نابلس - نبيل عمرو - النجاح الإخباري - قرأت مقالا نشرته صحيفة إسرائيل اليوم المقربة من نتنياهو، مفاده ان أجهزة الامن الفلسطينية والاردنية والإسرائيلية، تتفق على ان أي انتخابات فلسطينية قادمة تشريعية ورئاسية ستؤدي الى فوز حماس في الاثنتين.
وبصرف النظر عن دقة المعلومة التي بنيت عليها الخلاصة، فإن البديل التلقائي للخوف من اجراء الانتخابات هو بقاء الوضع على حاله مع تدهور متسارع للنظام السياسي الفلسطيني.
ان عقدة سيطرة حماس على الضفة وفق النظرية الإسرائيلية والتي يشتريها بعض رجالات السلطة ويروجون لها، لا تحل بجعلها أساس السياسة الفلسطينية، بل تحل من خلال توقف حركة فتح وحلفائها عن تصعيد الصراع الداخلي واقصاء الكفاءات عن المواقع المؤثرة في الحياة السياسية، علما بأن هذا الاقصاء افرز ظاهرة غريبة تماما عن حركة فتح التي نمت وتطورت وحتى سيطرت وفق مبدأ دع الف زهرة تتفتح ولكن داخل البستان الفلسطيني.
وما نراه الان وما سينعكس سلبا على المكانة والنفوذ، هو حصر المسؤوليات في عدد لا يتجاوز أصابع اليدين ما أدى الى ابعاد عشرات الاف الذين حملوا الثورة على اكتافهم في الظروف الصعبة ، وحتى التقاعد دخل في دوامة الصراع الداخلي فانتشرت عندنا ظاهرة التقاعد المبكر لشبان دفعوا ثمن اصطفاف غير مرضي عنه في الصراع الداخلي وابقى على مسنين على رأس عملهم وأيضا كمكافأة افرزها الاصطفاف المقابل في الصراع الداخلي .
حماس التي يخوفوننا منها لم تتقدم يوما الا من خلال ما يفتح لها من ممرات تنتجها فتح المتصارعة.
هل نحن بحاجة للتذكير بمأساة "البرايميرز" الذي قامت فتح فيه او النافذين فيها بأوسع عملية خداع للذات فكان ان امتلأت الصناديق باصوات وهمية وحين جاء الاختبار الحاسم في الانتخابات العامة تبخر الوهم، فأنتجت الصناديق نجاحا لحماس لم تكن تتوقعه او تحلم به.
الانتخابات العامة أضحت مطلبا ومخرجا وعدم اجراءها خوفا من نتائجها هو مقتل للديموقراطية فكرا وممارسة.
المعالجة السليمة للخوف من نتائج الانتخابات هو ان نؤديها بعد ان تتخذ كل الإجراءات الضرورية لاعادة ثقة الناخب بالمرشحين، بل واكثر من ذلك ان نجري انتخابات شعبية وليس فصائلية كما لو ان الملايين الفلسطينية تُؤمر من قبل فصيل او عدة فصائل فتطيع دون نقاش.
ان من يخوفنا من الانتخابات بغية عدم اجراءها قبل ضمان نتائجها، يحقق نتيجة واحدة هي انفضاض الشعب من حول طبقته السياسية وإشاعة اليأس في النفوس ووأد النظام السياسي الذي بنيناه بعرقنا وشهدائنا وابداعات افضل طاقات شعبنا.
كل من يريد الفوز في الانتخابات القادمة عليه ان يعمل ما يجعله جديرا باستقطاب الأصوات وهذا لا ينطبق على فتح وحدها وانما على كل فرد من أبناء الشعب الفلسطيني يتطلع لأن يكون ممثلا لناخبيه داخل المؤسسة التشريعية الأولى.