامه ما يميز بين الطيب والخبيث، دون حاجة للبهرجة والتزويق فالمواطن سئم من أصحاب الماكياج السياسي الذين يستغلون مواقعهم العامة والمنابر الحكومية وغيرها لتقديم صور ملونة لأنفسهم تشبه كمائن اصطياد المغفلين، شعبنا اكثر وعيا بمراحل من هؤلاء.
ثانيا.. إن الحاجة لاستقطاب الأصوات تدفع بالبعض إلى اللجوء للشعارات الشعبوية واستنفار الغرائز القبيلة، على اعتبار ان هذه الغرائز توفر أصواتا عمياء لا تدقق في المؤهلات والقدرات.
المواطن الذي عانى من استبعاده وتهميش دوره صار يدرك بوعي أن المرشح الذي يفوز بأصوات غرائزية سينسى من صوتوا له وسيكتشف الناس ضحالة أداءه في مجال التشريع والرقابة والسياسة.
ثالثا.. سنخوض الانتخابات لأول مرة وفق قانون مختلف هو القانون الأفضل لإنتاج برلمان كل عضو فيه حصل على أصوات من كل الوطن.. إذا فلتكن الانتخابات هذه المرة على برامج والتزامات محددة يؤديها أشخاص مؤهلون، وعلى كل مرشح ضمن قائمة حزبية أو مستقلة أن يقنع الناخبين بجدارته في أداء ما وعد به وأن يجيب وبإقناع عن سؤال لماذا رشح نفسه ماذا فعل في حياته السياسية ثم من هو المسؤول عن الانحدار الذي وقعت فيه تجربتنا، ذلك ان مبدأ الإنجاز له من يدعيه والاخفاق له من يتنصل منه، هذا المبدأ لم يعد يعمل عند شعب فرضت عليه قضيته أن يتابع السياسة الداخلية والخارجية كل يوم، وان يميز بين من يتكلم كثيرا ولا يفعل حتى القليل.
لست ساذجا حتى أتوقع أن نؤدي انتخابات مثالية مائة بالمائة غير أنني واقعي تماماً حين أتوقع تحسنا في أداء الواجب الانتخابي فما لم ندركه في السابق سندرك بعضه هذه المرة ولا بد من أن تكون المرة التي تليها أفضل بكثير.